شبان سودانيون من ورش إسرائيلية إلى الاعتكاف في "الأقصى"

الأحد 26 مايو 2019 08:37 ص / بتوقيت القدس +2GMT
شبان سودانيون من ورش إسرائيلية إلى الاعتكاف في "الأقصى"



مصطفى صبري

 ينتشرون في ساحات المسجد الأقصى يتعبدون فرادى وجماعات، قدموا من السودان من خلال رحلة صعبة عبر مصر والتهرب من هناك إلى أراضي فلسطين عام 48، وبعدها الانخراط في سوق العمل الإسرائيلي، ولا يمنعهم العمل في ورش إسرائيلية من الاعتكاف في المسجد الأقصى بأعداد كبيرة.

الشاب بحر الدين من الخرطوم لا يتوقف عن قراءة القران داخل الأقصى ورفض ان يتم تصويره ، فهو قادم للعبادة فقط ، ويقول: بالرغم من غضب المشغلين الاسرائيليين من الانقطاع لمدة عشرة ايام وهي العشر الأواخر من رمضان عن العمل إلا انهم يستسلمون امام قوة وارادة الشاب السوداني، فالحياة ليست كلها عمل، ونحن نقوم باعمال جماعية داخل الاقصى سواء الافطار الجماعي او قيام الليل.

أما الشاب حسن من أم درمان، فهو يعتكف للعام الثالث في المسجد الأقصى، ومشغله الإسرائيلي يسمح له على مضض، يقول: هذا العام هو الأخير لي في فلسطين ،وساعود الى السودان بعد انتهاء مدة الإقامة ، وسيتم الترحيل بعد ان مكثت ثلاث سنوات هنا وقد جهزت بيتي من خلال عملي هنا ، والذي يزيد من حزني انني سافتقد المسجد الأقصى في الأيام القادمة ، فقد تعلقت به بشكل لا يوصف، وارسلت الى عائلتي مئات الصور وانا داخل المسجد، وهذا الأمر ادخل السعادة في قلوبهم، وهناك المئات من السودانيين يأتون للمسجد الأقصى ويتركون اعمالهم ويحرمون من مخصصاتهم المالية لتفرغهم للعبادة ، ومع ذلك في كل عام يزداد العدد، ويكون وجودنا لافتا داخل المسجد الأقصى.

أما الشاب زياد من الخرطوم، فيقول: لا يرغب المشغل الاسرائيلي الذي أعمل عنده بالذهاب إلى المسجد الأقصى، فهم لا يحبون من يحب الأقصى، وخلال النقاش معه يقول له المشغل الاسرائيلي هذا ليس اسمه المسجد الأقصى، بل جبل الهيكل، ويدور نقاش ساخن بيننا، وفي نهاية المطاف يستسلم أمام إرادتي، فأنا مستعد للجوع في سبيل المسجد الأقصى أو الطرد من العمل، فلا مساومة على الاعتكاف في المسجد الأقصى.

أما الشاب عادل من محافظة أم درمان، فيقول: سعادتي في الاعتكاف في المسجد الأقصى مع المئات من السود، والاعتكاف يوفر لي راحةً روحية، فأنا أعمل في مطعم في تل أبيب، والعمل في رمضان مؤلم نفسياً لي في المطعم، لذا فالمسجد الأقصى ملاذي في هذا الوضع، وقد هددني المشغل بطردي إذا طالت غيبتي في الاعتكاف، وأظهرت له عدم الاكتراث، فهو لا يعلم مدى تعلقي بالمسجد الأقصى ، فهو ارتباط روحي لا يتأثر بوجودي في العمل أو طردي.