لوس أنجلوس تايمز: تقارب ترامب ونتنياهو أمام اختبار جديد في الانتخابات الإسرائيلية

الثلاثاء 11 يونيو 2019 08:35 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لوس أنجلوس تايمز: تقارب ترامب ونتنياهو أمام اختبار جديد في الانتخابات الإسرائيلية



القدس المحتلة / سما /

نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية الاثنين/ 10 حزيران 2019 مقالاً تحت عنوان "تقارب ترامب مع نتنياهو في اختبار جديد مع الانتخابات الإسرائيلية القادمة" للباحث آرون ديفيد ميلر، وهو زميل بارز في مركز "وودرو ويلسون"، ومستشار ومفاوض سابق في الشرق الأوسط بوزارة الخارجية في عهد عدة إدارات جمهورية وديمقراطية، قال فيه أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاوزت الكل لمساعدة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو على الفوز في الانتخابات الإسرائيلية السابقة في شهر نيسان الماضي، كما حاولت تعزيزه في محاولته الفاشلة لتشكيل ائتلاف حكومي.

ومع تحديد موعد الانتخابات المقرر إجراؤها في 17 من شهر أيلول القادم، يرى الكاتب انه "يمكننا أن نتوقع من إدارة ترامب بذل المزيد من الجهود لمساعدة رئيس الوزراء الإسرائيلي" لافتا إلى انه "في الحقيقة، بالنسبة للرئيس ترامب، لا يبدو نجاح أي سياسي آخر أكثر أهمية من نجاح نتنياهو، فالرئيس ترامب لا يدعم نتنياهو لأسباب عاطفية، بل ان مساعدة نتنياهو تعني من وجه نظر ترامب استقطاب تأييد أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة، واستمرار الضغط على إيران، والحفاظ على حلمه الخيالي المتمثل في إبرام /اتفاق نهائي-صفقة القرن/ بين إسرائيل والفلسطينيين".

ويشير الكاتب إلى أن الرجلين يشتركان أيضا فيما لديهما من شعور قوي بالتظلم، مدفوعين بما يعتقدان أنه تحقيقات غير عادلة، ومنافسين سياسيين كاذبين.

ويلفت الكاتب إلى أن "الدولة العميقة" و"الأخبار المزيفة" والليبراليين السيئين قد تفسر ارتباط دونالد ونتنياهو (الشهير بـلقب بيبي) مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل لن تتدخلا في سياسة بعضهما البعض تعتبر فكرة لطيفة، ولكنها تتعارض مع الواقع، وأنه "على الرغم من أن الرومانسية الأخوية والتقارب بين ترامب ونتنياهو توفر غطاء للسياسة الخارجية، لكن الأمر يتعلق إلى حد كبير بالسياسة الداخلية، فقد حصل ترامب في انتخابات 2016 على دعم أوساط الحزب الجمهوري اليميني المتطرف وبين المسيحيين الإنجيليين، ناهيك عن المانحين الرئيسيين للحملات اليهودية مثل (ملك القمار) شيلدون أدلسون، من خلال التفاخر بأنه سيكون الرئيس الأكثر تأييدا لإسرائيل على الإطلاق".

كما حصل ترامب على مزيد من النقاط المرجحة له بين تلك الأوساط اليمينية من خلال انتقاده للرئيس باراك أوباما لضغطه على إسرائيل بشأن قضية المستوطنات، وانتقد (ثم تخلى في النهاية عن) الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه مع إيران، وهو ما عارضه نتنياهو والمتشددون الإسرائيليون بشدة.

ويتساءل ميلر "إذن ما الذي يمكن أن يفعله ترامب لنتنياهو من الآن وحتى انتخابات 17 أيلول؟ " ويجيب الكاتب على ذلك ويقول: "الكثير.. فقد أرجأ البيت الأبيض بسرعة الكشف المخطط له عن الجزء السياسي من خطة السلام الكبرى (صفقة القرن) التي وضعها صهر الرئيس وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، حتى لا يخلق أي توترات بين نتنياهو وجناحه اليمني. في الوقت نفسه، قام كوشنر أيضا بتسليط الضوء على الجزء الاقتصادي من تلك الخطة - وهو ما يسمى بورشة المستثمرين في البحرين - في أواخر حزيران حيث سيلتقي عرب وإسرائيليون في العاصمة العربية، وربما سيشارك بعض رجال الأعمال الفلسطينيين مما سيضفي مصداقية على مزاعم نتنياهو بأن سياسته للتطبيع مع عرب الخليج تؤتي ثمارها".

ويشير الكاتب في ختام مقاله إلى ما أعلنه مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في نهاية أيار الماضي بأنه سيلتقي بممثلين روس وإسرائيليين في قمة ثلاثية لمناقشة قضية سوريا، وتعزيز مكانة نتنياهو على الساحة العالمية.

وعندما كان كوشنر في القدس في أواخر أيار (الماضي) قدم إلى رئيس الوزراء نتنياهو خريطة الحكومة الأميركية - التي يمكن أن يتباهى بها نتنياهوـ والتي تشمل مرتفعات الجولان كجزء من إسرائيل - موقعة من قبل ترامب، مع كلمة "أمر لطيف"، كما روجت الجولة (التي أجراها كوشنر وجيسون غرينبلات) لجهود ترامب المعادية للفلسطينيين، مثل قطع المساعدات، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وسحب الولايات المتحدة من وكالة الأمم المتحدة التي تتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين (الأنوروا).

والآن تتكهن الصحافة الإسرائيلية بزيارة قادمة لترامب إلى إسرائيل، والتي ستكون بمثابة دفعة أخرى لرئيس الوزراء أمام العديد من الناخبين.