ملك ملوك البيت الثالث ... محمود مرداوي

الجمعة 05 أبريل 2019 11:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ملك ملوك البيت الثالث ... محمود مرداوي




الاستطلاع الأخير قبل إجراء الانتخابات (الاسرائيلية)في كل المراكز والقنوات والصحف ثبّت نتيجة فوز اليمين في الانتخابات القادمة، واعتلاء بنيامين نتنياهو لسدة الحكم أربع سنوات جديدة كان بحاجة لها ليس لاستكمال المشروع الصهيوني فحسب إنما لحماية رأسه من مقصلة القضاء بتهم الفساد والرشوة وإساءة استخدام المال العام .

نتنياهو ملك الملوك في البيت الثالث، ولم يمكث في البيت الأول والثاني فترة أطول من حكمه سوى سيدنا سليمان الذي حكم أربعون عاماً متواصلة .
فحتى يحمي نفسه ويضمن بقاءه في الحكم سيسن قانوناً فرنسياً أو أي قانون آخر يحظر محاكمة رئيس الوزراء أثناء ولايته في الحكم .
وحينها سيطيح نهائياً بدولة الماباي (حزب العمل سابقاً) ويُقوّد أركان قلاعها المتبقية في محكمة العدل العليا والجامعات ومؤسسة الجيش .

إن دافعية عدم الذهاب للسجن واستكمال المشروع الصهيوني اليميني المتطرف ستنهي ملامح وشخصية الدولة اليهودية الديمقراطية وستُحولها لدولة يهودية متطرفة بحكم مطلق .
ما ينفذه نتنياهو مكشوف وعلى الطاولة، وما ينتظره من ملفات الف وألفان وأربعة آلاف تخدش نزاهته وقدرته على الحكم في دولة ديمقراطية.
ومع ذلك لا زال مرحباً به في كل دول العالم التي تتغنى بالديمقراطية الاشتراكية والليبرالية والشعبية وتمكن من كسر أقفال بوابات الدول العربية والإسلامية، وزار الكثير منها ،وفي أخرى آثاره تتحدث عن مروره وغروره، وفوق ذلك لا زال المجتمع الصهيوني يختاره الشخص الأفضل لحكم البيت الثالث (دولة الاحتلال)

إن قراءة المستقبل على ضوء تجارب الماضي مع هذه الدولة لن يوصل إلى الاستنتاجات الصحيحة بعد الان ، وتوقُّع أن تحاول السيطرة غير المباشرة على العالم العربي والإسلامي فقط بالاقتصاد والهيمنة من باب التطبيع والتحالفات لمرحلة ما قابل للمفاجآت، واستشراف الأسوأ  وارد، إذ أن الأيدولوجيا تستهلك المراحل، وما برر لنتنياهو في السابق من علاقات تطبيع تحت الطاولة ومواقف دبلوماسية وسياسية من خلف الكواليس مساندة تُشبع جشعه في الأشهر القليلة الماضية،لم تعد كذلك؛ حيث طالب مؤخراً بعلاقات فوق الطاولة ومواقف واضحة لصالح سياساته المعادية للفلسطينيين .

نتنياهو قادم ومخاطره الاستراتيجية على المشروع الوطني ومصير الفلسطينيين وقضيتهم بالغة الخطورة ، وإن حاول تقديم ملفات على أخرى ، حيث سيُحدث انعطافة حادة في سياسته الداخلية تجاه الضفة والقدس بما يتوافق مع المستجدات الدولية في ظل استغلال مظلة الولايات المتحدة وسياسة ترمب المؤيدة للتغيرات الديمغرافية والجيو سياسية ، مؤجلاً قطاع غزة الى مرحلة قادمة بعد أن لا يترك بواقي في الضفة والقدس واللاجئين، ولا يمكن التصدي لهذا المشروع دون تحولات فلسطينية داخلية تجاه إنشاء بيئة داخلية أفضل للصمود، وتعكس ظروف خارجية أسهل للإسناد من بقايا الدول التي ما زالت مستعدة للوقوف إلى جانب الفلسطينيين واتخاذ مواقف معقولة تحمي موقفهم وتعزز من صمودهم.
فهذا يقتضي العمل خارج الصندوق وخارج حدود المتوقع على أمل إيجاد صيغة ما للعمل المشترك في حدود ما يحقق إيجاد فضاء أنسب نفسياً ومادياً ومعنوياً لكل الفلسطينيين ومحبيهم عربا وعجما لخدمة هدف حماية القضية والتصدي لمشروع ترمب ونتنياهو في المنطقة على حساب فلسطين وقضيتها  .