حزب الله وحماس وثاني أكسيد الكربون.. على "إسرائيل" أن تحذر

الأربعاء 20 فبراير 2019 02:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
حزب الله وحماس وثاني أكسيد الكربون.. على "إسرائيل" أن تحذر



ترجمة الحدث

أكد الفريق الدولي التابع للأمم المتحدة والمعني بالتغيرات المناخية (IPCC)، أن الشرق الأوسط يعتبر أحد أكثر المناطق حساسية فيما يتعلق بقضية الاحتباس الحراري، مشيرا إلى أن تغيّر المناخ في الشرق الأوسط وقلة الأمطار في الشتاء وزيادة معدلات الحرارة في الصيف؛ لعب دورا مهما في عدم الاستقرار السياسي ومعدلات الهجرة من المنطقة.

وعند النظر في العوامل التي تحكم حالة عدم الاستقرار السياسي في المنطقة، لا يمكن اعتبار تغير المناخ المتغير الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى اندلاع المواجهات والصدامات، ولكنه العامل المهم المكوّن للعوامل الظروف السياسية والاقتصادية والتي يمكن اعتبارها "نتاجا للخطر". على سبيل المثال، الربيع العربي، كان ارتفاع أسعار المواد الغذائية وصعوبة الوصول إلى المياه النظيفة عنصراً مهماً في الحراكات الشعبية.

في الشرق الأوسط هناك مثال جيد على الارتباط الجيد في العلاقات المتبادلة بين المناخ والظروف الاقتصادية والسياسية والسلوك الحكومي؛ ففي مصر وإيران، على سبيل المثال، كان التأثير الرئيسي لتغير المناخ يتمثل في نقص الأغذية وتفاقم الوضع الاقتصادي، كما أن روسيا وإيران واجهتا أزمة نقص في المياه، وكانت هذه الأزمة المتفاقمة سببا من أسباب نفور السوري من النظام ما قبل عام الأغذية، كما وتواجه سوريا والعراق وإيران أزمة مياه لا تنجم بالضرورة عن تغير المناخ، بل إنها تتفاقم بسبب المناخ.

ومن المتوقع أن يؤدي الاحتباس الحراري العالمي والجفاف الذي طال أمده إلى تفاقم الأوضاع في بلدان الشرق الأوسط. وإذا استمرت الحكومات في تجاهل تغير المناخ ولم تعمل بكفاءة مناسبة لمواجهة أزمات الغذاء والماء في المنطقة، سوف تظل هناك زيادة في التوترات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وصولا لمواجهة طاحنة في المنطقة لن تنجو منها "إسرائيل".

وكشفت صحيفة "هآرتس" أن هذه الآثار الخطيرة لتغير المناخ بالنسبة للشرق الأوسط، دفعت البنتاغون الأمريكي لتحذير الإسرائيليين، من أجل التنبه لهذه الظاهرة، ومراجعة  كل ما يتعلق بسياستها المناخية. حتى لا تظن "إسرائيل" أن مشاركتها في "مقاومة" الاحتباس الحراري ليس موقفا أخلاقيا بقدر كونه موقفا ضروريا، وليست تنظيمات كحماس وحزب الله تمسّ الأمن القومي الإسرائيلي بل كذلك ثاني أكسيد الكربون، على حد تعبير الصحيفة.