لعبة العروش: ما أسرار نجاح المسلسل؟

السبت 04 مايو 2019 12:53 م / بتوقيت القدس +2GMT
لعبة العروش: ما أسرار نجاح المسلسل؟



وكالات / سما /

يستمر مسلسل "لعبة العروش" الخيالي، والمستوحى من سلسلة لجورج آر مارتن، في تحطيم الأرقام القياسية واحدا تلو الآخر. وكانت الحلقة الأولى من الموسم الجديد قد حققت رقما قياسيا في عدد المشاهدات بشكل غير مسبوق، حتى أتت الحلقة الثالثة لتتجاوزها وتحطم هذا الرقم.

فما التركيبة السحرية التي تحقق لهذا المسلسل مثل هذا النجاح الساحق؟

المسلسل يقدم حبكة متنوعة من الخيال والحركة والدراما والغموض والكائنات الخرافية القاتلة وزنا المحارم... هذا بخلاف التنانين!

1- صدمات القتل

ثمة الكثير من الخسائر في هذا المسلسل. هل تذكر عندما حبسنا أنفاسنا في الفصول الأولى، ونحن نرى "الأخيار" يقتلون بطرق بشعة؟

أغلب الوفيات كانت غير متوقعة، بدءا من الإعدام البشع للشخصية الرئيسية، إدارد ستارك، في الموسم الأول.

فالعنف المبالغ فيه وقسوة المشاهد، التي تتم بشكل غير متوقع، وتتابع موت الشخصيات الرئيسية، كلها عوامل زادت من شغف المشاهدين.

كما تضفي هذه العوامل بعضا من الغموض، إذ لا يوجد أحد في مأمن، كما أن الناس متعلقون عاطفيا بمتابعة المسلسل لاكتشاف ما حدث.

2- الكثير من الأسرار

اجتذب المسلسل منذ أولى حلقاته الجمهور بفعل الخطوط الدرامية المتداخلة والحبكات المستمرة.

وانتشرت النظريات التي يفسر بها المشاهدون الأحداث، ويستمع الكثيرون بمناقشة وتبادل توقعاتهم ونظرياتهم.

حتى أن "لعبة العروش" أحدث تحولا ثقافيا في طريقة متابعة المسلسلات، فمثلا يودع الجمهور الموسم الأخير من المسلسل عن طريق تجمعات لمشاهدة ومناقشة الألغاز والمؤامرات والخلفيات.

وعند فشلهم في تخمين الحبكة القادمة، يصبح المسلسل أكثر غواية.

3- طريقة الكتابة

يتعلق المشاهدون بمتابعة المشاهد المكتوبة بحرفية، والمؤثرات البصرية الرائعة، والشخصيات الجذابة، والسرديات المحبوكة، ويهللون للعمل الرائع الذي يقوم به مخرجا العمل ديفيد بينوف ودان ويس.

والمسلسل مقتبس عن سلسلة كتبها جورج ر. مارتن بعنوان "أغنية الثلج والنار"، التي تدور أحداثها في نفس العالم الخيالي، بعناصرها من العمالقة والسحر والتنانين.

لكن نص المسلسل نجح في اجتذاب المشاهدين الذين لم يهتموا أبدا بالكتابات الخيالية، بسبب الدراما السياسية والصراع الداخلي الذي تمر به الشخصيات.

وصنع كل ذلك بحرفية شديدة.

4- الشخصيات

بخلاف التمثيل الرائع، تتطور الشخصيات في المسلسل بشكل يجذب المشاهدين للاستمرار في المتابعة.

فلا يمكنك التكهن أبدا ما إن كان النصر حليف البطل أم الشرير.

وفي واقع الأمر، تتنوع وجهات النظر بشأن الشخصيات، باستثناء شخصيات زومبي الثلج. فكل الشخصيات، مهما كانت خيرة، ستكون شريرة من وجهة نظر مختلفة.

