شابيرو: العقوبات الأميركية على إيران ستؤدي لتوتر مع دول أخرى

الثلاثاء 23 أبريل 2019 11:50 ص / بتوقيت القدس +2GMT
شابيرو: العقوبات الأميركية على إيران ستؤدي لتوتر مع دول أخرى



القدس المحتلة / سما /

توقع السفير الأميركي السابق في إسرائيل، دان شابيرو، أن تؤدي العقوبات التي تفرضها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على إيران إلى توتر مع دول تعارض هذه العقوبات، وأشار إلى أن الضغوط على ترامب تتزايد في هذه الأثناء، على ضوء اقتراب انتخابات الرئاسة، العام المقبل.

وقال شابيرو للإذاعة العامة الإسرائيلية اليوم، الثلاثاء، إن "عقوبات ترامب على إيران ستسبب توترا مع دول". وأضاف أنه "من جهة، لا شك في أن سياسة ترامب لممارسة ضغوط اقتصادية على إيران حققت عدة نتائج هامة، والاقتصاد الإيراني في وضع صعب جدا. ومن الجهة الأخرى، هذه السياسة التي شملت انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي سببت توترا مع حلفاء في أوروبا، الذين يؤيدون الاتفاق، وتتسبب الآن توتر مع الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية أيضا، وهي دول حصلت حتى الآن على إعفاء لشراء النفط الإيراني".    

ولفت شابيرو إلى أنه من دون دعم دول أخرى، فإن العقوبات الأميركية لن تقود إلى تغيير السياسة الإيرانية. "من يريد ممارسة المزيد من الضغوط على إيران، يقدر بالطبع (تبعات) هذه القرارات، والولايات المتحدة قادرة لوحدها على ممارسة ضغوط ثقيلة على إيران. لكن من الصعب جدا أن يؤدي ذلك إلى تغيير في سياسة إيران من دون دعم دول أخرى، وهذا التحدي المركزي لإدارة ترامب ومؤيديها، أي الانتقال من ممارسة الضغط إلى تغيير السياسة".

لكن ترامب يتعرض لضغوط أيضا، وفقا لشابيرو، بسبب اقتراب انتخابات الرئاسة الأميركية، التي ستجري العام المقبل. "بعد سنتين ونصف السنة على بدء ولايته، فإن الساعة تدق، وترامب يريد نتائج أكثر وضوحا حيال البرنامج النووي الإيراني". ومن الجهة الأخرى فإن ترامب لا يريد فتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط. "لا يوجد مؤشر على أن ترامب، الذي انتقد بشدة الحرب في العراق ويريد إخراج القوات الأميركية من سورية، يريد شن هجوم في إيران. وهو لا يتطلع إلى خوض حرب أخرى في الشرق الأوسط".

وأردف شابيرو أن "هدف ترامب، برأيي، هو إما أن تطلب إيران مفاوضات حول اتفاق نووي جديد، وعندها سيحاول تحقيق اتفاق صارم أكثر لفترة طويلة، أو أن تخرج إيران نفسها من الاتفاق النووي كي تنضم دول أخرى إلى مجهود الولايات المتحدة لفرض عقوبات وضغوط".

وأضاف أنه "حتى الآن لم تحدث أي خروقات للاتفاق من جانب إيران، لكن إذا انسحبت من الاتفاق، سيستأنفون (أي الإيرانيين) برنامجهم النووي، وهذه ستكون ذريعة لعملية عسكرية من جانب أولئك الذي يؤيدون عملية كهذه".

تخوفات إسرائيلية من سقوط ترامب

في غضون ذلك، نقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم، عن مسؤولين رسميين إسرائيليين تخوفهم من أن مرشحين في الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية تعهدوا، في الأسابيع الأخيرة، بالتوقيع مجددا على اتفاق نووي مع إيران، في حال وصول أحدهم إلى منصب الرئيس.

