قتال على كل الجبهات.. محمود مرداوي

السبت 08 ديسمبر 2018 05:45 م / بتوقيت القدس +2GMT



هي حرب ضروس ومواجهات شاملة تدور مع هذا الكيان، مع أن العدو يفكر بصوت عال وصدى حربه النفسية بهدف التأثير على الحالة المعنوية والكل يسمع، عندما يحاول العدو عرض المواجهة الدبلوماسية بأنه انتصر على المقاومة محاولاً تتويج النتيجة وترويجها لصالحه بالقول أنا دفعنا اسماعيل هنية لكتابة مئات الرسائل والاتصالات التي تنأى بحماس والمقاومة عن الإرهاب، وجعلنا العالم يشاهد ويسمع الدول التي توصف حماس وسلوكها بالإرهاب ، وكل العالم يسمع ويشاهد.

الاحتلال يتذاكى وأحياناً ينجح في تلويث موقف من يتظاهر أنه لا يسمع عندما يبدأ بعرض الحكاية من النقطة التي تروق له ، فالاحتلال لم يأبه في الماضي بالأمم المتحدة ومؤسساتها ، إلى درجة أن بن غوريون الأب الروحي لهذا الاستعمار وصانع ماكنة القتل والاحتلال كان يقول " هؤوم شووم بالعبرية" يعني الأمم المتحدة لا شيء، بينما العرب كانوا يتهافتون على الأمم المتحدة يبكون ويشكون، ويستصدرون القرارات لتضاف إلى من سبقها حبراً على ورق لا تترجم في الواقع ولا تجد روحاً وصدى في الحياة والشعوب تُقتل والكرامة تُهان ولا نظفر بالنصر إلا في الإعلام، في الوقت الذي يتحرك العدو ويبادر بعمليات خلف الخطوط وحروب استباقية ومجازر يومية وقع ضحيتها عشرات آلاف الشهداء..

أيام أول حوّل، فلَم يعد العدو قادراً على استباحة الدم بدون ثمن، ولَم يعد يجد خصوماً حساباتهم معقدة في الرد، فبقدر ما أحجم لجماً عن سهولة المناورة في المبادرات العسكرية العملياتية على الأرض لأن الثمن بالتأكيد غالٍ، يعوضه في مساحات أخرى من خلال الدبلوماسية واعتماد المؤسسات الدولية التي كان يعتبرها لا شيء في الوجود .

إن رئيس حركة حماس وهو يكتب الرسائل وكل الدبلوماسية الفلسطينية الرسمية في السفارات والأمم المتحدة والسياسية والشعبية والنقابية تعمل دفاعاً عن المقاومة وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في النضال معتمدة على القانون الدولي واستحضار تجارب الشعوب المحتلة لفضح الولايات المتحدة راعية الإرهاب الكوني من خلال حماية كل القتلة والمجرمين على مستوى دول وجماعات وأشخاص متنفذين تحميهم وتطلق العنان لهم وتبرر جرائمهم بالإكراه العسكري والاقتصادي على حساب حقوق الشعوب .
إن التحركات الفلسطينية لا تعتبر هزيمة ولا بديلاً عن نضال الشعب الفلسطيني الشامل في مواجهة الاحتلال وطرده من فلسطين.

إن منطق التكامل في الوعي والفكر المقاوم والعمل المشترك يثمر نجاحات ويُضيق على هذا العدو الذي لا يملك في النهاية من أجل محاولاته اليائسة لصنع الوجود في المنطقة وتكريس القبول في العقل الشعبي العربي الذي يمانع بقوة تمرير هذا الطموح الغائب الاستعماري بعد قهر إرادة الحكام من أجل البقاء على كراسيهم في المنطقة بشكل هجين إلا أن يقاتل، فستقاتل "إسرائيل" نعلم ذلك لكنه قتال مع قتلى كثر سيستمر ويتكرر ،ولن تحظى بنصر بعد اليوم بإذن الله.