هل بات اللجوء ثقيلا على أصحاب الأرض اكثر من المهجرين ..ماجد سعيد

الجمعة 19 يوليو 2019 11:32 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هل بات اللجوء ثقيلا على أصحاب الأرض اكثر من المهجرين ..ماجد سعيد




ما ان تذكر كفاح الشعب الفلسطيني وتحديدا اسم الفدائي الا وكانت لبنان حاضرة في ذلك، فاللبنانيون احتضنوا الثورة الفلسطينية وشاركوا الفلسطينيين في محطة مهمة من تاريخ الصراع مع الاحتلال وبيروت كانت العاصمة العربية الثانية بعد القدس التي احتلتها إسرائيل، واللبنانيون ذاقوا مرارة العدوان الإسرائيلي أكثر من مرة.
واذا كانت اجواء العلاقة بين الفلسطينيين واللبنانيين تعكرت في مرحلة ما فان هذه العلاقة اليوم تبدو في حالة افضل بعد تصويبها والتطمينات التي نقلها الرئيس محمود عباس في غير مرة الى القيادة اللبنانية حول الوجود الفلسطيني من اللاجئين في هذا البلد بصفتهم ضيوفا يخضعون للقوانين اللبنانية حتى عودتهم الى ديارهم التي هجروا منها.
ربما نجد لبيروت عذرا فيما يتعلق بقرارات وزارة العمل الخاصة بتشغيل غير اللبنانيين لديها، لكن ذلك لا يعني محاصرة الفلسطيني وتجويعه، لها الحق في ان تطبق قوانينها بما يتلاءم مع مصلحتها، ولها الحق في ان تخشى كما يخشى الفلسطينيون انفسهم من تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين ومن فكرة التوطين الذي تسعى الإدارة الاميركية وإسرائيل الى فرضه في اطار ما يعرف بصفقة القرن، لكن عليها ان تحترم التفاهمات التي جرت مع القيادة الفلسطينية وان يكون للاجىء الفلسطيني معاملة مختلفة عن العمالة الأخرى مثلما كان الامر على مدى العقود الماضية، التي لم تكن أيضا مفتوحة للفلسطينيين، والجميع يعرف معادلة ان الفلسطيني ممنوع من ممارسة سبعين وظيفة في لبنان.
مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تعيش اليوم سجونا لمن فيها، حواجز عسكرية للجيش اللبناني على مداخلها، وبيوت آيلة للسقوط يمنع على أصحابها ترميمها، فمواد البناء لا يسمح بدخولها الى المخيمات تحت حجة الوجود المؤقت الذي يستمر منذ سبعين عاما من لجوء اعيا الفلسطينيين ويبدو انه اثقل على أصحاب الارض. 
عديد التصريحات لمسؤولين لبنانيين صدرت وكان آخرها من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تقول إن موضوع القرار بشأن العمال الفلسطينيين انتهى وأن الوضع سيعود كما كان في السابق، لكن وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان الذي ظهر على شاشة احدى المحطات التلفزية اللبنانية ليل الجمعة كان ما زال مصرا على موقفه من تطبيق القرارات التي اتخذها على الرغم من مكاشفة مقدم البرنامج له بان رئيس الحكومة سعد الحريري وعدد آخر من المسؤولين اللبنانيين تخلوا عنه.
المخيمات المسلحة بدأت تتململ وهناك تحركات واحتجاجات شعبية في شوارع بعض المدن اللبنانية للاجئين فلسطينيين ومعهم متضامنون لبنانيون يرفضون قرار وزارة عمل بلادهم، الامل ان لا يتطور الموضوع وان يتم محاصرته بأسرع وقت بالرجوع عن تلك القرارات، والا فان الخوف ان يدفع الجوع الى متاهات لا يمكن التنبؤ بمآلاتها ولا يرغب فيها احد.