صباحا وبلا مقدمات ..ميسا الجيوسي

الخميس 18 يوليو 2019 04:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
صباحا وبلا مقدمات ..ميسا الجيوسي



ماما انا بحبك قوي، لما تموتي حتوحشيني، حعيط انا اغرق بصمت؛ فيردف صغيري قائلا؛ ماما هو ليه الناس الكبيرة بتموت.

‏‎انا: اسأل بابا لما يرجع البيت

‏‎وذهبت بعيدا عنه راحلة في آلة الزمن العجيبة المثبتة اعلى اجسادنا، ذهبت الى ما يحمل العقل من ذكرى أولى لقاءاتي والموت، ذك الشيء المبهم ثلاثي الأبعاد او سداسي هكذا تصورته طفلة صغيرة. اذكر لقاءي الفجائي به، كان في زقاق البلدة القديمة في القدس، حيث القباب العتيقة التي قد تبدو مخيفة عند الغروب لمن لا يألفون تلافيف المكان. صدر صراخ موجع من وسط الحوش (الممر الطويل المحتوي على عدد من المباني المتلاصقة) فهرعت خالتي "عايدة" التي كنت بزيارتها نحو مصدر الصوت وبلا شعور مني تبعتها لنلج باب بيت حديدي، فتنحني خالتي قليلا لتتفادى ارتطام رأسها بقبة الباب القصيرة نسبيا.

ونتجه حيث يقودنا الصراخ نحو غرفة مستطيلة الشكل تمدد على سرير يتوسطها زوج الجارة ووالد بناتها. الجميع صامتون، الصمت مخيف، الرجل يحدق في السقف بلا حراك او هكذا بدا لي، يخترق الصمت صراخ متقطع، فدعوات لإحضار طبيب، فقراءة قرآن فصراخ وهكذا مر الوقت وانا احاول النظر وفهم المشهد المبهم الذي كان الاول بالتأكيد ليس الأخير.

‏‎حضر احدهم وربط وجه الرجل بشاش ابيض وغطوه وبعد هذا اصبح المشهد ضبابيا وكثير التفاصيل التي لم يقوى عقلي على ترتيبها لفهمها حينها.

‏‎حبيبي خالد،

‏‎الموت يا بني مقدر، وهو سنة الحياة وفيه انبعاثنا، فمن العدم نولد للحياة وبالموت نفنى ليحيا غيرنا في دائرة ربانية الصنع مقدرة من خالق الارض ومسير الكون.

‏‎ادعوا الله العلي العظيم ان يهبك من مديد العمر أجمله يا حبيبي.

‏‎امك العاجزة عن اجابات كثيرة، بلاش أسئلة تاني

‏‎من القاهرة،

‏‎دمتم بخير

‏‎ميسا جيوسي