تصاعد حدة التصريحات بين طهران وأبو ظبي..

السبت 15 يونيو 2019 01:26 م / بتوقيت القدس +2GMT
تصاعد حدة التصريحات بين طهران وأبو ظبي..



كتب كمال خلف -

تتصاعد حدة اللهجة في الخطاب بين ايران والامارات تحديدا، وهذا ما يكشف ربما عن معرفة إيرانية لكواليس التحركات الإمارتية وتأثيراتها على القيادة السعودية، حيث تضع ايران الأنشطة الأماراتية تحت المجهر، وربما تكون تركيا وقطر قد زودتا طهران بمعلومات توضح فاعلية أبو ظبي في ادارة حملة دولية واقليمية ضد إيران ، ودورها في عدد من البلدان العربية التي تشهد اضطرابات، وكان تصريح وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف الذي خص به الامارات قبل أيام صادم من حيث التوصيف إذ قال ظريف “ان حكام الامارات يسعون لأن تكون دولتهم إسرائيل ثانية في المنطقة”.
وامس الجمعة شهد معركة تغريدات بين دبلوماسيي البلدين اذ رد المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي، على تصريحات وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش. وقال في تغريدة له “من ليس لديهم منذ البداية لا مصداقية ولا شرعية ولا استقلال، وهمهم الأول شراء الامن الورقي من الغرب، ونظرة الغرب لهم على أنهم بقرة حلوب، من الافضل الصمت وعدم التحدث عن المصداقية الكبيرة لمسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية الذين يمكنهم سكب المياه في وكر النمل بتغريدة”.
وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، قال في تغريدة على تويتر الجمعة، إن مصداقية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف “تتضاءل”. تغريدة قرقاش جاءت ردا على تغريدة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال فيها  “توجيه الولايات المتحدة الاتهامات ومن دون تأنٍ ضد ايران – ومن دون ان تقدم واشنطن اي برهان على ذلك وادلة واقعية – يكشف بكل وضوح بان فريق “ب” (بولتون، ابن زايد، ابن سلمان، وبنيامين نتنياهو) ماض في مخطط “ب” في الديبلوماسية الهدامة والتي ترمي الى تخريب مساعي “خطوات” شينزو آبي وذلك بغية التغطية على الارهاب الاقتصادي المعادي لايران”..
 ولم  تشهد العلاقات الإيرانية الإماراتية هذا المستوى من التوتر طول فترة علاقة لم تكن مستقرة بسبب أزمة الجزر التي تتهم ابوظبي إيران باحتلالها ، بينما تؤكد إيران على ملكيتها . برغم ذلك حافظت أبو ظبي على علاقات تجارية واقتصادية هي الاعلى مقارنة بدول الخليج الآخرى، التبادل التجاري مع طهران خلال عام 2017، بقيمة 13 مليار دولار تقريباً. تستحوذ دبي على نحو 90 في المائة من إجمالي حجم التبادل التجاري، بينما بلغت الصادرات الإيرانية نحو خمسة مليارات دولار، فيما بلغت الصادرات الإماراتية إلى إيران نحو سبعة مليارات دولار.

   كما حافظت ابو ظبي على مستوى خطاب سياسي معتدل تجاه طهران لا يخرج عن اللغة الدبلوماسية خلافا لما تشهده هذه المرحلة، فبعد حادثة استهداف حاملات النفط في ميناء الفجيرة عاجل وزير الشؤون الخارجية الإماراتي “أنور قرقاش” طهران بتصريح ناري يتهمها بالحادثه قبل أن يبدأ التحقيق ويهاجم  جواد ظريف، وقال قرقاش وقتها ” تعرضنا للبلطجة من جانب إيران ورأينا أفعالاً عدوانية من قبل إيران في المنطقة. لذا فإن كلماته جوفاء للغاية في هذا الأمر”.  اختلفت التفسيرات حول تحولات السياسية في الإمارات وتحولها إلى رأس حربة في كثير من ملفات المنطقة، إذ تبدو أنها واسطة العقد في تحالف يضم السعودية والبحرين ومصر، ويقول المقربون من دوائر القرار في ابو ظبي أن تفسير هذه الفورة الإمارتية يعود إلى إعطاء الولايات المتحدة دور القيادة لأبو ظبي في تنفيذ السياسيات الأمريكية في المنطقة بعد أن عانت سابقا من تهميشها السياسي وإعطاء كامل الأدوار إلى منافسيها في الدوحة، ولذلك تسعى الإمارات إلى إثبات أنها أكثر فائدة وكفاءة من قطر في لعب الدور القيادي في مشاريع الإقليم.