المؤرخ الفلسطيني سميح حمودة في ذمة الله

السبت 25 مايو 2019 05:07 م / بتوقيت القدس +2GMT
المؤرخ الفلسطيني سميح حمودة في ذمة الله



بيت لحم / سما /

رحل اليوم الاستاذ الأكاديمي والمؤرخ الدكتور سميح حمودة بعد صراع مع مرض السرطان. وحمودة من مواليد بيت لحم سنة 1960، وخريج جامعة بير زيت وجامعة جنوب فلوريدا في العلوم السياسية وعلم الإنسان. عمل في جمعية الدراسات العربية بالقدس (1985-1992)، ومركز دراسات الإسلام والعالم في تامبا/فلوريدا (1993-1995)، حاضر حتى وفاته في دائرة العلوم السياسية في جامعة بير زيت.

وكان مدير تحرير دورية "حوليات القدس" التي كانت تصدرها مؤسسة الدراسات الفلسطينية في رام الله، قبل توقفها في آب 2015، ونشر فيها عدداً من الدراسات والمقالات والوثائق. كما أن له عدداً من الكتب والدراسات والمقالات، المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وبالحركات الإسلامية، وبتاريخ فلسطين في عهد الانتداب، والمنشورة في العديد من المجلات العربية.

وأشرف حمودة على تأسيس أرشيف بلدية رام الله وتنظيمه، وشارك في تأسيس وتنظيم الأرشيف الرقمي لكل من مؤسسة الدراسات الفلسطينية في رام الله، وجامعة بير زيت.

كتب عشرات المقالات ركز فيها على الوعي والثورة كان اخرها كتاب "صوت من القدس: المجاهد داوود صالح الحسيني من خلال مذكراته وأوراقه" ضمن مشروع دراسة النخبة الفلسطينية،

ويقع الكتاب في 556 صفحة، ويعرض للحياة السياسية والجهادية للدكتور داوود ’محمد صالح‘ ’محمد أمين‘ عبد اللطيف الحسيني ، معتمداً بشكلٍ أساسي على نوعين من أوراقه الشخصية: الأول مجموعة من التسجيلات اليومية والمذكرات والتقارير والرسائل والسجلات الحكومية تعود لفترتي الانتداب البريطاني والحكم الأردني؛ والثاني ذكريات عن حياته وجهاده دوّنها بنفسه سنة 1986 بهدف نشرها في عمّان، لكنّها لم تجد طريقها للنشر، والنوعان يشكِّلان، مع تفاوتٍ بينهما، مصدراً فريداً وبالغ الأهمية لدراسة التاريخ السياسي الفلسطيني، وذلك بسبب دوره وموقعه في الحركة الوطنية الفلسطينية.

وتحدث حمودة عن كتابه يوم حفل توقيعه في جامعة بيرزيت فقال أنه يعد فاتحة سلسلة من الدراسات الوثائقية حول مجموعة من شخصيات النخبة الفلسطينية، تشمل كلاً من مصطفى ارشيد، اسحق درويش، حنّا خلف، يحيى حمّودة، درويش المقدادي، طاهر الفتياني، رشاد الشوا، رشدي الشوا، عمر الصالح البرغوثي، عبد الرحمن الحاج إبراهيم، بسّام الشكعة، حمدي الحسيني، سعيد الناشف، عبد الكريم العلمي، سالم الزعرور، وعزيز شاهين. وهي سلسلة تمتاز باعتمادها الأساسي على أوراق ووثائق غير منشورة تعود لهذه الشخصيات، وقد استغرق جمعها زمناً طويلاً وجهداً كبيراً.

وأضاف حمودة: يتناول الكتاب موضوع النخبة الفلسطينية في عهدي الانتداب البريطاني والعهد الأردني، ويناقش محاور أساسية تتعلق بها وببنيتها، ويستعرض حياة الدكتور داوود، ونشاطاته السياسية وجهاده ضد الاستعمار البريطاني والصهيونية، ونشاطه خلال العهد الأردني، ثم جهاده وكفاحه ضد الاحتلال الإسرائيلي قبل إبعاده، ويسلط الضوء على مذكرات الحسيني حول الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939م؛ ويناقش الاتهام الذي وجِّه إليه بالضلوع في الاغتيالات التي جرت في السنتين الأخيرتين من الثورة، وغيرها من المواضيع السياسية والثقافية التي امتازت فيها تلك الفترة.

اما كتاب "رام الله العثمانية "وهي دراسة في تاريخها الاجتماعي 1517-1918 وتتناول هذه الدراسة تاريخ رام الله العثمانية من القرن السادس عشر حتى نهاية الحكم العثماني في جنوب فلسطين (1917). وتستخدم الدراسة مصدرين أساسيين هما: سجلات المحكمة الشرعية في القدس بما تحتويه من الحجج الشرعية وتفصيلات الأحكام القضائية التي تخص أهالي قرية رام الله ومحيطها؛ دفاتر التحرير المتعلقة بالإدارة العثمانية للضرائب التي فُرضت على الأراضي والسكان. كما تستفيد من كتب المبشرين الغربيين الذين كتبوا عن رام الله والريف الفلسطيني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ومن سجلات مجلس بلدي رام الله، التي تغطي أعوام ما بعد سنة 1912.

ويعيد الكتاب، من خلال قراءة متأنية للمصادر التاريخية، النظر في تطور النسيج الاجتماعي لسكان رام الله، وذلك ضمن عدد من القضايا، من أهمها: توطين عائلات من منطقة الكرك في رام الله، وعلاقة هذه العائلات الزراعية بالإقطاعَين: التيماري (العسكري)، والالتزامي (العشري) الذي شمل أراضي الوقف الإسلامي؛ العلاقة بين فلاحي رام الله والبيرة وموظفي الدولة من المسؤولين عن جباية الضرائب ولاحقاً عن التجنيد العسكري؛ العلاقات الطائفية بين مسيحيي رام الله ومسلمي المناطق المجاورة.