"نوبل الطب" إلى اميركي وياباني لعلاجهما الثوري للسرطان

الثلاثاء 02 أكتوبر 2018 03:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
"نوبل الطب" إلى اميركي وياباني لعلاجهما الثوري للسرطان



ستوكهولم/وكالات/

منحت جائزة نوبل للطب للعام 2018 أمس، في ستوكهولم إلى عالمي المناعة الأميركي جيمس ب. أليسون والياباني تاسوكو هونجو لإحداثهما ثورة في علاج السرطان.
وخلافا للأشكال الأخرى من علاج السرطان التي تستهدف الخلايا السرطانية مباشرة، أوجد أليسون وهونجو طريقة لمساعدة الجهاز المناعي للمريض على مواجهة السرطان بسرعة أكبر.
وقد كشفا استراتيجيات الخلايا السرطانية للالتفاف على دفاعات الجسم ولا سيما تحديدهما للبروتين "بي دي 1" و "سي تي أل إيه-4" المعروفين باسم "الحواجز المناعية" وكابحة الخلايات التائية.
والخلايا التائية هي نوع من الكريات البيض تلعب دورا أساسيا في مناعة الجسم الطبيعية على الأمراض.
ويمكن لهذه البروتينات تعطيل دفاعات الجسم الطبيعية والحؤول دون القضاء على الخلايا السرطانية. ويهدف العلاج إلى إزالة هذه البروتينات "اللاجمة" والسماح للنظام المناعي بالتحرك بسرعة أكبر لمكافحة السرطان.
وقالت لجنة نوبل بعد إعلان فوزهما في ستوكهولم إن العلاج الذي توصلا إليه "أحدث ثورة في محاربة السرطان وغيّر بشكل جذري الطريقة التي يمكن فيها السيطرة على السرطان".
ففي العام 1995 تمكن أليسون مع عالم آخر من تحديد جزئية "سي تي أل أيه-4".
وقالت لجنة نوبل إن أليسون (70 عاما) "أدرك منافع إزالة هذا الكابح وإطلاق الخلايا المناعية لمهاجمة الأورام".
وفي الوقت عينه تقريبا، اكتشف هونجو بروتينة في الخلايا المناعية تعرف باسم "بي دي-1" وأدرك بعد ذلك أنها أيضا تتمتع بقوة كابحة لكن بطريقة مختلفة.
وقال أليسون على الموقع الإلكتروني لجامعة تكساس حيث يدرس: "يشرفني الحصول على هذه المكافأة العريقة. لم أتصور أن أبحاثي ستأخذ هذا التوجه".
وأضاف: "إنه لامتياز عظيم أن التقي مرضى سرطان عولجوا بنجاح بفضل هذه التقنية. وهم دليل حيّ على قوة العلوم الأساسية وأهمية مواصلة الحافز إلى التعلم" وفهم مزيد من الأمور.
وتعهد هونجو (76 عاما) من جهته المضي قدما بعمله.
وقال لصحافيين في جامعة كيوتو حيث مقره: "أريد أن أواصل أبحاثي.. حتى ينقذ هذا العلاج المناعي مزيدا من مرضى السرطان أكثر من أي وقت مضى".
وأكدت لجنة نوبل "حاول العلماء لأكثر من مئة عام أن يقحموا الجهاز المناعي في الحرب على السرطان. وقبل اكتشافات الفائزين كان التقدم باتجاه التطور السريري متواضعا جدا".
وأدت أبحاث فريق أليسون إلى إنتاج دواء يقوم على أجسام مضادة وافقت عليها الإدارة الأميركية للاغذية والادوية في العام 2011 لمعالجة الميلانوما أخطر انواع سرطان الجلد. وكان الطب يقف عاجزا أمام هذا النوع من السرطان مع وفاة 50 % من المرضى بعد أقل من سنة على تشخيص إصابتهم. واليوم ثمة مرضى لا يزالون على قيد الحياة بعد عشر سنوات على شفائهم منه.
ويعرف الدواء تجاريا باسم "يرفوي".
وسبق لاليسون وهو أستاذ في جامعة تكساس وهونجو الأستاذ في جامعة كيوتو أن فازا العام 2014 بجائزة تانغ التي تعتبر المرادف الآسيوي لجائزة نوبل، على أبحاثهما هذه.
وسيتقاسم الرجلان المكافأة المالية المرافقة للجائزة وقدرها تسعة ملايين كرونة سويدية (1,01 مليون دولار).
وسيتسلمان جائزتهما من ملك السويد كارل غوستاف في حفل رسمي في العاشر من كانون الأول في ذكرى ميلاد العالم ألفرد نوبل في العام 1896.
وفاز بنوبل الطب العام الماضي الباحثون الاميركيون جيفري سي. هال ومايكل روسباخ ومايكل دبليو يانغ على أعمالهم حول الساعة البيولوجية وكيفية تكيف الجسم مع توالي النهار والليل فضلا عن اضطرابات النوم وتأثيرها على الصحة.
وتمنح اليوم في ستوكهولم أيضا جائزة الفيزياء فيما يكشف عن اسم الفائز أو الفائزين بنوبل الكيمياء الأربعاء والاقتصاد الاثنين.
أما جائزة نوبل للسلام فيعلن عنها في أوسلو الجمعة.
وللمرة الأولى منذ العام 1949 أرجئ إعلان الفائز أو الفائزة بجائزة الآداب لمدة سنة بسبب انقسامات داخلية وانسحاب عدة أعضاء من الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة.
وأتى الإعلان عن نوبل الطب بعد دقائق معدودة على الحكم بالسجن سنتين على فرنسي يعتبر المسؤول المباشر عن إرجاء منح جائزة الآداب.
ومنحت جوائز نوبل للمرة الأولى العام 1901 بناء على وصية الصناعي السويدي الثري ألفرد نوبل مخترع الديناميت.