ما بين سيد المقاومة ووزير العمل: لبنان سيبقى في القلب! صابر عارف

الأربعاء 17 يوليو 2019 10:53 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ما بين سيد المقاومة ووزير العمل: لبنان سيبقى في القلب!  صابر عارف



أطلق الأعزاء موقع أصدقاء المحبة في مخيم عين الحلوة على حراكهم في المخيمات في لبنان ضد التعسف بحق ثورة الكرامة، ربما تيمنا بمعركة الكرامة على الحدود الأردنية الفلسطينية عام ١٩٦٨ م  من القرن الماضي التي غيرت المعلم والمظهر الفلسطيني من جذوره،  وربما من أصل ومعنى كلمة الكرامة، وكلاهما خير وبركة لا يحيد أو يغالط معادلة الاجماع الفلسطيني في لبنان التي تقول أنه، باستثناء من دبر ونفذ مجازر صبرا وشاتيلا عام ١٩٨٢ م وباستثناء عملاء اسرائيل حيث لا مجال هنا للحديث عن تحالف مع عدو كما ادعى البعض… باستثناء ذلك فان كل ما يفعله لبنان واي لبناني بحق فلسطين والفلسطينيين يمكن بل يجب فهمه وتفهمه وان لم يكن في الاتجاه الصحيح، والعمل بنفس الوقت على تصحيحه بالحب وبكل الوسائل الديمقراطية، لاننا لا يمكن ان ننسى للحظة واحدة من فتحوا لنا الصدور قبل الدور في الجنوب اللبناني وفي كل لبنان ،  فلبنان سيبقى في القلب والوجدان  أبد الآبدين والى يوم الدين ، فهو شمال فلسطين وضوؤها الوهاج خيرا وحضارة ، وكلانا غرب سوريا الطبيعية.. سوريا التاريخ والجفرافيا ومهد الحضارات المستهدفة من المتخلفين الأعراب والمستعمرين الأغراب على حد سواء.
لا شك أن قرارات وزارة العمل اللبنانية الأخيرة بحق الفلسطينيين التي أكدت على ضرورة حصول الفلسطيني على اجازة عمل لبنانية وما تفرضه هذه الاجازة من مبالغ طائلة تحتاج لمراجعة والغاء ، لأنها  تغيب وتلغي الخصوصية التي يتمتع بها اللاجئون الفسطينيون بحكم علاقاتهم الاقتصادية والتاريخية والحضارية التي أوجبت تعديل قانوني العمل والضمان الاجتماعي  128 و129 اللذين أقرهما المجلس النيابي في العام 2010 م وأكدا نصا على ،، خصوصية العامل الفلسطيني وعدم معاملته بالمثل”.  وبات يعامل اللاجئ الفلسطيني كفئة خاصة من العمال الأجانب، وله وضعية قانونية تختلف عن باقي الجنسيات. وهذا ما أكدته الأحزاب والقوى اللبنانية أمس الاثنين عندما طالبت ،، الحكومة بالمسارعة إلى التراجع عن قرار وزارة العمل المسيء بحق الفلسطينيون، واعتقد أن لبنان شعبا وقيادة لن يجمع على ظلم الفلسطيني ايا كانت الأوامر الخارجية، سعودية خليجية كانت أم امريكية، وخاصة في هذا الزمن الذي رفع فيه سيد المقاومة حسن نصرالله نبرة ووتيرة التحدي والتهديد مع العدو لدرجة لا أخفي معها قلقي من وتيرتها، وان كنت أثق كثيرا بصاحبها وبمصدرها.
لا يمكن لقرارات وزارة العمل اللبنانية ان تطغى على قرارات وسياسات سيد المقاومة حسن نصرالله وخاصة تصريحاته الاخيرة لفضائية المنار التي يجب ان توضع تاجا على رأس كل فلسطيني وعربي حر شريف.
