السترات البرتقالية تنجح وحماس تفشل ...ماجد سعيد

الجمعة 05 أبريل 2019 11:58 ص / بتوقيت القدس +2GMT
السترات البرتقالية تنجح وحماس تفشل ...ماجد سعيد




نجحت حماس في اختبار جمعة المليونية، ونجح رجالها ممن لبسوا السترات البرتقالية وانتشروا بالالاف على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة لمنع اقتراب المتظاهرين من تلك الحدود، ونجح راعو الاتفاق من العرب في السيطرة على الميدان من الجانب الفلسطيني، لكنهم فشلوا في منع إراقة دم الفلسطينيين حتى وان لم يلامسوا تلك الحدود.
نجحت حماس في ان تكون التظاهرات الشعبية ضد الاحتلال "اقل خشونة" حسب تعبير العرابين، وربما تكون أيضا نجحت في لعبة الصواريخ اللقيطة التي سقطت على تل ابيب، وامتصاص رد الفعل الإسرائيلي الذي كان هو الاخر محسوبا، لكن ذلك لا يعني نجاح التفاهمات بين حماس وإسرائيل وابعد عنها الحرب والعدوان من جديد حتى وان حملت هذه التفاهمات شيئا من الحياة او بشرت بها مؤقتا.
في البداية لا بد من القول انه لا يمكن القبول في ان تشتعل المواجهة التي يراق فيها دماء الفلسطينيين ثمنا لاطماع فصيل هنا او هناك، وأيضا لا احد ضد رفع الحصار عن القطاع وتمكين الناس هناك من الحياة، لكن ما يجري بين حماس وإسرائيل لا يمكن اعتباره اتفاقا دائما او معمرا، فإسرائيل التي نقضت اتفاقيات دولية من السهل عليها التخلي عن تفاهمات شفوية لا تعدو اكثر من وعود وإجراءات محدودة.
ان ما منع إسرائيل من خوض عدوان واسع على قطاع غزة هو ما تعيشه خلال هذه الفترة من أجواء انتخابية، فنتنياهو ومن معه من اقطاب اليمين الحاكم الذين لا يريدون خسارة هذه الانتخابات بسبب حرب يمكن تأجيلها الى حين، يمكن لهم ان يقدموا فتات حلول لحماس خاصة ومال لم يساهموا فيه ويعرفون كيف يصرف وعلى من، كما يقول نتنياهو. 
لكن حتى وان حمل هذا الصيف ما هو متوقع من سخونة ميدانية، الا ان ذلك لا يعني انهيار المشروع الذي يخطط لغزة والقضية الفلسطينية.
نجاحات حماس في تكتيكها وهي مرحلية بلا شك، يدفعها الى الدخول في المشروع الاميركي الإسرائيلي، ولا اعتقد ان ذلك يتم دون وعي منها وانها بتفاهماتها وسعيها الحثيث لفتح طريق سياسي لها في المنظومة الدولية يضمن لها البقاء في الحكم لن يزج بها في مؤامرة "صفقة القرن" التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، فهي تدخلها بكل وعي وان أصرت على نفي ذلك.
فاليوم عدنا وبدأنا نقرأ ونسمع لمؤيدين ومنظرين لحماس يتحدثون عن الدولة المؤقتة وهم يقولون ما المانع، يتحدثون ويكتبون عن أحلام يرسمونها ليدغدغوا بها تطلعات المسحوقين بقبضتها الحديدة وبالحصار، لكن ما غاب عنها انها تبيع الوطن بالوهم والمال.