جوع غزة وإذلال الضفة وجهان لعملة واحدة..صابر عارف

الأربعاء 20 مارس 2019 10:13 ص / بتوقيت القدس +2GMT
جوع غزة وإذلال الضفة وجهان لعملة واحدة..صابر عارف



يبدو أن جوهر وأصل مشكلتي غزة والضفة الغربية وما تعيشه غزة من جوع وارهاب وما تعيشه الضفة الغربية من اذلال وارهاب مشترك سلطوي واحتلالي، وما بين حركتي فتح وحماس من انقسام واقتتال هو جوهر وأصل واحد ، فبالعودة للأصول نجد ان أصل قيادة كل من حركتي  فتح وحماس أخوانية، نسبة لحركة الاخوان المسلمين العالمية  ، فغالبية مؤسسي وقادة فتح كانوا اعضاء في جماعة الاخوان، اما قيادات حماس فكانوا وما زالوا ، وبالعودة للمنابت نجد أن كلا منهما يرفع شعار المقاومة سلمية كانت ام استسلامية … مسلحة أو مشلحة، وكل من قادة الحركتين متمسك بالكرسي التي يجلس عليها وإن اصبحت خازوقا، كما هو الحال العملي في كل من غزة والضفة، ويزداد كل منهما مع كل يوم جديد في امعانه وغيه ولا أعرف تماما الى اي منحدر أو مستنقع قد نصل اليه نحن كشعب فلسطيني تحت قيادة قادة فصيلنا الألهي الرباني حركة حماس ، وقادة فصيلنا ،، صاحب وأم المشروع الوطني ،،  حركة فتح !!. فما يحصل في غزة من مطاردة للمحتجين  وتكسير لعظام  المتظاهرين ضد الحرمان من لقمة العيش وفي مواجهة حراك،، بدنا نعيش،، الشعبي، وما يقابله في الضفة الغربية من اطلاق للرصاص على البيوت الآمنة وساكنيها كما في الخليل وتضييق على الحريات وقتل للكفاءات والتنازلات والمذلات للاحتلال لا يمكن تصديقه ،  وأظن اننا لم نبلغ الأسوأ بعد ، مع ان الامور بلغت بين الحركتين درجة من الحقد والكراهية يصعب تصورها كما يصعب تصويرها بعد ان تجرد فاعلوها من القيم الانسانية والاخلاقية، في محاولة كل منهما لإثبات صحة وسلامة موقفه ، فغرقت أجهزة سلطة غزة الاسبوع الماضي بفض ، العديد من  تظاهرات الجوع والغضب التي انطلقت للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية فكانت ثورة الجياع ضد الغلاء والضرائب لمطالبة المسؤولين في غزة بالغاء الضرائب التي يفرضونها على السلع والبضائع.
لقد حظي الحراك الغزاوي بدعم واسناد  الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة،  وكان من الطبيعي  أن تجد حركة فتح فرصتها في أجواء كهذه وان تتقدم الصفوف في دعمها للحراك الشبابي وثورة الجياع في غزة، وأعربت الفصائل عن تأييدها للمطالب العادلة للحراك، وضرورة حمايته من محاولات التسلق والشيطنة. وأوضحت في بيان مشترك، أن الأزمة الكارثية التي يشهدها القطاع “أزمة مركبة جوهرها سياسي، وسببها الاحتلال الإسرائيلي والحصار والانقسام، وزادتها حدة  الأجراءات العقابية وقرارات المسؤولين في غزة بفرض المزيد من الضرائب ، واتسع الحراك  ليشمل مناطق  مختلفة من القطاع، كمحافظة رفح، وخانيونس، ودير البلح، وغزة، وشمال غزة، وهاجمت عناصر  الأجهزة الامنية التظاهرات، واعتدت على المشاركين فيها وعلى الصحفيين الذين كانوا يغطون الحدث وينقلونه للرأي العام ، وتم هذا القمع الرسمي بمساعدة عناصر حماس بلباسهم  المدني، بعد أن دعت الحركة اعضاءها ومناصريها في تعميم رسمي لتشكيل اللجان والقوى الضاربة لمساعدة الاجهزة الامنية في قمع المتظاهرين  مستخدمين الهراوات، لتكسير عظام الشباب المشاركين في المظاهرات وأطلاق النار في الهواء، واعتقلوا وأصابوا العشرات منهم، واقتادوهم إلى التوقيف ، حسب التحقيقات الميدانية والتحقيقات التي نشرها مركز الميزان لحقوق الانسان .
كانت مناظر ومظاهر المطاردة وتكسير العظام وسط التهليل والتكبير مؤلمة وجارحة ، ولا أعرف إن استطاع أحد استكمال مشاهدة فيديو تكسير عظام الشاب الغزاوي صاحب الجينز الازرق وهو يتلوى ويصرخ بين يدي جلاديه الوحوش في زيهم البشري ، ولا اعرف كيف وبأي الطرق والوسائل يمكن ان يتحول الانسان الطبيعي الى وحش مفترس كهذا   !!
اننا وللأسف الشديد أمام سباق نوعي بين قيادة الحركتين على من سيلحق الضرر أكثر بالشعب الفلسطيني وبقضيته الوطنية التي مرغوها بالوحل . وفي ظل تقصير وعجز الفصائل الاخرى عن فعل اي شيء لايقاف هذا الانهيار ليس أمام الشعب الفلسطيني سوى التمرد على السلطتين في غزة ورام الله في وقت واحد وبصوت واحد وبالتمرد على دفع الضرائب وكل اشكال الدعم المعنوي والمادي لقيادة الحركتين ، انه واجب وطني ولا بد منه على ما فيه من صعوبات وتعقيدات نفسية ومعنوية . دون ان ننسى رفع القبعات والرايات للأيقونة الفلسطينية.. لعمر ابو ليلى بطل عملية سلفيت الذي طعن جنديا اسرائيليا وقتله، واستولى على سلاحه واطلق النار على الجندي الاخر واصابه وقتل متأثرا بعد وقت قصير، وانسحب من المكان ليقتحم تجمعا عاما للمستوطنين ويطلق النار عليهم ،ليصيب 4 مستوطنين امامه وفر بسلام … البطل الذي أطلق عليهم النار على طريقة باسل الأعرج ، واغتنم سلاحهم على طريقة عاصم البرغوثي ، ومن مسافة صفر على طريقة أحمد جرار واشتبك  في باركان على طريقة أشرف نعالوة ، وأسعد قلوبنا على طريقة كل شهدائنا وفدائيينا .
كاتب فلسطيني
  saberare4@gmail.com