طمرة: إحياء الذكرى 18 لهبة القدس والأقصى

الأحد 30 سبتمبر 2018 01:46 م / بتوقيت القدس +2GMT
طمرة: إحياء الذكرى 18 لهبة القدس والأقصى



وكالات

إحياء للذكرى 18 لهبة القدس والأقصى، نظم مهرجان في مدينة طمرة شارك فيه ذوو شهداء هبة القدس والأقصى، إلى جانب رئيس "حزب الوفاء والإصلاح"، الشيخ حسام أبو ليل، ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية والقائم بأعمال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، مازن غنايم، وعدد من القيادات والكوادر السياسية.

وجاء المهرجان الذي بادر إليه "حزب الوفاء والإصلاح" مساء أول من أمس، الجمعة، تحت شعار "أقصانا" وعلى شرف الذكرى، إذ يحيي الفلسطينيون في الداخل ذكرى هبة القدس والأقصى، والتي قُتل خلالها 13 شهيدا برصاص أفراد الشرطة الإسرائيلية خلال مواجهات دامية في مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2000 عقب اقتحام أريئيل شارون لباحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة.

وإلى جانب الفقرات الخطابية، تخلل المهرجان النشيد الوطني الملتزم وقصيدة بعنوان "أنت القدس" للشاعر حسين جبارة، فيما تولى العرافة الأستاذ أحمد عادل بهنسي.

المؤسسة والرهان

وقال غنايم في كلمته إن "المؤسسة الإسرائيلية وبعد 70 عاما خسرت الرهان على موت الكبار ونسيان الصغار. كبارنا علمونا كيف نثبت على أرضنا والصغار أثبتوا أنهم أشد تمسكا بهويتهم وأرضهم ووجودهم، أما الرهان الخاسر الثاني للمؤسسة الإسرائيلية فإنه كان في عام 1976 يوم الأرض والرهان الثالث كان قبل 18 عام عندما هبّت جماهيرنا لتدافع عن مقدساتنا الإسلامية والمسيحية".

وفي سياق كلمته، رفع غنايم التحية إلى الشيخ رائد صلاح وقال إنه "اليوم، لا بد أن نذكر شيخنا الفاضل، الشيخ رائد صلاح، الذي كان أول من دافع عن مقدساتنا وأقصانا، فباسمكم جميعا أرفع تحيات الإكبار والإجلال لهذا المجاهد المؤمن الصابر".

وأضاف أن "المؤسسة الإسرائيلية نسيت أنها ضيف على هذه الأرض ونحن أصحاب الأرض الأصليين، لذلك أقول لشبابنا هذه الأرض أمانة في أعناقكم ولنحافظ على ما تبقى من أرض الآباء والأجداد".

كما تطرق غنايم إلى "قانون القومية" وقال إنه "جاء ليلغي وجودنا كعرب موجودين في هذه البلاد، كما أنه في داخل الكنيست الإسرائيلي يسنون قوانين عنصرية من أجل تعزيز مقاعدهم في الكنيست، ولأول مرة في تاريخ العالم دولة تسن قانونا ضد مواطنيها"، مستدركا بالقول أن "الرد هو الصلح الفلسطيني- الفلسطيني، ومؤلم جدا أنه رغم كل المؤامرات التي تحاك ضدنا وما زال الخلاف، لكن الى متى؟ عزاؤنا الوحيد أن نتكاف ونقف أمام هذه المؤامرات الدنيئة والعنصرية".

وفي ختام كلمته دعا غنايم للمشاركة الواسعة في المسيرة القطرية في الذكرى الـ18 لهبة القدس والأقصى، غدا الإثنين" والتي ستكون في قرية جت المثلث.

كلمة ذوي الشهداء

وألقى شقيق الشهيد رامز بشناق، حلمي بشناق، كلمة ذوي شهداء هبة القدس والأقصى، وحيا باسمهم القائمين على مهرجان "أقصانا" إحياء لهبة القدس والأقصى وذكرى الشهداء الأبرار، وقال إنه "نجتمع تخليدا لذكرى الشهداء الأبطال الذين ارتقوا دفاعا عن كرامتنا وعن مقدساتنا وعن قضيتنا العادلة وننقل هذه الذكرى من جيل لجيل كي تعرف الأجيال القادمة أن هناك رجالا ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الحرية والكرامة ولكي تعرف الأجيال القادمة أننا نعيش في دولة العنصرية والهمجية".

وأضاف أن "18 عاما مرت على رحليكم أيها الشهداء وكأن الأحداث كانت بالأمس، وكأنه حلم جميل فيا له من حلم جميل أن تقاوم وتقارع السلطة التي هدمت بيتنا وسلبت أراضينا وأن تقارع السلطة التي قتلت إخواننا بدم بارد، قد يستغرب البعض أنه حلم الأحرار وهذا هو الحلم الجميل".

كلمة جريح هبة القدس والأقصى

وتحدث جريح هبة القدس والأقصى، حسام خليل من قرية البعينة نجيدات، عن تفاصيل إصابته في الانتفاضة قبل 18 عاما، قائلا إنه "في تاريخ 1.10.2000 تم قتل الشهيد محمد جبارين من سكان أم الفحم بدمٍ بارد، مما أجج وصَعدَّ من وتيرة غضب الشارع الفلسطيني، ففي تاريخ 2.10.2000 توافدت الحشود من أهلنا في الداخل لحضور جنازة المرحوم الشهيد محمد جبارين. وفي صباح ذلك اليوم تم النداء عبر مكبرات الصوت في قريتي البعينة نجيدات، كما في كثير من البلدات، وتمت تلبية تلك الدعوة من الرجال كبار السن ومن الشباب وحتى بعض الأطفال، مؤكدين بذلك سلمية خروجنا إلى أم الفحم".

