إلى أي مدى يسهم النشاط البدني الخفيف في صحة الدماغ؟

الثلاثاء 23 أبريل 2019 11:56 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إلى أي مدى يسهم النشاط البدني الخفيف في صحة الدماغ؟



وكالات / سما /

ينصح خبراء الصحة بشكل متواصل بممارسة الرياضة لأنها تحافظ على صحة الجسد والدماغ، ومن ضمن الرياضات تمرين بسيط وخفيف وهو المشي، ولكن قلة منهم تحدث عن أثر الأعمال المنزلية البسيطة على صحة الانسان ودماغه.

وفي هذا الصدد نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية خبرا أشارت فيه إلى دراسة أجراها باحثون من جامعة بوسطن الأمريكية تقول بأن الأعمال المنزلية البسيطة قد تبقي الدماغ يافعاً.

وأشار الباحثون إلى أن أي نشاط بدني حتى ولو كان صغيراً يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ ونشاطه، وجاء نتيجة دراستهم هذه مخالفة لدراسات سابقة تشترط درجة معينة من النشاط البدني للحفاظ على صحة الجسم عامة والدماغ خاصة.

و قالت "نيكول سبارتارنو" أستاذ مساعد في الطب في الغدد الصماء والسكري والتغذية وإدارة الوزن في كلية الطب بجامعة بوسطن ومشاركة في تأليف الدراسة: "نتائج دراستنا لا تقلل من النشاط البدني المعتدل أو القوي باعتبارها مهمة لصحة الانسان في مرحلة الشيخوخة".

وتابعت: "نحن فقط أشرنا أيضا إلى أن النشاط البدني البسيط قد يكون مهمًا للغاية، خاصة بالنسبة للدماغ".

وأفاد فريق البحث بأنهم توصلوا لهذه النتائج من خلال تعقب ودراسة نشاط 2354 شخص من البالغين في منتصف العمر من الولايات المتحدة خلال ثلاثة أيام، جنبا إلى جنب مع مسح بيانات دماغ المشاركين.

وتوصل الباحثون إلى حجم دماغ الأفراد، وهو مقياس مرتبط بالشيخوخة، وأشاروا إلى أنه يتم خسارة حوالي 0.2 في المئة من حجم المخ كل عام بعد سن الستين، وترتبط هذه الخسارة وأيضا تقلص أنسجة المخ بالخرف بحسب ما قالت "نيكول".

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد الأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى بما في ذلك الجنس وحالة التدخين والعمر، وجد الفريق أن كل ساعة إضافية من النشاط البدني الخفيف في اليوم ترتبط بزيادة نسبتها 0.22 في المئة أكبر من حجم الدماغ، أي ما يعادل أقل بقليل من شيخوخة المخ في السنة.

وأوضحت الدراسة بأن الأشخاص الذين ساروا ما لا يقل عن 10000 خطوة في اليوم لديهم حجم دماغ أكبر بنسبة 0.35 في المئة من أولئك الذين ساروا في المتوسط أقل من 5000 خطوة في اليوم، أي ما يعادل 1.75 سنة أقل من شيخوخة الدماغ.

ولفتت الصحيفة إلى أن النتائج كانت أكثر وضوحًا عندما نظر الفريق إلى أولئك الذين لم يستوفوا الإرشادات الموصى بها للنشاط البدني، ما يزيد قليلاً عن نصف المشاركين.

بينما أشارت النتائج أيضًا إلى أن المستويات الأعلى من النشاط البدني المعتدل إلى القوي مرتبطة بزيادة حجم المخ، إلا أن الفريق أوضح بأن المزيد من التحليلات تشير إلى أن هذا قد يكون لمجرد أن هؤلاء الأشخاص يقومون أيضًا بمزيد من النشاط الخفيف.

بالمقابل قالت "نيكول": "حتى لو كان ذلك صحيحًا، فإن هذا لا يعني أن على الناس التوقف عن محاولة ممارسة النشاط البدني القوي، حيث ترتبط مستويات اللياقة البدنية العالية بطول العمر ونوعية حياة أفضل في كبار السن، ناهيك عن الارتباط بمعدلات منخفضة من الخرف".

وأوضح الخبر بأن هناك ملاحظات على الدراسة، فهي تستند إلى فحص سريع في الوقت المناسب، ودرست بشكل رئيسي الأشخاص البيض، ولا يمكنها إثبات السبب والنتيجة، مضيفاً بأن أولئك الذين يعانون من زيادة شيخوخة الدماغ قد يتحركون أقل.

وقال الباحثون: "ليس كل الوقت الذي يستغرقه الناس في الجلوس أو الاستقرار بوضعية ثابتة هو بالضرورة أمر "سيء" للدماغ، خاصةً إذا كانوا يشاركون في مهمة تتطلب الكثير من التفكير.

ورحب "إيمانويل ستاماتاكيس" أستاذ النشاط البدني ونمط الحياة وصحة السكان في جامعة سيدني الاسترالية بالرسالة العامة للدراسة، لكنه تساءل عن بعض النتائج، وقال: "إن اكتشاف بأن النشاط البدني الخفيف، والذي عادة ما يكون جزءًا من الحياة اليومية، يرتبط بحجم المخ أمر مشجع جدًا، لأن مثل هذه الأنشطة ممكنة بالنسبة لمعظم الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن، حتى أولئك الذين تقل احتمالية القيام بها".

لكنه أضاف: "أنه لا يوجد سبب معقول من الناحية البيولوجية لأن النشاط المعتدل إلى القوي سيكون له تأثير أقل على حجم المخ من النشاط الخفيف، بالنسبة لصحة القلب والأوعية الدموية، من المعروف أن دقيقة من النشاط الشديد الكثافة كانت أكثر فائدة من دقيقة من النشاط الخفيف".

بالمقابل أشار "جيمس بيكيت" رئيس الأبحاث في جمعية الزهايمر البريطانية إلى أن البحث لم ينظر في تأثير مستويات النشاط المختلفة على خطر الخرف، على الرغم من أنه من المعروف أن التمرينات تقلل بشكل عام من خطر حدوث مثل هذه الحالات".