وتتحول الأخلاقيات إلى أمر نسبي، وقد يتحول البطل إلى شرير، أو العكس، في مراحل مختلفة من المسلسل.

ويتعلق المشاهدون بالرحلة والصراعات بين الشخصيات ذات الوجوه المختلفة بشكل أساسي.

5- نساء نسويات

في بداية عرض المسلسل، اعتبره الكثيرون معاديا للمرأة بسبب مشاهد العري والاغتصاب والعنف تجاه النساء. لكن الآن يعتبره آخرون نسويا.

إلا أن النساء اللائي استطعن البقاء حتى الموسم الأخير شديدات القوة. فهناك دانريس (أم التنانين)، وسانسا التي تحولت إلى شخصية متوحشة، وآريا التي تدربت على الاغتيالات شديدة الدموية، وكذلك كيرسي التي أصبحت العدو الرئيسي.

وواجهت كل هذه الشخصيات صدمات كبرى في مشوارها، لكنهن رفضن دور الضحية، وأصبح البقاء هو السمة الأبرز في رحلتهن.

وتتجلى قوتهن في خداع الشرير الأبرز، ملك الليل، والقضاء عليه على يد آريا، المراهقة القادرة على الطيران.

6- الموسيقى

نادرا ما تسهم الموسيقى في نجاح مسلسل تليفزيوني بهذا الشكل. لكن المؤلف الموسيقي، رامين دجوادي، حقق معادلة وهدف كبيرين، خاصة فيما يتعلق بالأغنية الرئيسية المبتكرة، والتي أصبحت ظاهرة ثقافية.

وأصبحت الأغنية من الأكثر جذبا في التليفزيون الحديث، فمن من متابعي المسلسل لم يدندنها؟

وصُبغت المشاهد الهامة من المسلسل بموسيقى خاصة، بحيث "لا تكون الموسيقى في خلفية المشهد، وإنما تشكله"، على حد وصف مخرجي العمل بينوف وويس.

7- أفكار مثيرة للجدل

تدور أحداث هذه الدراما الخيالية في ويستروس، وهو مكان يعكس الرغبات البدائية والقاسية للإنسان، حيث لا توجد قواعد أو حدود، والأخلاق أمر شديد النسبية.

وبخلاف المشاهد الجنسية والعنيفة الصريحة في المسلسل، إلا أن أشياء أخرى مثل زنا المحارم والاغتصاب والممارسات الجنسية مع الأطفال والسادية كانت صادمة بشكل أكبر. إلا أن هذه الصدمة كانت من أسباب جذب المشاهدين للمتابعة.

ويرى البعض أن سر شعبية المسلسل يكمن في الرغبات المكبوتة للبشر في أن يكونوا في عالم حر تمام، بدون قواعد أو قيود.

8- التنانين

هناك الكثير من الشخصيات الخيالية في هذا المسلسل، مثل السائرون البيض، والأرواح المظلمة النابعة من السحر الأسود، والعمالقة، وثلاثة تنانين مخيفة.

ورغم أن كل هذه الوحوش مرسومة بالكمبيوتر، إلا أنها تبدو طبيعية بشكل مبهر، وكذلك المؤثرات التي تعتبر مهربا إلى عالم من المشاهد الطبيعية الجميلة، والأسوار الجليدية، والتنانين التي تنفث النار.

وقد يقول البعض إن الأمر أكبر من مجرد مهرب، وإنه مساحة تجعلنا نعيد النظر في فكرة الإبداع، وربما حيواتنا.

وأصبحت هذه المؤثرات أعمالا فنية ترضي خيالاتنا وتجعلنا نطمع في المزيد.

وربما الأمر الأبرز في لعبة العروش هو أنه يوفر مساعة لنعيد استخدام خيالنا، تمام كما كنا نقرأ القصص الخيالية في طفولتنا.

ويمكننا الآن أن ندمج الأفكار الخاصة بالكبار في هذا العالم الخيالي.