كذلك عبر هؤلاء المسؤولون الإسرائيليون عن تخوفهم من تحول القضية الإيرانية إلى موضوع مركزي في انتخابات الرئاسة الأميركية، وأن تُفسّر تصريحات إسرائيلية حول القضية الإيرانية بأنها تدخل في السياسة الداخلية الأميركية.  

ولفتت الصحيفة إلى أن ستة مرشحين ديمقراطيين أعلنوا، حتى الآن، أنه في حال انتخابهم لمنصب الرئيس الأميركي فإنهم سيعيدون التوقيع على الاتفاق النووي، الذي انسحب منه ترامب. وهؤلاء المرشحون هم: بيرني ساندرز، إليزابيث وورن، حمالا هاريس، إيمي كلوبوشور، طولسي غبارد ووزير الإسكان السابق جوليان كاسترو. ويرجح أن يعلن مرشحون ديمقراطيون آخرون عن تعهد مشابه، في الأسابيع المقبلة، وبينهم جو بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما. وشارك بايدن في بلورة الاتفاق النووي.

وأصدر المؤتمر الديمقراطي القطري، المسؤول عن سياسة الحزب، بيانا يدعو إلى عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، في حال انتخاب رئيس ديمقراطي. كذلك دعت منظمات يسارية أميركية، بينها منظمة "جي ستريت" اليهودية، في إطار حملة، المرشحين الديمقراطيين للرئاسة إلى التعهد بإعادة التوقيع على الاتفاق النووي. وفيما يتوقع إعلان 20 سياسيا ديمقراطيا عن ترشحهم للرئاسة عن الحزب، فإن أيا منهم لم يعلن عن تأييده لسياسة ترامب في هذا المجال، أو أنه سيبقي هذه السياسة على حالها.

وكان سفير إسرائيل في واشنطن، رون ديرمر، المقرب جدا من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ادعى خلال خطابه أمام مؤتمر اللوبي الصهيوني "أيباك" في واشنطن، الشهر الماضي، أن "هناك زعماء يدعون إلى العودة إلى الاتفاق النووي. وهذا شيء ينبغي النظر إليه على أنه ليس مقبولا أبدا. ومن يقول إنه يؤيد العودة إلى الاتفاق، يقول عمليا أنه يؤيد منح مئات مليارات الدولارات إلى أشخاص ملتزمين بالقضاء على إسرائيل وجيراننا العرب، ويؤيدون مسارا واضحا نحو سلاح نووي بأيدي هؤلاء الأشخاص".

وفي هذه الأثناء، أظهر استطلاع لمعهد "غالوب"، الذي يقيس حجم تأييد الأميركيين لإسرائيل في سياق الصراع مع الفلسطينيين، تراجع التأييد، خاصة بين مؤيدي الحزب الديمقراطي، إلى حضيض غير مسبوق منذ عشر سنوات. وعبر المسؤولون الإسرائيليون، الذين تحدثوا إلى الصحيفة، عن تخوف من أن هذا التأييد سيتراجع أكثر خلال المعركة الانتخابية للرئاسة الأميركية، وأن تصريحات بخصوص إيران سيطلقها نتنياهو، أو غيره من المسؤولين الإسرائيليين، قد تُصوّر في الإعلام الأميركي على أنه "اتخاذ موقف" في الانتخابات لصالح ترامب.

وتوقع أحد المسؤولين الإسرائيليين أن ترامب وقيادة الحزب الجمهوري لن يترددوا في استخدام اقتباسات وأقوال جهات رسمية إسرائيلية من أجل مناكفة خصومهم الديمقراطيين، وخاصة تفوهات حول الاتفاق النووي. ومن الجهة الأخرى، حسب المسؤول نفسه، فإن إسرائيل لن تتمكن من الامتناع عن الإدلاء بأي تصريح حيال الاتفاق النووي، في حال طُرح في انتخابات الرئاسة الأميركية.