ابو سيف: الثقافة الفلسطينية هي ما يوحدنا

الثلاثاء 23 أبريل 2019 06:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
ابو سيف: الثقافة الفلسطينية هي ما يوحدنا



طولكرم / سما /

أقامت وزارة الثقافة ومحافظة طولكرم حفل تأبين عميد النقاد الفلسطينيين صبحي شحروري، في مقر محافظة طولكرم، اليوم الثلاثاء، بحضور المحافظ عصام أبو بكر، ووزير الثقافة عاطف أبو سيف، ولفيف من الأدباء والكتاب وأصدقاء وعائلة الفقيد.

وقال أبو بكر إن شحروري ساهم في بناء الهوية الثقافية الوطنية الفلسطينية، مشيرا إلى أن تنظيم هذا التأبين يأتي من باب الوفاء والتقدير لإسهاماته ودوره الأدبي والنقدي فلسطينيا وعربيا.

وأضاف: "الناقد شحروري صاحب القلم وعاشق النص والقصيدة، تتشكل ملامح إنتاجه الأدبي والنقدي، من أزقة بيوت بلدته القديمة بلعا، وتتجلى في حكايات تفاصيلها ومعاناتها، والتي تعبر عن دوره وحضوره ومكانته الكبيرة، والتي جسدها بأدبه ونقده وقلمه".

من جهته، قال أبو سيف إن "الثقافة الفلسطينية هي ما يوحدنا، وصراعنا مع الاحتلال، في جزء محوري منه، ثقافي بامتياز، لا سيما أن الثقافة هي حارسة الهوية الوطنية".

وأضاف أبو سيف "نحتفي اليوم بأحد أساطين الثقافة الفلسطينية المعاصرة، وأحد القامات والهامات الكبرى في النقد الأدبي، وفي كتابة القصة القصيرة، أستاذنا الكبير صبحي شحروري، الذي كان بصمة في الثقافة الفلسطينية، وهو صاحب الإرث المعرفي الكبير الذي جمعنا من بقاع فلسطين المختلفة، لنحتفي به، ونستظل بظلاله المعرفية، وهو الذي عاصر وعايش أجيالاً مختلفة، كما عاش فصولاً عدة من الأوديسا الفلسطينية، منذ إضراب عام 1936 حينما كان طفلاً، مروراً بنهوض الشعب الفلسطيني حاملاً جمرة الثورة، وحتى إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية نواة الدولة الفلسطينية المعاصرة".

وتابع، "نحتفي بهذه القامة الأدبية، في بادرة وفاء لجيل الرواد وجيل الآباء ممن حافظوا على جمرة الثقافة، وجمرة الوطن مشتعلة، وحافظوا على ثقافتنا الوطنية نبراساً ومنارة تضيء لنا الطريق، لولا هذا الجيل العظيم الذي حمل القلم، وحمل معهم رفاقهم قبلهم وبعدهم البندقية والقنبلة والحجر، لما تكرست الثقافة بوصفها فعل مقاومة، ولما تكرست بكونها حارس الهوية الفلسطينية".

وأكد أبو سيف أن "طولكرم هي مدينة القامات الإبداعية، فمنها عبد الرحيم محمود، وأبو سلمى، وعلي فودة، وعزت الغزاوي، وغيرهم من القامات الإبداعية الكبرى، وأيضاً هي مدينة الشهداء، ومن بينهم القائد الشهيد ثابت ثابت، والشهيد رائد الكرمي، وغيرهما من القامات الوطنية الكبيرة".

وتابع: "الثقافة الوطنية هي حارسة الحلم، وحارسة الهوية، والمحافظة على الحكاية الفلسطينية، فالصراع مع الاحتلال صراع حكاية، صراع بين من ألّف قصة وأراد من العالم أن يصدقها، وبين صاحب الأرض والرواية الحقيقية، نحن، أبناء كنعان الأول نحن مستمرون وباقون، وهم إلى زوال، نحن باقون بفضل هذه الأقلام العظيمة التي حافظت على الإرث الثقافي الفلسطيني، وجعلت من هذا النهر الثقافي العظيم من المعرفة الفلسطينية مستمراً".

وقال الكاتب المتوكل طه إن شحروري اسم رائد من رواد فلسطين، وضع قواعد وخطوط عريضة نقدية، لتكون راسخة للكتاب والأدباء، مشيرا إلى أن الأدباء والشعراء لا يموتون، حيث تبقى سيرتهم حاضرة بإبداعاتهم ومساهماتهم، ودورهم الأدبي والنقدي.

كما أشار الأديب فاروق مواسي إلى مكانة شحروري، لافتا أنه صديق قديم منذ سبعينيات القرن الماضي، وبأن نقده كان جادا، وقارئا مفعما، لا يكتفي باللغة العربية، بل يقرأ إسهامات بالإنجليزية، من أجل ترجمتها إلى العربية.

بدوره، عدد الشاعر محمد علوش في كلمة له باسمه اتحاد الكتاب، مناقب شحروري، وإسهاماته الكبيرة في الحركة الأدبية والنقدية عربيا وفلسطينيا، منوها إلى أنه امتاز بأدوات النقد الموضوعية والبنيوية، والتفكيكية، وكان على الدوام ناقدا حصيفا وجريئا لا يجامل أحدا فيما يتعلق بالأدب وقيمته الفنية.

كما تحدث الشاعر عبد الناصر صالح في كلمة له باسم أصدقاء الفقيد، عن دور شحروري، ونشأته الأدبية والثقافية، ومسيرة حياته، ومرافقته ومعايشته في أكثر من موقف ومكان.

وعبر مثنى صبحي شحروري في كلمة له باسم عائلة الفقيد، عن الشكر والتقدير للمحافظ ووزير الثقافة، ووزير الثقافة السابق إيهاب بسيسو، وأركان المشهد الثقافي على جهودهم في تنظيم هذا التأبين لوالدهم، تعبيراً عن الوفاء لروحه وإسهاماته الأدبية والنقدية.