أثارت سلسلة التفجيرات في الكنائس والفنادق، التي وقعت الأحد في الضاحية الشمالية لعاصمة سريلانكا كولومبو وأسفرت عن مقتل أكثر من 207 شخصا، ردود فعل غاضبة من قادة العالم. وجاءت هذه التفجيرات أثناء قداس عيد الفصح المسيحي. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الاعتداءات التي تعد الاعنف في سريلانكا منذ منذ انتهاء الحرب الاهلية قبل نحو عقد.
عربيا، أعربت كنائس الأراضي المقدسة الأحد عن تضامنها مع سريلانكا. وافاد بيان صادر في القدس "نعبر عن تضامننا مع سريلانكا وجميع سكانها بمختلف مشاربهم الدينية والعرقية". وقال بيان الكنيسة "نصلي من أجل أرواح الضحايا نطلب الشفاء العاجل للمصابين، ونطلب من الله أن يلهم الإرهابيين كي يتوبوا عن القتل والترهيب".
و دعت الرياض إلى تعاون دولي للقضاء على "الارهاب" بعد الاعتداءات. وأعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية في بيان نشرته وكالة الانباء الحكومية عن "إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها لسلسلة التفجيرات الإرهابية". وقدّم المصدر "العزاء والمواساة لذوي الضحايا ولحكومة وشعب سريلانكا الصديق، مع التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل". وشدّد على "ضرورة تضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار في كل أنحاء العالم دون استثناء".
ودانت دولة الامارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وقطر التفجيرات. وشدّدت أبو ظبي في بيان رسمي على موقفها "الثابت والرافض لمختلف أشكال العنف والإرهاب والذي يستدف الجمع دون تمز بن دين وعرق"، بينما أعربت الدوحة عن "صدمة دولة قطر من هذه الجريمة الشنيعة والمروعة".
كما ودانت مشيخة الأزهر في مصر الاعتداءات في بيان. وقال أحمد الطيب شيخ الأزهر، حسب البيان، "لا أتصور آدميا قد يستهدف الآمنين يوم عيدهم". وأضاف الطيب "هؤلاء الإرهابيون تناقضت فطرتهم مع تعاليم كل الأديان".
ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الهجمات "الإجرامية والإرهابية"، وعبر عن تعازيه لأسر الضحايا. وقال إن "الإرهاب ينتشر انتشار الوباء في العالم، داعيا دول العالم للتعاون مع بعضها لاجتثاثه من جذوره، وعدم التساهل مع الجماعات العنصرية التي تحرض على العنف والكراهية".
ورأت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات أنّ "هذه الممارسات والمذابح الإرهابيّة تعكس الفكر الظلامي البشع الذي ترفضه جميع الأديان والثقافات والقيم الإنسانيّة. وأكدت أن "هذه الحوادث البشعة تتطلب بلورة جهد دولي فاعل لمحاربة الإرهاب بمختلف أشكاله، أمنيا وفكريا وأيديولوجيا".
ودان الرئيس اللبناني ميشال عون التفجيرات وابرق معزيا بالضحايا وقال "الحاجة ملحة لجهد دولي موحد لمواجهة الارهاب واستئصاله". وكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "أتقدم بخالص العزاء والمواساة لضحايا الأعمال الإرهابية التي وقعت في دولة سريلانكا، والتي لا تستهدف دولة بعينها وإنما تستهدف الإنسانية كلها". وأضاف "علينا جميعاً كل في مكانه، أن نقف اليوم أمام مسؤوليتنا التاريخية، تجاه هذه الأعمال المتجردة من كل معاني الإنسانية".
من جانبه ندد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالاعتداءات "الارهابية المروعة معربا عن "تعازيه القلبية الحارة" لشعب سريلانكا. وكتب على تويتر "تعازينا القلبية الحارة، من شعب الولايات المتحدة لشعب سريلانكا، للهجمات الإرهابية على الكنائس والفنادق. نحن على استعداد للمساعدة".
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الأحد إن "الكراهية الدينية والتعصب اللذين ظهرا بطريقة فظيعة اليوم يجب ألا ينتصرا". وأعربت عن أسفها لأن "الناس الذين تجمعوا للاحتفال بعيد الفصح كانوا مستهدفين عمداً" وذلك في برقية تعزية نشرها متحدث باسمها على تويتر.
وأكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، "أعرب باسم مواطني إسرائيل، عن صدمتي العميقة إزاء الهجمات القاتلة ضد المواطنين الأبرياء. إسرائيل على استعداد للمساعدة السلطات في سريلانكا، في هذه الساعة الصعبة. يجب على العالم كله الاتحاد في مواجهة الإرهاب". ودان الرئيس الإسرائيلي ريفلين الهجوم، وقال إنه "جريمة بشعة". وكتب ريفلين على تويتر "أننا جميعًا أبناء الله، ومهاجمة دين واحد هو هجوم علينا جميعًا. دولة إسرائيل ترسل تعازيها لعائلات القتلى، وتمنيات الشفاء للجرحى".
