شعبٌ يُريد إنهاء الانقسام ... جيهان الحسيني

السبت 20 يوليو 2019 12:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
شعبٌ يُريد إنهاء الانقسام ... جيهان الحسيني



مهما عَلَت أصوات القيادة الفلسطينية سواء في رام الله أو في غزة بالشعارات الوطنية البراقة الرافضة لصفقة القرن والمؤامرات التي تُحاك لتصفية القضية الفلسطينية، فهي ستظل جوفاء بلا معنى، ولن يكون لها صدى حقيقي في الشارع الفلسطيني، فالمحك الحقيقي للمواقف الوطنية الصادقة يكون بالأفعال وليس بالخطابات الرنانة التي يراها البعض زائفة بل ومضللة.

فإنهاء الانقسام هو الخطوة التي مل الفلسطينيون وهم ينتظرونها، ولكنها رغم ذلك مازالت تمثل طموح الجميع.

"أقول ذلك بعد أن أجريت بالأمس اتصالاً مع شخصية مصرية لها اعتبارها قالت لي بالحرف:"لازم تعرفي أن الجانبين ليس لديهما نوايا صادقة لتحقيق المصالحة".

وبالفعل، طالما استمر الانقسام طيلة هذه السنوات، فهذا يعني عدم وجود إرادة حقيقية لإنهائه ! وهذا يضع علامة استفهام كبيرة..؟ وطالما ليس هناك إجابة شافية أو مقنعة، فمن حق أي فلسطيني أن يضع تفسيرات كثيرة ومختلفة، هي في معظمها شائكة.

ويرى البعض (في أحسن الأحوال) بأن الأسباب تتعلق بمصالح ذاتية وفئوية وأجندات خارجية.. الخلاصة أن مصالح الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ليست في اعتبار أيا منهما

لقد خرج علينا (منذ عدة أيام) مسؤول كبير في حركة حماس بخطاب غير موزون أَضَر كثيراً بالقضية الفلسطينية، وبصورة الفلسطينيين وأصابَ المقاومةَ في مقتل، والمؤسف أن حركة حماس اكتفت ببيان تتنصل فيه من هذا الخطاب الممجوج دون أن تتخذ أي إجراء بحق هذا القيادي، فتحاسبه على هذه السقطة  التي لا تُغتفر.

ويبدو أن عدم محاسبة المسؤولين بات نهجاً مشتركاً بين الخصمين في غزة ورام الله معاً، لكن في رام الله الوضع أكثر سوءاً بعد أن أصبحت دكاناً مفتوحاً يحتوي كل أشكال الفساد، ورغم أن معظم الناس في الضفة الغربية تتحدث عن فساد السلطة وعن المحسوبية وعن العمولات ووو..،  ناهيك عن التعامل مع سلطات الاحتلال وحماية المتواطئين معهم وهذا بحد ذاته الخطر الأعظم..!؟

قطعاً لن تجد هناك أحداً يجرؤ أن يفصح عن ذلك علناً خشية من عواقب هذه الخطوة، لكن عندما تزور "رام الله" تشعر بأن هناك عزلة وخصام بين أهل البلد من جهة وبين السلطة ورموزها من جهة أخرى.

وأعتقد أن الفساد المستشري اليوم في أوساط السلطة الفلسطينية هو مقدمة للفلتان الأمني المتوقع في المستقبل القريب على غرار حالة الفلتان الأمني في غزة قبيل عام 2006 والذي كان السبب الرئيسي لاكتساح حركة حماس الانتخابات عام 2006 .

وختاماً، يجب أن لا يراهن الفلسطينيون إلا على أنفسهم، فالشعب الفلسطيني واعٍ، وهو يستحق قيادة تعبر عنه وعن تضحياته التي قدمها ومازال يقدمها، الفلسطينيون هم فقط الذين يمكنهم الخلاص من هؤلاء الجاثمين فوق صدورهم، لا أدري متى؟ لكن قطعاً ستهب رياح التغيير قريباً  من أجل انتخاب قيادة فلسطينية تمثل الكل الفلسطيني، تضع في اعتبارها مصالح الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية فوق أي اعتبار.