نحتاج سكونا ...ميسا جيوسي

الثلاثاء 13 نوفمبر 2018 10:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
نحتاج سكونا ...ميسا جيوسي



في التحضير لمعرض الصور القادم اقلب في صور الهاتف المزدحم، أماكن مختلفة، مدن كثيرة, وجوه طارئة على المشهد وأخرى محفورة في الروح، مناظر طبيعية وغيرها. امر بها سريعا فعددها كبير، فأنا احترف القبض على اللحظات الجميلة متلبسة بالفرح، لم لا وهي في حياتنا ليست كثيرة. 

وفي مروري السريع تجذبني احداها وقد تكون ابسطها وهي لتمثال إمرأة برونزي اللون جميل التفاصيل، يتوسط ميدانا هاما من ميادين جنيف يدعى ( plainpalais )، كان هذا التمثال على بساطته من اكثر ما يروق لي في تلك المدينة المدينة الوادعة، والتي حظيت بأن تلتهم من سنين عمري المحدودة اربعة كاملة. 

تلك السيدة ،التي أعطيت لنفس الحق لتسميها سيدة الوقت، وهي فعلا كذلك، منحوتة بشكل يوحي بانها تسير، لكنها في الحقيقة تراوح مكانها، لا يسير منها الا الظل في الأيام القليلة التي تدغدغ بها أشعة الشمس ثنايا المعدن الغارق في السكون. 
لطالما حدقت بها وهي تمثل في نظري سخرية الحياة التي توهمنا بالركض الذي لا ينتهي، وهي تراوح مكانها وترمقنا بنظرة سخرية مستترة، ونحن نروح ونغدو، نشقى ونتعب، وفي هذا قد ننسى ما للحياة من لذة تكمن في اللاحركة والسكون.

دمتم بكثير من السكون
ميسا جيوسي.