هايلي تتجاهل دولة فلسطين.. والعالم يدعم قضيتها! هاني حبيب

الأحد 23 سبتمبر 2018 02:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
هايلي تتجاهل دولة فلسطين.. والعالم يدعم قضيتها! هاني حبيب



حاولت مندوبة أميركا لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، في جلسة المجلس المخصصة لمناقشة القضية الفلسطينية، تجاهل هذا الملف الذي يركز على الحالة في الشرق الأوسط، بدلاً من ذلك، شنت حرباً كلامية على إيران، علماً أن الولايات المتحدة تتولى رئاسة أعمال المجلس الشهر الحالي، وبعد حديثها هذا، رفعت هايلي جلسة الاجتماع.
لكن الرد جاء عاصفاً على تجاهل هايلي للقضية الفلسطينية في اجتماع مخصص لها، هذا الرد جاء أولاً من أميركا ذاتها، ومن 40 عضو كونغرس في عريضتين منفصلتين، طالب هؤلاء إدارة الرئيس ترامب التراجع عن قراراتها الأخيرة المجحفة بحق الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية، وأن سياسات التجويع تستخدم للضغط على القيادة الفلسطينية لإجبارها على الموافقة على «صفقة القرن» في حين أن إدارة ترامب فشلت بوقف السياسات الاستيطانية الإسرائيلية، بما في ذلك ما يجري حالياً في الخان الأحمر.
وكرد غير مباشر، أيضاً، على تجاهل هايلي، أكدت الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي على رفضها لكافة الإجراءات الإسرائيلية في الخان الأحمر وإدانتها لاستمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية، في حين حدد نواب أوروبيون دعوة الاتحاد الأوروبي للاعتراف الفوري بدولة فلسطين، إثر زيارة قام بها بعض النواب إلى دولة فلسطين قبل أيام.
بعد الرد الأميركي والاوروبي على تجاهل هايلي للقضية الفلسطينية، توالت الردود غير المباشرة على هذا التجاهل، فقد أعلنت روسيا على لسان مندوبها في مجلس الأمن الدولي، أن الخطوات الأميركية الأخيرة بحق دولة فلسطين ستؤدي إلى تقويض أسس التسوية السياسية، وتلحق ضرراً كبيراً بالعمل الجماعي الرامي إلى ضمان التسوية الفلسطينية ـ الإسرائيلية الشاملة في الشرق الأوسط، داعياً الولايات المتحدة إلى إلغاء كافة هذه القرارات.
عندما كان رئيس الوزراء الإسباني الحالي سانشيس في المعارضة، أعلن عن التزامه وحزبه الاشتراكي بالاعتراف بدولة فلسطين في حال وصل إلى الحكم، والآن بدأت الخطوات الجدية نحو تحقيق هذا الالتزام، إثر اللقاء الأخير بين وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي ونظيره الإسباني جوزيف يوريل، التوجه الإسباني للاعتراف بدولة فلسطين والإعلان عن ذلك في الوقت الذي تجاهلت فيه «هايلي» القضية الفلسطينية، يعتبر رداً غير مباشر على هذا التجاهل، خاصة وأن وزير الخارجية الإسباني وعد بالعمل في إطار الاتحاد الأوروبي لإقناع مزيد من الدول كفرادى، أو كمنظومة الاتحاد للاعتراف بدولة فلسطين.
وفي إطار الالتزام الفلسطيني تجاه الاتفاقيات الدولية، أنهت وزارة التنمية الاجتماعية، وتحت إشراف وزارة الخارجية والمغتربين كافة الإجراءات واجبة الاتباع لإعداد التقرير الأولي لدولة فلسطين حول اتفاقية حقوق الطفل الدولية، ومن المتوقع أن يسلم المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف الالتزام الفلسطيني. 
فبينما تعزز فلسطين دورها والتزاماتها في المنظمات الدولية وتنضم إلى معظم الاتفاقيات والمعاهدات، ما يؤهل دولة فلسطين للقيام بدورها البناء في المنظمة الدولية فإن تجاهل هايلي للمسألة الفلسطينية، يزيد بالمقابل من عزلة الولايات المتحدة على الصعيد الدولي، خاصة إثر الموقف الفلسطيني المقاطع لإدارة ترامب في سياق الخطوات الإجرامية التي اتخذتها ضد الشعب الفلسطيني.
كان هذا الأسبوع، أسبوع دولة فلسطين بالمعنى السياسي، والذي سيتكلل بخطاب الرئيس محمود عباس بعد أيام قليلة في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
Hanihabib272@hotmail.com