عائلة عبد الهادي تطالب بالإفراج عن ابنتها سماء أحد منظمي الحفل في مقام النبي موسى

الثلاثاء 29 ديسمبر 2020 08:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
عائلة عبد الهادي تطالب بالإفراج عن ابنتها سماء  أحد منظمي الحفل في مقام النبي موسى



رام الله / سما /

طالبت عائلة سماء عبد الهادي أحد منظمي الحفل في مقام النبي موسى بين القدس وأريحا، قبل أربعة أيام، السلطة الوطنية بالإفراج عن ابنتهم، المعتقلة منذ أول أمس الأحد.

وقالت العائلة في بيان صحافي اليوم الثلاثاء، "لقد ثار لغط كبير حول الحفل الذي أقيم في مقام النبي موسى بتاريخ 27/12/2020 وتم التهجم على سماء عبد الهادي بشكل شخصي، ليس ذلك فحسب، بل قررت السلطة الفلسطينية اعتقالها على ذمة التحقيق، والإصرار على تمديد اعتقالها دون وجه حق، مع أنها لم تقتحم مع فريقها موقع المقام، بل تقدمت بطلب تصريح حسب الإجراءات المعمول بها، والتزمت بإجراءات السلامة واحترمت قواعد استخدام المكان".

وأضافت العائلة، "بداية، ومع أن اختيار الموقع قد ينمّ عن سوء تقدير من طرف المنظمين، إلا أننا يجب أن نؤكد أن السلطة الفلسطينية تعتبر المكان صرحاً ثقافياً سياحياً، حيث سلمت مسؤوليته إلى وزارة السياحة المخولة بإعطاء الموافقة على تنظيم الفعاليات فيه، وبناء على ذلك، قامت سماء بطلب الموافقات الضرورية من وزارة السياحة التي كانت على علم تام بكل تفاصيله، وتم الحصول على التصريح للتصوير في ساحة البازار/السوق، وهذا ما تم".

وأشارت العائلة، إلى أنه "كان الهدف من تنظيم الفعالية تصوير حلقة عن الموسيقى الإلكترونية في فلسطين في موقع أثري وسياحي للنشر على محطتي موسيقى عالميتين متخصصتين بهذا النوع من الموسيقى (Twitch tv وBeatport.com) وهما أهم مرجع لهذه الموسيقى بالعالم ولهم ملايين المتابعين عالميا، أما الجمهور فكان لا يزيد عن 30 شخصاً من أصدقاء وعائلة سماء والهدف كان جمع جمهور صغير من أجل التصوير".

ونفت العائلة بشكل قاطع أن يكون قد تخلل الحفل أية أعمال منافية للآداب العامة من قبل المدعوين الحضور، أو وجود ما يسمى بـ"عبادة الشيطان" كما ادعى البعض من قبيل التحريض.

وقالت العائلة: "في حال تحديد أي حالات فردية من الإخلال بالآداب العامة، مثل الهجوم وتكسير المكان الذي قامت به مجموعة من الشبان، فهي تقع على عاتق القائمين على الموقع لأنهم المسؤولون عن التأكد من عدم الإخلال بآداب المكان أو أمنه".

وأضافت العائلة، "إن سماء عبد الهادي ابنة عائلة فلسطينية عرفت بوطنيتها وإسهاماتها الأدبية والثقافية والفكرية والوطنية، وقد أوصلها اهتمامها بالموسيقى الإلكترونية إلى العالمية باسم فلسطين، حيث يسمعها ويعرف عنها ملايين المستمعين والمشاهدين والمتابعين حول العالم، لقد كان هذا المشروع خطوة أخرى في سعيها نحو التأكيد على اسم وقضية فلسطين في المنابر العالمية من خلال الموسيقى التي تحبها وتتقنها، وهذا هو الدور المتوقع من كل فلسطيني وفلسطينية، كل من موقعه".

وأردفت العائلة، "ورغم أن نوع الموسيقى التي تؤديها سماء قد يبدو غريبا بالنسبة للبعض، ولا يرتبط بالضرورة بتراثنا وثقافتنا، إلا أنه أصبح جزءا من الثقافة الموسيقية المعاصرة التي تربط ما بين الشباب الفلسطيني والعالمي دون أن يؤدي ذلك بالضرورة إلى فقدان الهوية الفلسطينية العربية لشبابنا وشاباتنا".

وقالت العائلة: "إن سماء عبد الهادي فنانة لها حضورها العالمي وتقديرها في مجالها، وهي لا تتحمل، لا هي ولا فريقها، أي مسؤولية عن الفوضى والشعبوية وتصفية الحسابات التي انطلقت لأسباب لا صلة لها بالحدث".

وطالبت العائلة، الجميع بوقف الهجمة الشرسة غير المبررة على سماء، فيما طالبت السلطة الفلسطينية بإطلاق سراحها فورًا وملاحقة المسؤولين الحقيقيين عن هذه الفوضى.

وكان رئيس الحكومة الدكتور محمد اشتية أعلن في كلمة له بمستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة أمس الإثنين، أنه سوف يتم إيقاع العقوبات على الذين تسببوا بالإساءة لمسجد ومقام النبي موسى.

وقال اشتية: "أساءنا ما جرى من أحداث في مقام النبي موسى السبت الماضي، لما يحمله هذا المكان من مكانة دينية وتاريخية، وعليه قمنا بتشكيل لجنة تحقيق حول كل الذي حدث هناك وسوف نوقع كل العقوبات على الذين تسببوا في هذه الإساءة لهذا المكان ورمزيته ومكانته".

وأكد اشتية، "أن المقام لم يكن مهملاً، بل تم ترميمه وترتيبه بما يليق به، ولذلك أوعزنا للجهات ذات العلاقة بتقديم كل عناية للحفاظ عليه كموقع ديني وتاريخي وأثري".

وأثارت مشاهد فيديو للحفلة داخل مسجد النبي موسى ومقامه غضبًا فلسطينياً، فيما أظهرت مقاطع فيديو مساء السبت، قيام شبان فلسطينيين من القدس بإخراج تلك الفرقة التي كان يرقص أعضاؤها على نغمات الموسيقى داخل المسجد والمقام، وسط صراخ وإطلاق ألعاب نارية لإخراجهم.

وتبع الغضب إحراق شبان (مجهولي الهوية)، مساء الأحد، أثاث غرف فندقية في مسجد النبي موسى ومقامه، بعدما اقتحموا الغرف الفندقية وحطموا الأثاث بداخلها، كما أدى نحو ألفي مواطن عصر الأحد، الصلاة في داخل مقام النبي موسى، تأكيداً على قدسية المسجد والمقام، ورداً على الحفل الموسيقي الذي جرى مساء السبت داخل المقام.