وأضاف أن "الشباب أصيبوا برصاص الشرطة، الواحد تلو الآخر بأعداد كثيرة، منهم برصاص مطاطي ومنهم برصاص حي، فكنت أحد هؤلاء الذين سقطوا بعد أن تم إطلاق رصاصتين على قدمي، وتحديدا في الفخذ الأيمن، كانت رصاصة عادية، دخلت في فخذي من الأمام وخرجت من الخلف، مسببة بذلك شللا جزئيا، وأما الرصاصة التي دخلت في الفخذ الأيسر، فكانت من نوع دُمدم المحرمة دوليا، التي تدخل إلى الجسم وتنفجر داخله، فهي تنفجر بمجرد ملامسة جسم صلب، فكان الضرر كبير جدا، حتى أن الأطباء في المستشفى أرادوا قطع رجلي اليسرى من الأعلى، إلا أن الله سلم. ومع هذا أقول إن ذلك ثمن بخس إزاء قضيتنا الأسمى، وهي دفاعنا عن مقدساتنا وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، كما الكثير من فلسطينيي الداخل، الذين أفنوا حياتهم خدمة وحماية للمسجد الأقصى، منهم شهيد، ومنهم جريح، ومنهم ملاحق ومطارد سياسيا، ومنهم سجين، وعلى رأس هؤلاء، الشيخ رائد صلاح".

وختم الجريح خليل بالقول إنه "لا تحطموا أبناءنا بالنقد غير البناء، بل علينا انتقاء الكلام المشجع، علينا أن نثني على كل من يحمل الهم الوطني وعلى وجه الخصوص الشباب، عددوا لهم حسناتهم قبل سيئاتهم، لا تبدأوا بسيئاتهم. علينا أن نتكاتف من جديد لنحافظ على ثوابتنا وعلى رأسها القدس والأقصى ولنحافظ على هويتنا وانتمائنا الأصيل دون إبداء أية بوادر استسلام أمام المخططات السوداء التي تحاك ضدنا كمسلمين وعرب وفلسطينيين".

القدس والأقصى لا يقبلان القسمة والتفريط

وكانت الكلمة الختامية لرئيس "حزب الوفاء والإصلاح"، الشيخ حسام أبو ليل، استهلها بتحية وفاء للشهداء الأبرار "الذين لن ننسى دماءهم الزكية ولن ننسى قَتَلَتَهم ولا بد من يوم يحاسبون ويعاقبون، وتحية لأهالي الشهداء وللجرحى وللحضور الكريم ولأبناء شعبنا وأمتنا".

وأضاف أنه "نحيي الذكرى 18 لهبة القدس والأقصى، لأن الأقصى يحيا فينا ونحيا فيه، كيف لا وهو من أهم ثوابتنا ومعالم هويتنا وحضارتنا، والقدس تحيا فينا ونحيا فيها وهي ثابت أصيل من ثوابتنا ومعالم هويتنا ووجودنا".

وأكد أبو ليل أن "القدس والاقصى لا يقبلان القسمة ولا التفريط ولو بذرة تراب منهما، ولا نعترف بأي تغيير ولا نقبل أي صفقة يحاولون تمريرها تتنكر لحقنا الخالص فيهما فالقدس إسلامية عربية فلسطينية، والوجود الإسرائيلي في الأقصى وجود احتلالي بلا سيادة، وكل إجراءاته وتصرفاته باطلة وقمعية ظالمة، من اقتحامات صهيونية مدنسة، واعتقالات وتضييق على المسلمين واعتداءات على الحراس، وتفريغ محيط القدس والأقصى من أهله كما يمر هذه الأيام الظلم على الخان الأحمر لترحيل أهله منه بالقوة".

وعن قضية الأسرى قال إنه "لا يجوز أن تغيب ولا بد من السعي الجاد لينالوا حريتهم، وسنبقى ننتصر لحقهم في الحرية، أنتم شرف وعز وكرامة على جبين شعبنا وأمتنا".

وأشار أبو ليل إلى أنه "نحن في مرحلة حرجة وحساسة في تاريخ نضالنا إذ نشهد يوما بعد يوم تصعيدا من المؤسسة الإسرائيلية يستهدف وجودنا وهويتنا، عبر قوانين عنصرية، وعلى رأسها ‘قانون القومية’ وتُمارس في حقنا ملاحقات سياسية وتضييق ممنهج حتى نصير جسما بلا روح ومجموعة بلا هوية ولا تاريخ، فتلاحق كلمتنا وأقلامنا وصوتنا وكل نشاطات خدمة ثوابتنا".

وأبرق تحية إلى الشيخ رائد والقيادي في حركة أبناء البلد رجا إغبارية الذي يلاحق في كلمته، والشاعرة دارين طاطور التي تحررت بعد حبسها على قصيدة، و"عشاق الأقصى الذين حوكموا ظلما لمناصرتهم للأقصى فقد صدر حكم بسجن الأخ الحاج يحيى سوطري 21 شهرا قبل أيام، والأخ الدكتور حكمت نعامنة الذي نبارك له أيضا تحرره بعد 23 شهرا قضاها ظلما، وغيرهم، ما يعني أن هذه السياسة تريدنا أن ننسى ونتخلى عن واجبنا في نصرة ثوابتنا وهذا لن يكون إن شاء الله"

وختم بالقول إنه "ندعو لتوحيد الكلمة والجهود والالتزام بالإضراب الشامل مع إحياء ذكرى هبة القدس والأقصى رفضا لـ’قانون القومية’ والملاحقات السياسية، والمشاركة في المسيرة القطرية في قرية جت المثلث، يوم الإثنين (غدا)".