نقاش حول النتائج المحتملة للانتخابات الإسرائيلية ومشاركة الأحزاب العربيةد

الخميس 14 مارس 2019 04:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
نقاش حول النتائج المحتملة للانتخابات الإسرائيلية ومشاركة الأحزاب العربيةد



غزة / سما/


 

البيرة، غزة (خاص): ناقشت مجموعة من المشاركين/ات النتائج المحتملة لانتخابات الكنيست الإسرائيلي، وتداعياتها على القضية الفلسطينية، ومستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكذلك مشاركة الأحزاب العربية في أراضي 48 من خلال قائمتين انتخابيتين بعد فشل الجهود لتشكيل قائمة مشتركة على غرار انتخابات الكنيست في العام 2015.

ورأى المشاركون أنه حتى لو نجح تحالف "أبيض-أزرق" الذي يقوده بيني غانتس ويائير لا بيد في تشكيل الحكومة القادمة، فإنه لن يختلف عن سياسات حزب الليكود في مواصلة السياسات الاستيطانية الاستعمارية التي تصادر الحقوق الفلسطينية، وبما يعزز الانفصال عن الفلسطينيين.

جاء ذلك خلال ندوة نظمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)، في مقريه بالبيرة وغزة، بمشاركة مجموعة من الباحثين والأكاديميين والنشطاء، وقد تحدث فيها كل من: د. جمال زحالقة، رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ورازي نابلسي، باحث في مركز مسارات. وقد أدار النقاش في البيرة خليل شاهين، مدير البرامج في مركز مسارات، في حين أداره في غزة عماد أبو رحمة، المستشار في المركز.

وقال شاهين، إن هدف الندوة مناقشة الانتخابات الإسرائيلية والنتائج المحتملة لها وسيناريوهات تشكيل الحكومة، وتأثير ذلك على الوضع السياسي الفلسطيني، وعلى مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فضلًا عن النقاش حول المشاركة العربية في الانتخابات.

من جانبه، قدم نابلسي ورقة تتناول قراءة في استطلاعات الرأي الإسرائيلية الأخيرة، ومن ثم شكل المُعسكرات إثر التحالفات الأخيرة، وسيناريوهات تشكيل الحكومة المستقبليّة، إضافة إلى قراءة الحالة من وجهة نظر فلسطينيّة، فضلًا عن إسقاطات الحملة الانتخابيّة ومحاولة استشراف المُستقبل.

طرح نابلسي سيناريوهات عدة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، ومنها قيام بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة بعد حصول تحالفه على 61 مقعدًا، من خلال عبور أحزاب اليمين الصغيرة المتوقع سقوطها في الانتخابات، مثل حزب "الهوية/زهوت" برئاسة موشيه فايغلين؛ وكذلك سيناريو تشكيل حكومة بقيادة غانتس من خلال انتقال أحزاب يمينية من معسكر نتياهو إلى غانتس، مثل حزب "كولانو" أو "زهوت"؛ أو دخول غانتس في حكومة مع نتنياهو وانتقال لابيد إلى المعارضة؛ أو تشكيل تحالف بين "أبيض-أزرق" مع الأحزاب العربية مع أنه مستبعد لرفضه غانتس ولبيد بناء ائتلاف يقوم على الأحزاب العربيّة، فضلًا عن رفضهما إلغاء قانون القوميّة.

ومن السيناريوهات المطروحة في ظل نتائج لا تمنح أي من الحزبين الكبيرين إمكانيّة تشكيل حكومة منفردًا، تشكيل حكومة وحدة وطنيّة بين حزب "أبيض- أزرق" و"الليكود"، وسط تبادل للأدوار في رئاسة الحكومة، في ظل تنحي نتنياهو بسبب التهم الموجّهة، أو إعادة الانتخابات، وهذا ما لا تفضله الأحزاب.

وأوضح نابلسي أن ما يطرحه غانتس هو ذات ما يقوم به نتنياهو فعليًا على أرض الواقع، دون اتفاقيّة سياسيّة ومسار سياسيّ، وهذا ما يُعد فعليًا أخطر مما يطرحه نتنياهو، لحقيقة أن غانتس يقترح مأسسة الحكم الذاتي، من خلال اتفاقيّة جديدة تكون أكثر تطرفًا من اتفاقية أوسلو.

