نفاذ الذخيرة ... محمد يوسف الوحيدي

السبت 08 يونيو 2019 04:28 م / بتوقيت القدس +2GMT
نفاذ الذخيرة ... محمد يوسف الوحيدي




لن نختلف بأن اوسلو كانت افضل أسوأ الخيارات أمام الفلسطينيين في ظل تداخل معاملات اقليمية و دولية مثل تعفن الموقف العربي حينها و تداعيات كامب ديفيد و فترة الأفيون و الغيبوبة و انهيار الاتحاد السوفيتي و المعسكر الشرقي و انشغال المسلمين بإسلام الطمث وحلق العانة و محاربة الكفر الشيوعي و تحديد صوابية موقف عائشة او علي او معاوية و لعن يزيد ولا تزيد .. 
ولا شك ان الفلسطينيين بدأوا في تجميل وجه الشمطاء بعد اوسلو بكل مساحيق الكذب و الإدعاء بإستخدام مستحضرات من نوع  ( مؤتمر مينا هاوس وخطيئة المقاطعة)  و كريم ( العقلانية ) و كحل ( البراغماتية ) و استماتوا في محاولة ترميم ما اتلفه الزمن و مقاومة تجاعيد و تشوهات وجه الحقيقة المرة .. وبدأ العارفين بالله و العلم و اسرار الطبيعة و الفلك و السياسة و الإجتماع في تحليل موقف الحاج امين الحسيني من التقسيم و اقناع انفسهم و ايانا بصوابية موقف السادات و إماكنية استمالة الولايات المتحدة الأمريكية و التأثير على الرأي العام ازرق العينين و التحدث بلغتهم و نفض غبار الرجعية و التخلف عنا تمشيا مع مقتضيات العولمة و الحداثة فظهرت بين ظهرانينا طحالب من فئات متنوعة من السياسيين و الإقتصاديين و الوجهاء و المؤثرين من الراقصين على خطوط التماس و العملاء ( الإيليت ) و بدأت تتدحرج من جديد امكانية استعادة انماط قزمية عبارة عن اعادة انتاج لانطوان لحد بشئ من التطوير و التعديل .. وكانت الضرية المفصلية والتي حددت ملامح الفترة الحالية هي تداعيات كامب ديفيد الثانية و ازاحة ابو عمار  بأي شكل او وسيلة .. و بالطبع زعامات لا يهم اتفاقنا او اختلافنا عليهم او معهم كصدام حسين و القذافي تمهيداً لاطلاق خطة اعادة تشكيل الشرق الأوسط و التركيبة الجيوسياسية للمنطقة .. فكان الربيع العربي ثاني الخطوات الى ان بلغ المخطط مرحلة اكثر فجاجة ووضوحاً بمسمى جديد فبعد ان كان ( الشرق الأوسط الجديد ) اصبح ( صفقة القرن ) .. و ( فلسطين الجديدة ) لنكتشف اننا جميعاً احجار شطرنج على رقعتها .. حتى بمواقفنا الرافضة و الممانعة نقوم بالتخديم عليها .. فبين تدمير الفكر القومي و الوطني و ترسيخ الانفصال و الانقسام و تلويث المعتقد الديني و اختزال معاني الوطن الذي تمارسه بعض الجهات المدعية امتلاكها الحق الحصري للملكية الفكرية للاسلام و الوصاية على رسالة النبي عليه الصلاة و السلام ،  وفي المقابل يكون رفضها و التضييق عليها و تطفيش الناس و احالة حياتهم الى ضنك وهم و معاناة بحجة الصمود و القبض على الجمر و التقشف على اساس انه مثاومة الانهيار و حفاظ على المشروع الوطني .. في الحقيقة بهذا يتم سحق المشروع .. بل المشاريع كلها .. لصالح مشروع واحد .. هو مشروع انطوان لحد الفلسطيني او ما يسمى فلسطين الجديدة في اطار صفقة القرن .. 
أننا في مرحلة نفاذ الذخيرة .. و المقاتل حينها امام خيارين .. اما الانتحار  سواء بيده او بالتعرض لنيران العدو او الاستكانة و الثبات في مكمنه انتظاراً لحل لم يكن ضمن اي حسابات منطقية او خطط سابقة له او لقيادته.
 إن اي دعوة الى ( العقلانية ) في مواجهة هذا الجنون هي بحد ذاتها جنون ..  وبما ان الجنوح الى راديكالية المواجهة ستصب في خانة مشروع القرن .. فعلى اقل التقادير الاستكانة و التشبث بالخيمة على الأرض و على المعتقد و المبدأ  و اسقاط كل الشعارات المموهة و الرجوع الى المبدأ الحث و الأحق ام يتبع .. امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة .. فلسطين كل فلسطين من رأس الناقورة الى ام الرشراش ومن الماء الى الماء نؤمن بها كإيماننا بعدد الصلوات  المفروضة و حقيقة البعث و الحق في الحياة ..  هي افضل أدوات المقاومة الممكنة في هذا الظرف .  الى ان يقضي الله امراً كان مفعولا.