كيف تغيرت موازين الحرب في اليمن!د. فضل الصباحي

الإثنين 13 مايو 2019 08:20 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيف تغيرت موازين الحرب في اليمن!د. فضل الصباحي



الحقيقة التي أصبحت القوى الخارجية تدركها ولا تستطيع تجاهلها هي ضياع بوصلة الحرب في اليمن، وليس من السهولة حسم المعارك بحسب الإستراتيجية الموضوعة؛ العقبات، والمخاطر التي تواجه القوات الخارجية تحول دون تنفيذ مهامها، وأصبح القادة العسكريين الذين كان التحالف يعتمد عليهم في الميدان أصبحوا محل إتهام، ومصدر إزعاج وقلق كبير ، وبدونهم يمكن للأحداث  أن تعود إلى المربع الأول حيث كانت قوات صنعاء تسيطر على معظم أجزاء اليمن خاصة بعد الدعوات الجنوبية لسحب قوات الجنوب من بعض المناطق الشمالية التي تتواجد فيها تلك القوات في الحدود مع السعودية، والساحل الغربي قرب مدينة الحديدة، بينما قوات علي محسن الأحمر وطارق محمد ومن يتبعهم لديهم إستراتيجية مختلفة قد لا تتوافق مع حكومة هادي، وفِي الوقت نفسه لن تتواجه مع حكومة صنعاء، وقد لا تقبل بمطالب الجنوب.
التغير المفاجئ حدث بين القوى المتصارعة في اليمن عندما ظهرت الأهداف الحقيقية لدول الجوار والدول الغربية، حيث أكتشف الجميع بأن الشعارات المرفوعة؛ مجرد غطاء لتلك الأطماع حينها تحركت مشاعر اليمنيون وظهرت للعلن التناغمات والتواصلات بين الأطراف اليمنية بطرق يصعب على تلك الدول فهمها وفي القريب العاجل قد تصبح تلك القوى هدف مباشر لكل اليمنيين المتصارعين حالياً!
يقول الشاعر اليمني: يارابحاً في سوقها قفّل السوق … واليوم صارالربح في سوق ثاني.
واقع الحال في أرض المعركة يقول: بأن الشعار الغير معلن لأغلب القوى المتحاربة في اليمن هو (الوطن للجميع) وأن إستمرار الصراع بين اليمنيين قد يتسبب في (ضياع اليمن وتمزيقها ) والمصالح بين اليمن، والجوار والدول الغربية يمكن تحقيقها (بدون دماء)وما يحتاج إليه اليمنيون في الداخل، والخارج في هذه المرحلة هو الشجاعة للإعتراف العلني بالأخطاء التي أرتكبها الجميع والعودة إلى (جادة الصواب) قبل فوات الأوان الدول الغربية لا يهمها غير مصالحها فقط، وتنتظر من الجميع تحرك جاد يحفظ لها (مصالحها ويدعو لوقف الحرب) والسبب في ذلك أن تلك الدول أدركت بأن اليمن أرض غير صالحة للعبث على المدى الطويل.
أدرك الجميع:  بأن حبل الود موصول بين اليمنيين مهما أشدت المعارك، وظهر عكس ذلك اليمنيون يتقاتلون في الليل ويتصالحون في النهار سلاح التحالف يتم تقاسمه بين الأطراف المتصارعة هكذا هم اليمنيون حيرو العالم بصمودهم وطريقة حربهم، وسوف يواجهو المخطط الذي يهدف الى تحويل اليمن إلى صورة مشوهة خارجة من (حطام التاريخ) يواجهونه موحدين تحت راية الوطن لكل اليمنيين وهذه الصورة بدأت ملامحها تتضح للقوى الخارجية، ولم يبقى أمام تلك القوى سو متابعة المشاهدة إلى أخر العرض، ولسان حالهم يقول ضاعف درجات الحذر أنت في اليمن…
كاتب يمني