الحاجة الماسة لِلوبي عربي في أميركا ..جاك خزمو

الأحد 09 يونيو 2019 02:36 م / بتوقيت القدس +2GMT
الحاجة الماسة لِلوبي عربي في أميركا ..جاك خزمو



قام حاكم ولاية فلوريدا الأميركية، رون ديسانتيس، بزيارة رسمية أواخر شهر أيار المنصرم لإسرائيل. وخلالها حل ضيفاً على مستوطنة "أرئيل" في شمال الضفة الغربية المحتلة، وشارك في حفل توقيع اتفاق شراكة وتعاون بين جامعة "أرئيل" الاستيطانية وجامعة أتلانتيك في ولاية فلوريدا. 
ويعد ديسانتيس من المسؤولين الأميركيين الأوائل بعد السفير الأميركي ديفيد فريدمان الذين يزورون مستوطنات الضفة، وبالتالي يعربون عن دعمهم للاستيطان. 
ودعما لهذه الجامعة المقامة على أراضٍ فلسطينية محتلة تم أيضاً توقيع اتفاق تعاون وشراكة ثانٍ بينها وبين جامعة فلوريدا، ما يؤكد هذا الاتفاق الثاني على أن ولاية فلوريدا، بفضل حاكمها تدعم الاستيطان وتعزز تواجده، وبصورة أخرى فهي تدعم وتؤيد ضم أراضي الضفة لإسرائيل، وهذا مخالف لكل قرارات الشرعية الدولية التي اتخذت منذ حزيران 1967 وحتى يومنا هذا.
زيارة حاكم فلوريدا لها معانٍ ودلائل كثيرة، ومن أهمها أن اللوبي الصهيوني في أميركا يعمل بجد ونشاط، ويمتاز بتحقيق إنجازات لصالح إسرائيل. 
وتقول مصادر إسرائيلية إن ولاية فلوريدا تحتل المرتبة الـ 13 في قائمة الولايات الأميركية الـ 33 التي تتعاون مع إسرائيل في مجالات عدة منها اقتصادية وكذلك ثقافية وسياسية. 
وتؤكد هذه الزيارة أيضا على أن اللوبي الصهيوني حشد دعم عشرات الملايين، ممن يُسمون ويدعون بـ "انجيليين"، لدولة إسرائيل. 
في حين أن قارة أميركا، وخاصة الولايات المتحدة، تفتقر إلى لوبي عربي فعال له وجود على تلك الساحة. 
وقد ضعف الصوت العربي الإعلامي في أميركا ذاتها بسبب غياب أشخاص مميزين كانوا يتصدون لكل التصريحات العنصرية الموالية لإسرائيل وذلك برحيلهم عن العالم، وأذكر منهم د. إدوارد سعيد، د. إبراهيم أبو لغد، د. هشام الشرابي، د. حاتم الحسيني. 
ولم نجد من يملأ الفراغ الإعلامي المتصدي لهذا اللوبي القوي بعد رحيل هؤلاء، كما أن تواجد معظم السفارات العربية في واشنطن هو ليس لدعم القضية الفلسطينية، ولا القضايا العربية الوطنية الأخرى العادلة والمشروعة حسب نصوص القوانين الدولة، بل تتواجد هناك لتحصل على رضى الإدارة الأميركية، وتسايرها إلى حد كبير.
إن تواجد لوبي عربي فعّال على ساحة الولايات المتحدة، وكل الساحات الدولية، أمر ضروري لشرح القضية أو على الأقل للحد من فعالية اللوبي الصهيوني الذي يضلل الشعوب ويحشد الدعم لإسرائيل ويحولها من طاغية وظالمة إلى ضحية، في حين يحول أبناء شعبنا العربي إلى إرهابيين و"محتلين" لأراضي فلسطين! وأعداء للاستقرار والهدوء في منطقة الشرق الأوسط! 
لقد حان الوقت للعمل بصورة جدية على مختلف الساحات، وإذا استمر التقاعس العربي، فإن اللوبي الصهيوني سيؤذي جميع الأقطار العربية لاحقا.. فالأمة العربية قادرة على بناء لوبي قوي لأنها تمتلك الإمكانيات لذلك، ولكن المطلوب أن تظهر النية والإرادة والجدية للقيام بذلك وتنفيذه في أسرع وقت!

*رئيس تحرير مجلة البيادر.