تل أبيب: حماس ابتدعت منظومة تقنية قادرة على إطلاق المئات من الصواريخ وبكبسة زرٍّ واحدةٍ تصِل حيفا

الجمعة 17 مايو 2019 04:24 م / بتوقيت القدس +2GMT
تل أبيب: حماس ابتدعت منظومة تقنية قادرة على إطلاق المئات من الصواريخ وبكبسة زرٍّ واحدةٍ تصِل حيفا



القدس المحتلة/سما/


اعربت مصادر عسكريّة في جيش الاحتلال الإسرائيليّ عن قلقها الكبير من ترسانة الصواريخ التي تمتلكها حماس، وفق ما ذكره موقع 0404 العبريّ، وأضافت إنّ تلك الصواريخ من النوع الثقيل، وتصيب أهدافها بدقةٍ وذات جودة فائقة تمّ تصنيعها على يد وسطاء إيرانيين، وحسب ترجيحات المصادر العسكريّة، ففي الحرب المقبلة مع حماس ستستخدم حماس تلك الصواريخ.


في السياق عينه، ذكرت القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ أنّ حماس باتت تمتلك صواريخ قصيرة المدى جديدة تشكل تحديًا لمنظومة “القبة الحديدية” المضادّة لمثل هذا النوع من الصواريخ. وأضافت القناة، نقلاً عن مصادر أمنيّة إسرائيليّة رفيعة أنّه في إطار استعدادات حماس للمعركة المقبلة مع إسرائيل فإنّها لا تتوقّف عن تجديد ترسانة الأسلحة التي بحيازتها، وبشكلٍ خاصٍّ هذا الصاروخ الجديد قصير المدى الذي يحمل كمية كبيرة من المتفجرات يُمكن أنْ تلحق أضراراً شديدةً في موقع الانفجار.


على صلةٍ بما سلف، قال مصدر عسكري في جيش الاحتلال إن حماس في القطاع تمتلك أكثر من 15 ألف صاروخ، بمدى وأحجام مختلفة، مُضيفًا، وفقًا لما نشره موقع “مفزاك لايف” العبريّ، إنّ حماس لا تزال تبني وتطور في منظومتها العسكرية، لا سيما في تصنيع الأسلحة والقذائف الصاروخية مختلفة المدى، وتابع إنّ مقاتلي حماس لديهم قدرات عسكرية هجومية كبيرة مُختلفة عمّا كانت عليه قبل حرب صيف 2014، وأنّ الحركة تصوب كامل طاقتها ليل نهار منذ انتهاء الحرب الأخير في تطوير ترسانتها ومنظومتها العسكرية، مُشدّدًا على أنّه من بين الـ15 ألف صاروخ، فإن هناك أكثر من 1000 صاروخ بعيد المدى يصل مداه إلى حيفا وغوش دان.


إلى ذلك، قال وزير إسرائيلي إنّ تحسين الظروف المعيشية في قطاع غزة مرهون بنزع سلاحه، لأن صيغة الترتيبات الأخيرة مع حماس في الشهور السابقة ثبت فشلها، في حين أن الحركة تزداد قوة، ولذلك لا معنى لأي عملية إعادة اعمار للقطاع طالما أن حماس تسيطر عليه.


وأضاف البروفيسور دانيئيل فريدمان، وزير القضاء الأسبق، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، أنّ الترتيبات قصيرة المدى توفر هدوءً مطلوبًا على حدود إسرائيل الجنوبية، لكنها تسفر مع مرور الوقت عن نتائج فتاكة، تمامًا مثل القرض البنكي الذي نحصل عليه بسعر فائدة مخفض، صحيح أنّه يخفف عن أحدنا أزمة مالية مؤقتة، لكنه قد يكون خطيرًا عند الاستحقاق، وهكذا الوضع في الحياة السياسية.


وأوضح الوزير أنّ الاتفاقات التي تُبرمها إسرائيل مع حماس بعد كل جولة تصعيد عنيفة، تعطينا فترة هدوء قصيرة بانتظار انفجار المواجهة القادمة التي تكون أخطر من سابقتها، وقد آن الأوان لبحث إبرام اتفاق طويل الأمد مع حماس بعد أن دفعت إسرائيل طوال السنوات العشر الماضية أثمانًا مقابل الخضوع لها، وأحد أسبابها اختلال ميزان القوى لصالح حماس وسوء حظ إسرائيل.


عُلاوة على ذلك، أوضح الوزير الأسبق فريدمان أنّه عند انتخاب نتنياهو لرئاسة الحكومة في 2009 كان لدى حماس عدة مئات من القذائف الصاروخية التي تصل مدينتي بئر السبع واسدود، وبإمكان القبة الحديدية أن تحقق نجاحات كبيرة في مواجهتها، لكن من يومها وحماس وإسرائيل تستعدان بين حين وآخر للجولة القادمة التي تنتهي بالتعادل، مما يعطي لحماس انتصارًا وتفوقًا.


بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه، أشار البروفيسور فريدان إلى أنّ كيان الاحتلال قلص كثيرًا مخاطر الأنفاق، لكن حماس نجحت في المقابل من زيادة مخاطر القذائف الصاروخية التي تصل تل أبيب، وربما أبعد منها، حماس ابتدعت منظومة تقنية قادرة على إطلاق العشرات، وربما المئات من الصواريخ بكبسة زر واحدة، الأمر الذي يصعب على القبة الحديدية مواجهتها بنجاح، والنتيجة أن حماس بات لديها القدرة والإمكانية لإحداث شلل كامل في أجزاء واسعة من إسرائيل، بما فيها مطار بن غوريون.
وأوضح أّن هناك تخوفًا إسرائيليًا من أن تنجح حماس بتطوير معداتها القتالية، بحيث تنتج طائرات مسيرة متفجرة، وربما تسعى حماس لإيجاد ميزان قوى ردعي شبيه بما لدى كوريا الشمالية في مواجهة الولايات المتحدة، وفي هذه الحالة سيصبح وضع إسرائيل أكثر سوءا ومرارة، على حدّ قوله.


واختتم مقاله بالقول إنّ هناك الكثير من الأفكار التي يتم تداولها حول إعادة إعمار غزة، ومنحها ميناء، وربما مطارًا وأفكارًا أخرى، ليصبح لديهم ما قد يخسرونه، لكن طالما أنّ هذه المشاريع تنفذ وحماس تحتفظ بأسلحتها فهي تصورات سيئة وخاطئة، لأنّ أيديولوجية الحركة تستند على الإطاحة بإسرائيل، والقضاء عليها، وبالتالي فأي أفكار تطرح لإعادة اعمار القطاع يجب أنْ تشترط تجريده من سلاحه الذي تحوزه حماس.