ما أخاف منه فيما قاله السيد  وما يقلقني وما ادعو وارجو أن يؤخذ بعين الاعتبار والأهتمام البالغ مسألتين:
ـ الاولى: ضرورة التدقيق اكثر واكثر  في قدرات وامكانيات العدو المختلفة وخاصة القدرات العسكرية التكنلوجية، فلا يجب ان تغيب عنا للحظة كارتتي ال ١٩٦٧ م  ودمار العراق عام ٢٠٠٣م ، عندما تحولت اسلحتنا لقطع حديد مبعثرة بين ايدي جنودنا المبعثرين هنا وهناك بلا جامع وبلا قائد بعد الضربة الاولى الساحقة والتفوق التكنلوجي الذي شل كل امكانياتنا بلحظة واحدة. وانا هنا أحذر ولا اقرر.
ـ الثانية: مستوى وتيرة الخطاب تستدرج حتما السؤال المشروع التالي،  وماذا ننتظر بعد؟؟ وبعد هذه القوة لتحقيق الحلم بتحرير فلسطين والصلاة جماعة في اولى القبلتين  المسجد الأقصى الشريف، ولتحقيق الحلم البشري بتدمير أخطر وأقوى حركة عنصرية عرفتها البشرية، الا وهي الحركة الصهيونية.
لا يساورني أي شك بصدق ومصداقية سيد المقاومة  وان اختلفت مع بعض الاصدقاء بذلك ، يسعدني ويرفع من معنوياتي ما أكده  السيد في مقابلته الاخيرة مع المنار عندما قال  ان المقاومة اليوم اقوى من اي زمن مضى”، وشدد على انه “جاء  زمن الانتصارات وولى زمن الهزائم”. وتحدث عن تطور المقاومة كما ونوعا  خلال ال ١٣ عاما ، فالاعداد تضاعفت بشكل كبير ، زد على ذلك القوة الهجومية وتراكم التجربة، بالاضافة لحديثه عن تطور القوة والقدرة الصاروخية كما ونوعا، ولم يتحدث عما يخبئ للعدو كما قال ،، نريد ان نترك ونخبئ شيئا للعدو ، هذه من مساحات الغموض البناء بمواجهة العدو”. ولفت السيد نصر الله إلى ان المقاومة قادرة ان تطال كل المساحة الجغرافية في فلسطين المحتلة، ، وسأل “هل يستطيع الكيان ان يصمد؟ بعد،، استهداف حاويات الامونيا”،
وأشار السيد نصر الله الى انه “بحسب المنطق والزمن وليس بعلم الغيب لدينا فرصة كي أصلي انا في القدس،، حديث كبير من رجل كبير، يذكرنا بما قاله سابقا ، انظروا الان الان ان الباخرة الاسرائيلية المعتدية تحترق في البحر امام ناظريكم.
قد لا تكون مخاوفي في محلها وقد اكون مبالغا فيها  وبالتعبير عنها ولكن التجربة علمتني كثيرا ، وعلمتني الصراحة، خاصة ان خطاب المقاومة في غزة لا يختلف كثيرا عن هذا الخطاب كما عبرا عنه مؤخرا كل من فتحي حماد القيادي بحماس ونافذ عزام القيادي في الجهاد الاسلامي دون ان استثني بقية الفصائل التي ستزلزل الأرض بعد كل اعتداء اسرائيلي!!.
حتى لا يذهب البعض بعيدا، فانا وللأسف لا اضع مصداقية الفصائل الفلسطينية بنفس مستوي مصداقية المقاومة اللبنانية ، فالفرق بين وواضح لمصلحة الثانية بلا نقاش ولا جدال ولن اطيل أكثر!!!.
أعرف جيدا حقيقة رد فعل نتنياهو في اجتماع مجلس الوزراء يوم الأحد عندما هدد وتوعد حزب الله بضربة ساحقة. ليخاطب الاسرائيلي الذي بات يصدق نصرالله أكثر من قادته.
ما من فلسطيني يخاف من لبنان… بل نامل ونصلي ان يبقى سندا لتحيق حلمنا جميعا.
Saberaref4@gamil.com
كاتب فلسطيني