يديعوت: "سورية أطلقت عشرات الصواريخ بعد انسحاب الطائرات الإسرائيلية"

الجمعة 21 سبتمبر 2018 09:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT
يديعوت: "سورية أطلقت عشرات الصواريخ بعد انسحاب الطائرات الإسرائيلية"



عرب 48

قدم قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام نوركين، الخميس، تقريرا يمتد على 40 صفحة إلى كبار المسؤولين الروس في موسكو، والذي يصف النتائج التي توصلت إليها تحقيقات الجيش الإسرائيلي بشأن الغارة الإسرائيلية على ما ادعى أنها مخازن أسلحة في اللاذقية، الأمر الذي تسبب بإسقاط طائرة روسية.

ونشر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" على الشبكة جزءا من التقرير عن الغارة الإسرائيلية التي يدعي الجيش أنها استهدفت مخازن ماكنات لرفع مستوى دقة الصواريخ لدى حزب الله وفيلق القدس الإيراني.

وجاء أن التقرير عرض في جلسة خاصة عقدت في موسكو في أعقاب الأزمة التي نشأت بين إسرائيل وروسيا، بسبب اتهامات الأخيرة لإسرائيل بالمسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية "IL-20" بعد وقت قصير من الهجوم، ومقتل 15 جنديا روسيا كانوا على متنها.

وفي حين يدعي الجيش الإسرائيلي أن عدم إسقاط طائرة أجنبية حتى اليوم بالنيران السورية العشوائية هو "معجزة"، فإنه لا خلاف بين روسيا وإسرائيل على أن النيران التي أسقطت الطائرة هي نيران المضادات السورية.

وادعى التقرير أن جهاز التنسيق بين الجيشين الإسرائيلي والروسي، قبل الهجوم، عمل بموجب تعليمات محددة ومنظمة، كما حصل في أكثر من 200 غارة إسرائيلية في السنتين الأخيرتين، مع التأكيد على الجدول الزمني للحتلنات التي سبقت العمليات.

كما ادعى التقرير، أن منظومة الدفاعات الجوية السورية قامت بتفعيل عدة بطاريات مضادة للطائرات منتشرة في أنحاء سورية. وأن هذه البطاريات أطلقت نيرانها لمدة تزيد عن نصف ساعة، في الوقت الذي عادت فيه الطائرات الإسرائيلية إلى البلاد.

وبحسب التقرير، فإن إطلاق النيران السورية، بموجب خرائط الجيش الإسرائيلي التي عرضت على الروس، لم يبق مجالا للشك في أنه شمل إطلاق عشرات الصواريخ من نماذج مختلفة، بينها "SA-5"، وهو صاروخ كبير ومتطور، وهو الذي تسبب بإسقاط الطائرة الإسرائيلية "أف 15" في شباط/فبراير الماضي.

وبحسب خرائط الجيش الإسرائيلي فإن إطلاق النيران كان في كل الاتجاهات، حيث تدعي أن الدفاعات الجوية أطلقت النيران جنوبا باتجاه لبنان، وشرقا باتجاه العمق السوري، وأيضا باتجاه الغرب حيث كانت تحلق الطائرة الروسية التي أسقطت.

وادعى الجيش الإسرائيلي أن اتجاهات إطلاق النيران تؤكد أن عملية الإطلاق كانت "عشوائية".

كما تضمن التقرير صورا التقطتها الأقمار الصناعية للمواقع السورية التي تم استهدافها، والتي يدعي الجيش الإسرائيلي أنها مصانع عسكرية مخصصة لرفع مستوى دقة الصواريخ، وليس مصانع ألمنيوم كما يقول النظام السوري.

وبحسب الصحيفة، فإن كبار المسؤولين في سلاح الجو الإسرائيلي عرضوا على نظرائهم الروس "المشكلة الكبرى"، والتي قد تتكرر مستقبلا، حيث تشير معطيات الجيش إلى أنه حتى شباط/فبراير الماضي، فإن الدفاعات الجوية السورية أطلقت بضعة صواريخ مقابل الغارات الإسرائيلية، وفي بعض الأحيان تم تفعيل بطارية واحدة مضادة للطائرات. ولكن، حصل تحول في شباط/فبراير، حيث أسقطت طائرة "أف 16" إسرائيلية في الجليل بواسطة صاروخ مضاد للطائرات، بعد اعتراض طائرة مسيرة إيرانية دخلت أجواء البلاد.

وفي هذا السياق، يدعي التقرير العسكري الإسرائيلي أن إسقاط الطائرة الإسرائيلية "فتح شهية" العاملين في الدفاعات الجوية السورية، حيث تسارعت عملية إعادة التسلح بالصواريخ الجديدة والبطاريات المتطورة، بعد أسابيع من تدمير عدد كبير من بطاريات الصواريخ في أعقاب إسقاط الطائرة الإسرائيلية.

ويضيف التقرير، أنه منذ شباط/فبراير، ارتفع عدد الصواريخ المضادة للطائرات والتي يتم إطلاقها باتجاه الطائرات الإسرائيلية، ووصل أوجه في العاشر من أيار/مايو الماضي، حيث تم إطلاق أكثر من 170 صاروخا باتجاه عشرات طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي استهدفت أكثر من 50 موقعا في أنحاء سورية.

وجاء أيضا أن أنه في الغارات الإسرائيلية اللاحقة أطلقت كميات كبيرة وغير عادية من الصواريخ المضادة للطائرات.

وأضاف أن جهاز التنسيق بين الجيشين الإسرائيلي والروسي يعمل في مثل هذه الأوضاع، إلا أنه اشتمل على أخطاء أدت إلى هذه النتائج الخطيرة. وسوف تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية من خلال التنسيق مع الروس، ولكن من غير المستبعد أن تؤدي الحادثة الأخيرة إلى تشجيع السوريين والإيرانيين وحزب الله على التصعيد ضد إسرائيل في الهجمات القادمة.

وعلى صلة، ادعى وزير الشؤون الاستخبارية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في مقابلة مع موقع "يديعوت أحرونوت" إنه "تم اعتقال الذين أطلقوا النيران في سورية، من قبل الروس أو السوريين، ولكن كان هناك دور روسي، على ما يبدو".

كما سبق وأن ادعى كاتس، في مقابلة مع "إذاعة الجيش"، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رفض الرد على اتصالات الرئيس السوري، بشار الأسد، بعد إسقاط الطائرة الروسية. على حد قوله.