ويرى أن غالبيّة السيناريوهات تُشير إلى إمكانيّة فتح مسار سياسيّ في أعقاب عرض "صفقة القرن" بعد الانتخابات، لن يُفضيّ إلى أي حل يحقّق أدنى الحقوق الفلسطينيّة بالسيادة وتقرير المصير أو الانسحاب من الضفّة الغربيّة. ويكون هدفه تكريس الوضع القائم في الضفّة. أمّا بخصوص غزّة، فإن غانتس لا يطرح أي بديل إستراتيجيّ يختلف عمّا يطرحه نتنياهو.

وأضاف نابلسي: أن هذه الانتخابات تدور تحت فلك وسقف اليمين السياسيّ، رغم وجود خلافات داخليّة بين الطرفين في شكل الحكم الإسرائيليّ وقضايا اجتماعيّة مُختلفة تهم اليهوديّ عمومًا، أمّا بالنسبة إلى الفلسطينيّ ذاته، فإن كلاهما يمين سياسيّ بامتياز، ما يضعنا أمام صورة يتم فيها تأبيد اليمين السياسيّ في إسرائيل مع وجود خلافات تحت سقفه وأيديولوجيّته.

بدوره، قال زحالقة إن هناك جهودًا بذلت من أجل تشكيل قائمة مشتركة للأحزاب العربية لدخول الانتخابات، إلا أنها لم تنجح، ما أدى إلى "تحالف التجمع مع الإسلامية" و"الجبهة مع العربية للتغيير"، مضيفًا أن هناك أطرافًا فلسطينية وعربية تهمها مصلحتنا لم تبذل الجهد اللازم والضغط المطلوب لتشكيل القائمة المشتركة.

وتناول زحالقة السياقات السياسية والاقتصادية التي تجري فيها هذه الانتخابات، وتأثيرها على الخريطة السياسية في إسرائيل، مشيرًا إلى دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته لنتنياهو، ومن ذلك نقل السفارة الأميركية إلى القدس وضم القنصلية إليها، والحديث عن الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، فضلًا عن موجة اليمين الشعبوي المنسجمة مع نتنياهو، إضافة إلى الموقف العربي، لا سيما في ظل وجود أنظمة عربية تشخص مصلحتها مع نتنياهو بسبب إيران.

وأوضح زحالقة أنه لا وجود ليسار إسرائيلي، فهذه الانتخابات بين المستوطنين والجيش، والاختلاف بينهما فقط على كيفية إدارة الدولة، وإدارة الصراع. وأشار إلى إمكانية سقوط نتنياهو في الانتخابات، ويجب العمل على إسقاطه، ويمكن ذلك من خلال التهم الذي تلاحقه وتقديم لوائح اتهام بحقه، إضافة إلى سقوط أحزاب اليمين الصغيرة ("كولانو" برئاسة كحلون، و"إسرائيل بيتنا" برئاسة ليبرمان، و"الهوية" برئاسة فيغلين).

ودعا زحالقة إلى العمل فلسطينيًا، وعلى كل المستويات، لإجبار إسرائيل على تغيير مواقفها من الصراع، إذ هناك تأييد كبير للفلسطينيين في أوروبا والولايات المتحدة، وعلى مستوى العالم، لكن للأسف هذا التأييد غير مستثمر ومستغل من قبل الفلسطينيين، موضحًا أن ملايين الشباب الأميركي مؤيدة للفلسطينيين، فضلًا عن تحولات داخل الحزب الديمقراطي مؤيدة لقضيتنا.

وطالب زحالقة بمواصلة الحوار بين مختلف المكونات الفلسطينية في الداخل لمواجهة السياسات الإسرائيلية، مع التركيز على معركة الرواية، داعيًا إلى المشاركة في الانتخابات، ومشيرًا إلى أنهم في حوار مع المقاطعين للانتخابات.