مؤسسة غزّة للتراث والثقافة تمنح لقب عميد العائلات للشهيد "يوسف العلمي"

الثلاثاء 15 يناير 2019 11:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT



غزة / سما /

كرمت مؤسسة غزة للتراث والثقافة " الغيداء "وملتقى عائلات غزة العديد من رموز زعامات غزّة الوطنيين، وعمدت حديثاً الى منح الشهيد " يوسف العلمي " لقب عميد عائلات وأعيان غزة هاشم.

 وبحضور سفير دولة فلسطين في بيروت أشرف دبور، مع وفد رفيع المستوى برئاسة المستشار / عبد المطلب عامر النخال وبمراسم رسمية ,  بالنيابة عن أسرة الشهيد , تسلم حفيده المهندس فيصل سامي يوسف العلمي " رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعاون "

  " درع غزة هاشم، ومنحة لقب عميد عائلات غزة "

 قال رئيس الهيئة التأسيسية لمؤسسة غزة للتراث و الثقافة " الغيداء " و رئيس ملتقى عائلات غزة , المستشار / عبد المطلب النخال:" جاءت فكرة تكريم الأسر الفلسطينية الغزية من منطلق العطاء الذي قدم من قبل هؤلاء الأشخاص الذين قدموا كل ما بوسعهم من أحل القضية الفلسطينية , ورفعة أمتهم , و الحرص على مصلحة أهلهم " .

 وأضاف النخال: " عمدت مؤسسة غزة للتراث والثقافة الى تكريم الشهيد " يوسف العلمي " تثميناً وعرفاناً لمواقفه الراسخة والتي لازالت الى يومنا هذا تنبع بالعطاء والوفاء لغزة وفلسطين.

وبيّن النخال أنّ غزّة لا يمكن أن تنسى رجالها , الذين قدموا أرواحهم على مذبح الحرية من أجل فلسطين , و أكد أنه قد انتهى من اعداد  كتاب يروى حياة الشهيد ومسيرة عطائه , ويلمح الى كل تفاصيل حياته في غزة و فلسطين ودوره الوطني الريادي و القيادي .

وجاء في كتابة الشهيد يوسف العلمي (سيرة ومسيرة) الذي كتبه الدكتور عبد المطلب النخال والذي استعرض فيه حياة الشهيد وأبرز أعماله ومواقفه السياسية التي تصدى بها الاحتلال الإنجليزي، والدور القيادي في العمل القومي والسياسي، والدور الذي لعبه في الحياة الاقتصادية، ومسيرة أبنائه الذين حملوا الراية عن والدهم في مواقفهم الإنسانية.

وفي صفحات الكتاب...

ولد الشهيد " يوسف محمد نور الدين العلمي "في غزة هاشم، عام 1895م , وهو ينتمي لعائلة العلمي العريقة في فلسطين , وخاصة في غزة فتعلم في مدارس غزة , ثم انتقل للدراسة في تركيا , فدرس في كلية الضباط في الأستانة , وكان رفيقة الحاج أمين الحسيني , ثم ذهب الى بيروت ليكمل دراسته في كلية دار المعلمين .

 ورغم أنّ الشهيد كان يجيد التركية بطلاقة ,الا أنه لم يمارس التعليم , فاشتغل في مجال التجارة و السياسة , حتى أصبح من الشخصيات السياسية و الاجتماعية و الفكرية المعدودة على مستوى فلسطين .

   وكان الشهيد من رجالات فلسطين المعدودة على الأصابع , من حيث الريادة و العطاء        و المحبة و التفاني في خدمة الوطن , فقد اشترك في الثورة الفلسطينية الكبرى , وكان من أهم الشخصيات المؤسسة لها مع أمين الحسيني وفرحان السعدي وغيرهم .

   لكن ثورية الشهيد , ومكانته الاجتماعية المرموقة , لم تعجب الانجليز و اليهود الذين حاربهم وقاومهم الشهيد سنوات طوال , فكانت رصاصات الغدر تخرج من فوهة مسدس حاقد مأجور , لإسكات  هذا  الصوت الوطني  الغيور على  مصلحة  فلسطين ,  فاستشهد  ما بين المنزل و المسجد , مسجد السيد هاشم في غزة , لينطق الشهادة أمام جده هاشم , الذي شهد على تاريخ غزة منذ خمسة قرون .

وقد وقع الخبر كالصاعقة على أهل غزة، وكافة فلسطين , بل الوطن العربي , الذي كان يعرف مكانة الشهيد " يوسف " فسارع الناس الى تشجيع جنازته بأكبر جنازة تشهدها غزة , فكان  تاريخ  15/4/1939م ,  يوم حداد للشعب الفلسطيني , الذي فقد شيداً ( أعطى للوطن كل ما يملك ) .     

وسارعت الصحف المحلية والعربية و العالمية بنعيه , وذكر مناقبه فتصدرت جريدة الدفاع من يافا , عناوين صفحتها حول استشهاد القائد الفذ , و أن هذه الفاجعة الجسيمة عظيمة , و الشهيد  كان  وطنياً  مخلصاً  ووجيهاً  محبوباً  من الكل  الفلسطيني , و كان هذا  بتاريخ 17/5/1939م . 

بالإضافة إلا ما كتبته جريدة الشورى المصرية في عددها الصادر بتاريخ 26/ 4/1939م نعياً مطولاً عقب استشهاد الشهيد " يوسف العلمي " .

السواد توشح في  غزّة عقب استشهاد الشهيد , و نكست الأعلام , و أغلقت المدينة حداداً عليه , و قد قام بتأبينه على القبر رئيس بلدية غزة رشدي بك الشوا , و عاصم بسيسو و رشيد الشريف , وكبار أعيان المدينة و غيرها .

 وقد قام أبناء الشهيد بحمل الراية من بعد والدهم , في العطاء و البذل لغزة هاشم , فقاموا ببناء العديد من المدارس و المؤسسات و المساجد , و ترميم مسجد السيد هاشم المقابل لبيتهم , الذي تبرعوا به ليكون عيادة لأهل غزة , فأصبح يعرف بالبندر واصبح من ابرز المعالم التي عرفت بها مدينة غزة هاشم