"بتسليم": مستوطن أعدم الشهيد عبد الفتاح والجيش حذف فيديو يوثقها

الأحد 14 أبريل 2019 08:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
"بتسليم": مستوطن أعدم الشهيد عبد الفتاح والجيش حذف فيديو يوثقها



غزة / سما /

 أظهر تحقيق أجرته منظمة "بتسليم" الإسرائيلية لحقوق الانسان، أن الشهيد محمد عبد الفتاح قد أُعدم برصاص مستوطن إسرائيلي في الثالث من الشهر الجاري عند حوارة.

ووفقا للتحقيق الذي اجرته "بيتسليم"، فإن المستوطن أطلق النار على عبد الفتاح وأصابه، ثم كرر إطلاق النار عليه مرةً ثانية بمشاركة مستوطن آخر، لافتةً إلى أن الجيش الإسرائيلي حذف شريط فيديو يوثق جريمة القتل.

وبين التحقيق أن الشهيد عبد الفتاح (23 عاما) من سكان خربة قيس في محافظة سلفيت، وهو أب لطفلة، كان عبر الشارع عند الساعة 8:30 ثم وقف قرب حاوية نفايات قبالة دوار بلدة بيتا (عند مدخل بيتا على شارع نابلس رام الله)، وأخذ يلقي حجارة نحو السيارات الإسرائيلية المتجه نحو زعترة ومفرق "تبواح"، موضحة ان عبد الفتاح رشق حجارة نحو سيارتين، وبعد عبورهما رشق حجرا ثالثا أصاب احداهن، فتوقف سائق السيارة، المستوطن يهوشع شيرمان، ثم سُمع إطلاق نار يبدو أنه أطلق من داخل السيارة، وبعد ذلك ترجل السائق المستوطن المذكور من سيارته.

وحسب تحقيق "بيتسليم"، فان الشاب محمد عبد الفتاح جلس في هذه اللحظة مقرفصا بين حاويتي النفايات، فيما اقترب المستوطن شيرمان منه، وأطلق عليه عددا آخر من الرصاصات، وتوقفت أيضا شاحنة عابرة على الشارع، ترجل سائقها منها، ثم وقف إلى جانب المستوطن شيرمان وأطلق الاثنان عددا آخر من الرصاصات على الشاب وهو جريح وملقى على الأرض، قبل أن يستشهد متأثرا بجراحه بعد وقت قصير في مستشفى "بيلينسون" الاسرائيلي.

وقالت ان تسلسل الأحداث أعلاه، يَظهر بوضوح أيضا في شريط فيديو تداولته وسائل إعلام، ويوثق جزءاً من الحادثة، حيث تظهر فيه سيارة المستوطن شيرمان وهي تتوقف قرب محمد عبد الفتاح، وبعد 15 ثانية يخرج منها شيرمان، وعندها تصل إلى المكان شاحنة وتتوقف، وهنا ينقطع الشريط، وبعد ذلك مباشرة يظهر شيرمان وسائق الشاحنة وهما يطلقان النيران على الشاب.

وأصابت إحدى الرصاصات اطلقها المستوطنان شابا آخر يعمل في دكان قريب في بطنه، تم نقله للعلاج في مستشفى رفيديا بمدينة نابلس، حيث مكث قيد العلاج حتى 7.4.19.

وبعد مضي دقائق معدودة على إطلاق المستوطنين النيران، وصلت إلى المكان جيبات عسكرية وجنود أخذوا يلقون قنابل الصوت بهدف تفريق السكان الذين كانوا يتجمعون هناك اثر عملية اطلاق النار.

وبعد ذلك مباشرة، دخل نحو ثمانية جنود إلى دكانين في المنطقة، لكي يفحصوا تسجيلات كاميرات الحراسة المثبتة فيهما، وأخرج الجنود جهاز الـ DVR من أحد الدكانين وغادروا المكان. بعد مضي عشرين دقيقة رجع الجنود إلى الدكان وركبوا الجهاز من جديد، وأخذوا يشاهدون التسجيلات، فيما اخذ اثنان منهم يصوران بهاتفيهما مشاهد الحادثة كما بثتها الشاشة. وبعد ذلك قام الجنود بمحو المشاهد من جهاز الـ DVR وغادروا المكان.

وخلافا لما نشرته وسائل الإعلام فان تحقيق "بتسيلم" فإن المستوطن شيرمان أطلق النيران على محمد عبد الفتاح دون أي مبرر، وبعد أن كان الشاب قد ابتعد عن السيارة وجلس خلف حاويات النفايات الموجودة هناك. وبالتأكيد لم يكن هناك أي مبرر لمجموعة الرصاصات الثانية التي أطلقها شيرمان وسائق الشاحنة على الشاب عبد الفتاح الذي كان ملقى على الأرض جريحا.

وتجاهلت قوات الأمن الاسرائيلية التي وصلت موقع الحادثة كل هذه التفاصيل، ولم تفعل شيئا لأجل القبض على المستوطنيْن. عوضا عن ذلك فقد سارع الجنود الاسرائيليون لإبعاد الفلسطينيين من المكان، ثم تفرغوا لمهمتهم العاجلة، محو أي توثيق للحادثة، لكي يضمنوا دفن حقيقة ما حدث، وعدم اتخاذ اي إجراءات ضد المستوطنين.

وأوضحت بتسليم ان "هوية المستوطنين معروفة جيدا بحيث لا يصعب أبدا العثور عليهم لمن يريد ذلك، ولو حتى لأجل التحقيق في الحادثة. ولكن بالنظر إلى ممارسات قوات الأمن عقب الحادثة وإلى ممارسات إسرائيل طوال السنين فمن الواضح أنه لا يوجد في الواقع احتمال لحدوث مثل هذا الأمر".