خبر : الوسيط الالماني قام بــ11 زيارة لقطاع غزة واسرائيل في شهر و"حماس" ترى انه جاد في جهوده لانجاز صفقة تبادل الاسرى

الخميس 03 سبتمبر 2009 10:39 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الوسيط الالماني قام بــ11 زيارة لقطاع غزة واسرائيل في شهر و



غزة / أكدت حركة "حماس" مجددا جدية الوسيط الألماني الذي يقوم بالوساطة بين الجانب الفلسطيني واسرائيل لاتمام صفقة تبادل الأسرى وان العملية مستمرة بانتظام حيث يتنقل الوسيط بين اسرائيل والاراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها "حماس" في الداخل. وقال نائب رئيس حركة "حماس" الدكتور موسى ابو مرزوق ، لوكالة الأنباء الألمانية امس، ان محمود الزهار القيادي في حماس يتولى رئاسة اللجنة المكلفة بالتعاون مع الوسيط الألماني الذي أنجز أكثر من 11 جولة خلال شهر منذ انطلاق الدور الألماني في صفقة التبادل. وأضاف ابو مرزوق ، الذي يوصف بانه من أبرز القيادات السياسية في حماس خلال المقابلة في مكتبه في أحد ضواحي العاصمة السورية دمشق ، ان فتح كانت ترفض الحوار قبل الحرب على غزة في مطلع العام الحالي لكن وبعد توقف الحرب على غزة صار هناك ضغط من أجل الحوار. واتهم قيادي حماس حركة فتح بالعودة عن مواقف عدة وافقت عليها خلال الجولات الست للحوار الوطني الفلسطيني. وعما اذا كان لدى حماس قراءة مختلفة للواقع السياسي الحالي ، قال ابو مرزوق "بالنسبة لحماس فان القراءة السياسية تخضع لمصلحة وطنية فلسطينية قبل كل شيء. استياء من استمرار الانقسام وأبدى نائب رئيس حركة حماس استياءه من إطالة أمد الانقسام الفلسطيني ومن الحالة الوطنية الراهنة للشعب الفلسطيني ، محملا الجزء الأكبر للذين "وقفوا ضد ارادة الناخب الفلسطيني وخاصة حركة فتح التي تحتكر السلطة منذ حوالي أربعة عقود". وأوضح أنه غير متفائل بجولة جديدة من الحوار الفلسطيني ، واصفا الدور المصري بالمهم الذي لا غنى عنه في القضية الفلسطينية وليس فقط في الحوار الوطني ، معربا عن أمله في أن تكون التوافقات العربية العربية عاملا مؤثرا بشكل ايجابي في عدم تشتت الشعب الفلسطيني. وأضاف ابو مرزوق أن هناك جولة جديدة من الحوار الاسبوع المقبل ، مشيرا إلى أن أبرز نقاط الخلاف مع فتح هي الحكومة والأمن والتزامات السلطة والانتخابات حيث يريد الرئيس محمود عباس الانتخابات على شكل انتخابات حركة فتح في الأونة الاخيرة. وعما اذا كانت الأنظمة العربية تخشى حركة حماس المؤثرة في شارعها المحلي ، قال العضو البارز في المكتب السياسي لحماس ان التعامل مع حركة حماس لم يعد خيار النظام العربي انما قراءة الواقع أحالت الأنظمة العربية لتأييد حماس في داخل وخارج العالم العربي. حماس سترسل وفد تهنئة الى نجاد وأضاف ان قيادة الحركة ستتوجه الى ايران بعد شهر رمضان للمباركة على الولاية الجديدة للرئيس الايراني أحمدي نجاد. وأوضح أن علاقة حماس مع السعودية مرت بفترة فتور بعد اعلان المبادرة العربية رغم ان حماس تتمتع بعلاقة جيدة مع قيادة المملكة ، معترفا في الوقت الحالي ان العلاقة ليست على مستوى الطموح ، مبديا تقدير حركته لمواقف المملكة عموما من القضية الفلسطينية. وعما اذا كانت علاقة حماس مع بعض الدول العربية المعنية مباشرة تمر بحالة فتور ، قال ابو مرزوق إن حماس ليست في يد احد هي تنشىء تحالفاتها السياسية مع الدول الداعمة لمواقفها وان قراءتها السياسية تنطلق من حرصها على المصلحة العليا للشعب الفلسطيني. وعما اذا كانت حماس متخوفة من فوز الاصلاحيين في ايران في الانتخابات الاخيرة ، قال ابو مرزوق ان حماس حرصت ان تبقى بعيدة عن أي تدخل في الشأن الداخلي الايراني وهي تتعامل مع خيارات الشعب الايراني في اختيار قيادته ولذلك ستذهب حماس لتهنئة الرئيس نجاد بعد شهر رمضان للمباركة له بولاية رئاسية ثانية. الموقف التركي مشرف وفيما يتعلق بالدور التركي ، اعتبر ابو مرزوق ان لتركيا مواقف مشرفة من القضية الفلسطينية لا سيما مؤخرا أثناء الحرب في غزة. وفيما يخص الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي التقته حماس اكثر من مرة في دمشق ، قال ابو مرزوق ان كارتر مرحب به وهو رجل محترم ولديه مواقف منصفة. وفيما يتعلق بعلاقة حماس بسوريا ، وصف القيادي البارز في حماس العلاقة مع سوريا بالمبدئية الثابتة ، معتبرا أن سوريا تتحمل الهم القومي دوما. لا مشاكل مالية ونفى القيادي في حركة حماس ان يكون لدى حماس أي مشكلة مالية حاليا ، مشيرا الى ان المشكلة هي في الحصار الظالم على غزة حيث هناك معاناة انسانية قل نظيرها في العالم. وفي نفس السياق وفي مبادرة لجعل قضية الأسرى عالمية والانتصار لحقوقهم، دعت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في حكومة تصريف الأعمال برام الله لتدويل قضية 11 ألف أسير فلسطيني ونقل معاناتهم للعالم ليمارس بدوره ضغوطا كبيرة على إسرائيل لرفع الظلم عنهم. وقال وكيل وزارة شؤون الأسرى زياد أبو عين إن الهدف من هذه الدعوات هو نقل قضية الأسرى من ملفها الفلسطيني والإسرائيلي إلى ملف ذي أبعاد دولية من أجل مزيد من الضغط على إسرائيل لتغيير نمط التعامل مع الأسرى داخل السجون وتأمين حريتهم. وأكد أبو عين "أنهم يهدفون لإخراج ملف الأسرى للمؤسسات الدولية الإنسانية وإعطائه آفاقا وتعريفا أكثر وحضورا كي لا يبقى رهن القرار الإسرائيلي"، مطالبا العالم بالتحرك من أجل ذلك. للمفاوض دوره وأوضح أن قضية الأسرى لم تغب يوما عن المفاوض الفلسطيني، "فبالمفاوضات تمكنت السلطة الفلسطينية منذ اتفاق أوسلو في 1993 وحتى الآن من تحرير 24 ألف أسير من سجون الاحتلال واستطاعت أن تحرز تقدما بهذا الشأن، لكن إلى هذه اللحظة لم ينته الملف ولن ينتهي طالما بقي الاحتلال وبقي الشعب الفلسطيني يقاوم". وأشار إلى أن البعد السياسي والدولي يجعل فهم العالم والمجتمع الدولي لقضية الأسرى أكبر، لافتا إلى أن هناك فهما وتضامنا دوليا مع الأسرى أكثر من السابق، وصار واضحا أن قضية الأسرى حساسة وهامة وضميرية وقضية كل بيت فلسطيني". وربط أبو عين أي عملية تفاوض مستقبلية بالإفراج عن الأسرى ووضع أجندة زمنية واضحة المعالم لإنهاء هذا الملف، وشدد على أنه "لن يكون هناك أي توقيع نهائي بوجود أسير، وهذا قسم اتخذته القيادة الفلسطينية"، وأكد أن أي تقدم بملف الأسرى يخدم القضية وعملية التسوية بالمنطقة، مبينا أن هناك ضغوطا دولية تمارس على إسرائيل من أجل الإفراج عن أكبر عدد من الأسرى. خطوة متأخرة من جانبه رأى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أن قضية تدويل الأسرى خطوة مهمة باتجاه رفع معاناة الأسرى، وأنه كان يجب ألا تمر كل هذه السنوات الطويلة على السلطة دون أن تنقل هذه القضية للمحافل الدولية. واستبعد البطش أي تعويل على استجابة إسرائيل لهذه الخطوة، واعتبر أن الموقف العربي والفلسطيني الرسمي ضعيف وغير مؤهل الضغط مباشرة على إسرائيل. ورأى أنه وحتى تأخذ هذه الدعوات صداها عالميا، يجب أن يكون هناك اتفاق فلسطيني لتوحيد الجبهة الداخلية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين بالضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرا إلى أن الخطر الوحيد الذي يتهدد هذه القضية هو ضعف الموقف الفلسطيني والعربي، محذرا من أن يتم تدوير وليس تدويل هذه القضية لتصبح قيدا على السلطة وقيدا على المقاومة وقيدا على الشعب الفلسطيني. من جهته أكد الباحث الفلسطيني بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أن عرض معاناة الأسرى على المحافل الدولية وعدم تركها قضية محلية أمر مهم جدا، لا سيما في ظل الانحياز الدولي إلى الاحتلال. وأشار فروانة إلى أنه بالإضافة لتدويل معاناة الأسرى يجري الاستعداد لعقد مؤتمر بالضفة الغربية للتضامن معهم أواخر نوفمبر/تشرين الثاني القادم بمشاركة شخصيات عالمية وعربية ومؤسسات دولية حقوقية وإنسانية. ورأى أن كافة المؤسسات المحلية الفلسطينية المختصة بالأسرى تقوم بدورها بشكل مرض، ولكن ليس بالصورة المطلوبة وهو أمر ينعكس أيضا على المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية.