إسرائيل الى انتخابات جديدة ووقت إضافي للفلسطينيين .. ماجد سعيد

الجمعة 31 مايو 2019 12:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل الى انتخابات جديدة ووقت إضافي للفلسطينيين .. ماجد سعيد




للمرة الاولى في تاريخ إسرائيل يكون خيار حل الكنيست والعودة مرة أخرى للانتخابات بديلا لفشل رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومته، فقد سبق ان فشل شمعون بيرس عام 1990، وتسيبي ليفني عام 2008، في تشكيل الحكومة رغم فوزهما آنذاك بالانتخابات، لكن الخيار كان وقتها اسناد تكليف الحكومة للحزب المنافس.
نتنياهو الذي حقق انتصارا واضحا ورغم تجربته السياسية التي ينفرد بها لم يتمكن من الاحتفال بتشكيل حكومته الخامسة التي كانت ستعرض على الكنيست الاثنين المقبل، وهو ما دفع محللين إسرائيليين الى القول ان عصر نتنياهو بدأ بالافول.
بغض النظر عن مستقبل نتنياهو، فان الفلسطينيين وعلى مدار السنوات الماضية وتحديدا بعد انشاء السلطة الفلسطينية باتوا ينشغلون في الانتخابات الإسرائيلية وربما تعدى ذلك في انتخابات سابقة الى محاولات التأثير والتدخل فيها وهذا امر لا غرابة فيه، لكن الغريب في الامر اننا كثيرا ما راهنا على أحزاب او حكومات إسرائيلية ولم نأخذ منها سوى خيبات الامل والمزيد من الاستيطان وتعميق الاحتلال.
الانتخابات الإسرائيلية التي ظلت على مدار الربع قرن الماضي المعطل الأساس في أي تحرك سياسي ربما تغير اليوم اجندة ورشة البحرين لكنها لن تؤثر على شكلها.
الإدارة الاميركية التي رتبت اجندتها فيما يتعلق بالكشف عن "صفقة القرن" التي تمثل ورشة البحرين الشق الاقتصادي منها وربطتها بتشكيل الحكومة في إسرائيل، ستضطر في غالب الظن لتغيير الكثير في اجندة هذه الورشة، لكنها لن تلغيها كما يؤكد كوشنير وغريبنلات بعد لقائمها نتنياهو في القدس.
الرجلان اللذان تجولا في المنطقة زارا إسرائيل وعدة دول عربية، وسمعا من قادة هذه الدول مواقفهم من ورشة البحرين واستمعا الى نصائح نتنياهو الذي يرغب في ان تنقل الورشة مستوى العلاقات العربية الإسرائيلية الخجولة او تلك التي تجري في الخفاء الى تعاون عربي معلن مع إسرائيل.
فالورشة بالنسبة لإسرائيل ليس بما يمكن ان تجمعه من أموال للاستثمار في فلسطين، وهي أي إسرائيل التي تحاصر الفلسطينيين ليست منشغلة في انقاذ السلطة من الانهيار بقدر ما تبحث عنه في هذه الورشة التي تريدها لتوسيع علاقاتها مع دول الخليج دون النظر الى أي من النتائج الأخرى الخاصة بالفلسطينيين والتي قد لا يعلن عنها صراحة مثلما جرى في مؤتمر البيت الأبيض الخاص بغزة في انتظار ما ستفصح عنه الانتخابات الإسرائيلية المقبلة.
المهم في الامر ان الدربكة في إسرائيل واختيار الذهاب الى انتخابات في أيلول/سبتمبر المقبل يمنح الفلسطينيين مزيدا من الوقت الذي يراهنون عليه وحده في تغيير المعادلة الدولية.