ايران.. بين الإرهاب والسياسة الخارجية ..الدكتور حسن مرهج

الإثنين 24 سبتمبر 2018 08:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
ايران.. بين الإرهاب والسياسة الخارجية ..الدكتور حسن مرهج



قبل الدخول في تفاصيل العمل الارهابي الذي حصل في الأهواز، هناك اسئلة تفرض نفسها بقوة في سياق التطورات التي حصلت مؤخرا في الشرق الأوسط، و هنا لا يمكن الفصل بين تداعيات انتصار محور المقاومة، و بين ما حدث مؤخرا في الاحواز، فالربط بين تسلسل الحوادث الارهابية في ايران، يقودنا مباشرة إلى جُملة من الاسئلة التي تتمحور عن التهديدات التي تحيط بإيران قيادة و شعبا، و هنا يمكننا القول بأن هذه التنظيمات الارهابية لا يمكن لها أن تقوم بأي عمل ارهابي دون تخطيط و تنسيق من المخابرات الامريكية و السعودية و الإماراتية، في هذا المعطي لا بد أن نَذكر تهديد ولي العهد السعودي لجهة نقل المعركة إلى داخل إيران، و من المؤكد أن رسالة ابن سلمان جاءت متأخرة لكنها تأتي بالتزامن مع حوادث ارهابية عديدة استهدفت مراكز حيوية في طهران، إضافة إلى مرقد الإمام الخميني، و في عمق هذه الحوادث، نقول أن هناك حرب استخباراتية تُحاك ضد ايران صاحبة الدور الاقليمي المؤثر، و التي ترمي إلى إجبار ايران بأي ثمن على تغير سياستيها الخارجية، و التي تقف فيها إلى جانب القضايا العربية المُحقة.
اذا تأملنا في طريقة الهجوم لأخير على العرض العسكري في الأهواز، فإننا نستنتج بأن هناك أيد خارجية أعطت الأوامر لتنفيذ هذا العمل الإرهابي، و في هذا رسالة من واشنطن و عملاؤها إلى القيادة الايرانية، إضافة إلى انتهاء زمن الحروب بالوكالة و الانتقال إلى المواجهة المباشرة، و من الواضح أن واشنطن و تل ابيب لا تُخفيان رغبتهما في تفجير الاوضاع في الداخل الإيراني، فبعد فشل المخطط الامريكي في سوريا و المنطقة، لا بأس من التعويض عن تلك الهزائم بضرب دول محور المقاومة من الداخل، إضافة إلى أن ايران حسمت سياسيا الكثير من الملفات المرتبطة في العراق و لبنان، و هنا نتحدث عن الانتخابات التي فاز بها مقربون من ايران، و للمفارقة أنهم ليسوا من الطائفة الشيعية، و هذا بحد ذاته انتصار استراتيجي لسياسة ايران في المنطقة، و تفوقها على السياسية الأمريكية.
في دلالات العمل الارهابي في الاهواز، نقول و بكل صراحة، بأنه امتداد للأحداث التي ضرب البصرة في الفترة الماضية، هي احداث كانت تهدف إلى حرب شيعية – شيعية، و بمباركة من القنصلية الامريكية في البصرة، لكن الوعي الشعبي قضى على الخطة الامريكية، و بالتالي فإن العمل الارهابي في الأحواز استكمالا للسياسية الامريكية في محاولة لإيجاد التفرقة بين العرب و الفرس، و هذا ما أكده المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي حين اتهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف عرضا عسكريا في مدينة الأهواز جنوب غرب البلاد، وشدد خامنئي، في بيان منشور على موقعه الرسمي، على أن هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة مؤامرات تحيكها “الدول الإقليمية دمى الولايات المتحدة”، بهدف نسف أمن الجمهورية الإسلامية، و قد أوعز خامنئي أجهزة الأمن الإيرانية بملاحقة المتورطين في الاعتداء الدامي بسرعة ومحاكمتهم، دون ذكر أسماء “حلفاء واشنطن” ، لكن في إشارة واضحة إلى خصوم إيران الخليجيين وبالدرجة الأولى السعودية، و من المفيد أن نذكر بأنه قد تم قتل ثلاثة من الإرهابيين و اعتقال أخر، و القادم من الأيام سيكشف المزيد من الوقائع حول تفاصيل هذه العملية الإرهابية.
في المحصلة، و من خلال قراءة المعطيات السياسية و الميدانية في الشرق الاوسط، يمكننا القول بأن التصعيد في داخل دول محور المقاومة سيكون عنوان المشهد القادم، لا سيما بعد الصفعة القوية التي تلقاها الغرب إبان اتفاق سوتشي حول ادلب، يضاف إلى ذلك الهزائم الاستراتيجية التي منيت بها واشنطن و أدواتها على امتداد الاقليم، و بالتالي ليس مستغربا أن نشهد بين الفينة و الأخرى حوادث ارهابية في دول محور المقاومة، هذه الحوادث المتوقعة لن تكون الا سببا للمزيد من التصدي للخطط الامريكية، اضافة إلى تأكيد المؤكد لجهة المآزق و الانكسارات التي ستكون سببا في القضاء على الإرهاب الامريكي ..  قريبا جدا.