تطبيق "الراصد": التكنولوجيا ملاذًا للسوريين من القصف العشوائي

الجمعة 14 سبتمبر 2018 01:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
تطبيق "الراصد": التكنولوجيا ملاذًا للسوريين من القصف العشوائي



سوريا / سما /

بعد أن تحوّلت الضربات الجوية واقع يوميًّا للسوريين، القاطنين في مناطق سيطرة المعارضة المسلّحة بشكل خاصّ، التي تتعرّض للقصف بوتيرة تظل مفاجئة مهما استمرت، يصير تطبيق مثل "الراصد" ملاذًا للسوريين؛ إذ يوفّر التطبيق الذي طوّره مبرمجان أميركيّان معلوماتٍ حول الطائرات العسكرية والضربات الجوية المحتملة.

ويعتمد برنامج "الراصد" على مراقبين يدونون ملاحظات حول أي طائرة يرونها، ووضع تفاصيل حول اتجاهها والمكان الذي شوهدت منه في الأماكن المخصصة لها في التطبيق، ليعالجها البرنامج ويقوم بحساب سرعتها ومسارها، ومن ثمّ يقوم بإطلاق تحذيرات عبر رسائل في "فيسبوك" و"تليغرام" و"تويتر"، كما يقوم بإطلاق صفارات إنذار مدوية عبر المدن التي تقع على مسار الطائرة، والتي تسيطر عليه المعارضة السورية المسلحة.

وتقول أميّة لوكالة الأنباء "رويترز"، إنّ التحذير الأساسي من وقوع ضربةٍ ما، قبل استخدام "الراصد"، كان سماع أزيز الطائرات نفسها قريبةً من المنطقة، ليبدأ مباشرةً بعدها وابل القصف العشوائي، ويكون الأوان قد فات على اتخاذ أية تدابير للاحتماء من القصف.

وقالت أمية إنها شاركت في دورة تدريبية لاستخدام تطبيق "الراصد"، والتي أدارها متطوعون، وشرحوا فيها أفضل السبل للنجاة من الضربات الجوية، كأن يتم فتح النوافذ تحسّبًا لأن يؤدي الضغط الذي تولّده الانفجارات إلى تحطّم الزجاج، وأنّ دورة المياه في وسط المنزل هي أفضل أماكن الاختباء.

كما أرشد المتطوّعون أحفاد أمية الستة، الذين نزحوا معها من حلب إلى ريف المحافظة الشمالي، بعد وفاة آباء ثلاثة منهم. وتقول إحدى المتطوعات وتدعى نائلة لـ"رويترز" إنّها قامت بتدريب الأطفال مع بقية المتطوعين، وعلّموهم كيفية الاختباء تحت الطاولات في المدرسة مع اتخاذ وضعية الجنين، إذا ما سمعوا صوت صفارة الإنذار، أو التوجه مع معلميهم إلى الأقبية في حال وصلهم الإنذار مبكّرًا.

وأشارت نائلة إلى أن النساء كن من الأهداف الرئيسية للحملة ، قائلةً إنّ "النساء يحملن دائمًا جوالاتهن معهن، الأمر الذي يحتّم وصول الرسائل إليهن أينما كنّ".

وقال أحد مصممي التطبيق، جون يجر، الذي صممه مع شريكه ديف ليفين، إنّه أدرك "أن أكبر خطر يهدد السلام داخل سوريا هو القصف العشوائي للمدنيين... فكرنا ببساطة أن هناك المزيد الذي يمكن للمجتمع الدولي أن يفعله وعليه أن يفعله لتحذير المدنيين سلفا من هذا العنف العشوائي".

فقد عمل يجر من قبل مع مدنيين سوريين ضمن عمله في وزارة الخارجية الأميركية، وقال إنّ شركته، "هالا سيستيمز" التي أسسها مع ليفين، قد تلقّت دعمًا وتمويلًا دوليًّا، من عدة دول بينها بريطانيا وكندا وهولندا والولايات المتحدة، عدا عن الدعم الذي قدّمه أفراد مانحون.

ويتعاون موظفو الخوذ البيضاء العاملون في مناطق سيطرة المعارضة مع الراصد لتشغيل صفارات تحذير من الغارات الجوية.

وقال ممرض يعمل في مشفى ميداني خارج حلب، ويدعى يوسف، إنّه قبل استخدام تطبيق "الراصد" كانت معرفة القوات الطبية بوقوع قصف ما منوطةً بوصول إصابات إلى المشفى، "أما الآن عن طريق خدمة ‘الراصد‘ صار بإمكاننا معرفة أماكن الضربات الجوية في لحظة وقوعها، لنتوجه فورًا إلى مكان القصف ونعالج الإصابات الناجمة عنه"؛ موضّحًا أنّ عملهم صار يعتمد بشكل أساسي لعى استعمال تطبيق "الراصد".

وقال المؤسس المشارك لـ"هالا سيستمز"، لفين، إنه بالإضافة لتحذير الناس من الهجمات المفاجئة فإن البرنامج قد ساعد أيضًا في إخطار الناس بفترات هدوء وجيزة خلال هجمات طويلة، فعلى سبيل المثال، اعتمد المدنيون على "الراصد" من قبل لتحديد أوقات خروجهم من الأقبية والملاجئ لجلب الأغذية والمياه، أثناء هجوم النظام على الغوطة.

وقال لفين "منحنا ذلك شعورًا كبيرًا بالارتياح لأننا كنا حقًّا مؤثرين، حتى عندما كانت السماء تمطر قنابل".