زلزال انتخابي في اسرائيل..د. سفيان ابو زايدة

الخميس 21 فبراير 2019 11:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT
زلزال انتخابي في اسرائيل..د. سفيان ابو زايدة



 
ما كان يخشاه نتنياهو و كان يحذر منه قد تحقق وذلك عندما استطاع بني غانتس و لبيد و يعلون الذهاب الى الانتخابات المقبلة  في قائمة مشتركة بعد الاتفاق فيما بينهم على التدوير في رئاسة الوزراء في حال فوزهم في الانتخابات و تشكيل حكومة بديلة لحكومة نتنياهو و الليكود، على ان يكون بني غانتس الاول لمدة عامين و نصف و باقي المدة تكون برئاسة لبيد.
 
هذا التحالف بين حزبين يعتبرا من احزاب الوسط في اسرائيل يشكل تهديدا حقيقيا لنتنياهو و لمعسكر اليمين لكنه لا يضمن الفوز في هذه الانتخابات حيث من المتوقع  ان يكون رد نتنياهو و اليمين من خلال تشكيل تحالفات تضمن الحفاظ على الغالبية اليمينية و في نفس الوقت  تمنع تسريب الاصوات و ضياعها نتيجة عدم قدرة بعض الاحزاب اليمنية على تجاوز نسبة الحسم.
 
هذه الخطوة التي عمل غابي اشكنازي رئيس الاركان السابق على انجازها و الذي ضمن لنفسه المكان الرابع بعد غانتس و لبيد و يعلون  سيكون لها تداعيات مهمة على سير العملية الانتخابية و على نتائجها. ونظرا لاهميتها هناك خاسرون و رابحون من هذه الخطوة.
 
الرابح الاول هو يعلون وزير الاركان ووزير الدفاع السابق الذي ضمن له مكانه في الخارطة السياسية المقبلة بعد ان كان مهددا بعدم اجتياز نسبة الحسم في حال دخوله في قائمة مستقلة حيث وفقا للاتفاق ضمن ستة مقاعد لاعضاء حزبة في اول ثلاثين مقعد في هذة القائمة المشتركة.
 
الرابح الثاني هو لبيد رئيس حزب هناك مستقبل حيث تراجعت نسبة التأييد لحزبه بعد تشكيل حزب غانتس لان جمهور الحزبين هم من نفس الاتجاه وهو "وسط مع الميل قليلا الى اليسار" وفقا للتصنيفات الاسرائيلية ، مع الاخذ بعين الاعتبار ان الرجل الثالث في القائمة و هو يعلون يعتبر اكثر تطرفا من نتنياهو من الناحية السياسية.
الرابح الثالث بطبيعة الحال هو بني غانتس الذي استطاع ان يخوض الانتخابات الاولى له كمرشح قوي لرئاسة الوزراء و ليشكل تهديدا حقيقيا لنتنياهو لاول مره منذ اكثر من عشر سنوات.
اما الخاسرون من هذه الخطوة فهم كثر.
 
الخاسر الاول هو حزب العمل الاسرائيلي و زعيمه افي غباي الذي لم يعد له لزوم و لا يشكل اي تنافس او تهديد لاي من القوى الموجوده و سيتقاسم غنائمه احزاب الوسط و اليسار.
 
حزب العمل الذي اسس اسرائيل و قياداته التي تركت بصمات لها في كل مناحي الحياة السياسية و الاقتصادية و العسكرية و الامنية في اسرائيل سيقاتل في الايام القادمة على اجتياز نسبة الحسم ، وان تجاوزها لن يكون له اي تأثير في الحياة السياسية خلال السنوات المقبلة، هذا التحالف شكل المسمار الاخير في نعش هذا الحزب.
 
الخاسر الثاني هي تسيفي ليفني التي لو كانت تتوقع نجاح هذا التحالف لانضمت هي ايضا له و لضمنت لنفسها و بعض مقربيها مقاعد مضمونه في الكنيست القادمة، لكنها استعجلت الرحيل عن الحياة السياسية.
 
و الخاسر الثالث هو نتنياهو الذي كان يخشى من حدوث هذه الخطوة و لكنه كان يتوقعها و لهذا ركز كل ماكينته الاعلامية على غانتس شخصيا حيث اصبح يشكل تهديدا حقيقيا له.
 
على اية حال هناك ثلاث تطورات ستؤثر بشكل مباشر على نتائج هذه الانتخابات و ستقرر اذا ما كان هذا التحالف كافيا لاسقاط نتنياهو عن عرشه.
التطور الاول هو مدى تأثير تقديم لائحة اتهام لنتنياهو خلال الايام القادمة . هذا الامر سيوثر بشكل مباشر على شعبية نتنياهو ، خاصة من غير جمهور الليكود.
و التطور الثاني هو كيف سيرد اليمين على هذا التحالف وما اذا  سيكون من خلال تحالف بين كحلون و الليكود و نفتالي بينت  والبيت اليهودي و وربما ليبرمان و اخرين؟.
 
و التطور الثالث هو في عدم حدوث تطورات امنية مثل عملية كبيرة او انفجار الوضع في غزة  او الحدود الشمالية لهذا السبب او ذاك. 
 
في كل الاحوال الايام و الاسابيع القادمة ستكون مثيرة جدا في كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية التي قد يكون لها تأثير جوهري على الحياة السياسية في اسرائيل وبالطبع هذا ينعكس ايضا على الوضع الفلسطيني.
Dr.sufianz@gmail.com