داعش الإخوان وحماس..بقلم: محمد أبو مهادي

الأربعاء 01 مايو 2019 03:29 م / بتوقيت القدس +2GMT
داعش الإخوان وحماس..بقلم: محمد أبو مهادي



نيّة ترامب اعتبار جماعة الإخوان المسلمون منظمة ارهابية يجب ان تدفع حماس اكثر نحو تأكيد هويتها الوطنية الفلسطينية واظهار التمايز بينها وبين تلك الجماعات الإرهابية التي بات موضوعها من أولويات المجتمع الدولي.
في المحكات العملية تعود حماس إلى جذورها أو يهيمن على قرارها وسلوكها اتجاهات متطرفة يصعب تمييزها عن بقية الجماعات الأصولية التي تنتشر بفكرة الترهيب والتكفير والتخوين، فقد تعاملت مع الحراك المطلبي في قطاع غزة (حراك بدنا نعيش) بشكل بالغ القسوة ساهم في ترسيخ فكرة سائدة انها لن تختلف عن الدواعش إلّا بدرجة التطرف.
لقد اعتقلت المئات وحولت سجونها إلى مسالخ للنشطاء الفلسطينيين واستطاعت لجم هذا الحراك بالترهيب وبنظريات للمؤامرة اطلقها اعلامها وبعض قادتها، وهي وان اعتذرت عن هذا السلوك لأغراض اعلامية فذلك لم يمسح الأذى والمشاهد المرعبة من أذهان الشعب، وكانت انتخابات جامعة بيرزيت في الضفة الغربية قبل ايام أوّل عقوبة جماهيرية تلقتها حماس ولن تقف العقوبات عندها.
حماس لم تفهم الدرس او تتأخر في فهمه، او ما يزال يهيمن على قرارها اصحاب نظريات الردع الذين يتقاطعون مع سلوك كل نظم الاستبداد في هذا الكون مع فارق ان العالم لن يعقد مقارنة بينها وبين نظام سياسي محدد، بل سيقارن مع منظمات التطرف _ داعش واخوانها.
اذا كانت حماس قبل اشهر قد افلتت بصعوبة من تهمة الإرهاب امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بجهد فلسطيني وعربي ودول صديقة بطبيعتها مع الفلسطينيين، فكيف ستحمي نفسها من مشروع مشابه قادم قد تدفع به ادارة ترامب بعد ان تصنّف جماعة الإخوان المسلمون كإحدى منظمات الإرهاب، وتعلم حماس ان الحكومات العربية ليست بعيدة عن اعتماد هذا التصنيف.
نجح اصلاحي فتح بزعامة القيادي الفلسطيني محمد دحلان وجمهورية مصر العربية إلى حد ما في حماية حماس من هذه التهمة، لكن إلى أيّ حد يمكنهما مواصلة هذا الجهد اذا ما واصلت حماس نفس سياساتها مع ابناء الشعب الفلسطيني، ولم تثبت حماس حقيقة انها حركة مختلفة عن بقية منظمات التطرف الخطرة المنتشرة في هذا الكون.
قبل ايام فقط رضخت مواقع اعلام حماس لإرادة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الذي ترعاه قطر وتدعمه تركيا، وتمكنت من بث شائعة ترهيب  وتخوين  انطلاقاً من لندن مأوى وعاصمة الإرهابيين (بعنوان مخطط تخريب غزة) تناقلتها عشرات المواقع الإعلامية بعدة لغات (العربية والإنجليزية والأندونيسية والفرنسية) ثم استسهلت ان تسحب الشائعة من مواقعها وتكتفي ببيان رفع عتب بأنها لم تصرح لأحد بهذه الشائعة بعد ان انتشرت كالنار في الهشيم، وحماس تعلم اكثر من غيرها ثقافة المجتمع الفلسطيني وان هذه الشائعة قد تكلف بعض المشاع بحقهم حياته، ناهيك عن الضرر السياسي والمعنوي جرائها، أقلّ ما يقال عنها انها جريمة اغتيال سياسي واعية ومدبرة وليست صدفة وتزامنت من طور جديد من التفجيرات الإرهابية في سيريلانكا وغيرها، وفي ظل جهد عربي لتطويق الإرهاب في ليبيا بعد العراق وسوريا، على رأس هذا الجهد جمهورية مصر العربية التي تجاور غزة وتسعى جاهدة لحمايتها من التهديدات المتكررة بحقها.
الناس تتابع بحذر كل ما يصدر عن حماس من مواقف وسلوك، ومدى قدرتها على لجم الدواعش في احشائها، وعن المسافة التي تفصل بين مواقفها وموقف التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وبقية منظمات التشدد والتكفير، ومستوى فهمها للموضوع الديمقراطي التعددي في الحكم، وقدرتها على معالجة احتياجات الناس بعيداً عن ترهيب الأمن.

العالم متغير، بل سريع التغير، والتفاهمات التي جرت مع الإحتلال لا يراهن عليها، بالتجربة العملية اسرائيل نقضت عشرات الاتفاقات والتفاهمات، فعلى من تراهن حماس اذا لم يكن رهانها الحقيقي مع الشعب؟
كنت قد نصحت حماس قبل ان تصحو على حراك بدنا نعيش 2 ان تتصالح مع الشعب، ان تتحاور مع الشباب والنشطاء، لتعتبرهم شركائها في حلول ازمتها، لتقم بسلسة مراجعات داخلية وتحاسب وتعلن عن المحاسبة وتعتذر عن بعض الجرائم بحق الناس، تصويب الشذوذ امر يعيد الثقة مع الشعب الحارس الأول والحصن الأخير لأيّ حركة سياسية في فلسطين والعالم