صحيفة: حماس تفقد الأمل في المصالحة والتشاؤم يسيطر عليها في ظل شروط أبو مازن

السبت 08 سبتمبر 2018 02:55 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة: حماس تفقد الأمل في المصالحة والتشاؤم يسيطر عليها في ظل شروط أبو مازن



غزة / سما /

تسود حال من التشاؤم أوساط قيادة حركة حماس في قطاع غزة، في ظل الشروط التي يضعها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإتمام المصالحة، برعاية مصرية، واشتراطه أن تكون قبل أي اتفاق تهدئة مع إسرائيل، علماً بأن جهات مانحة تربط تنفيذ مشاريع في غزة بوجود حكومة شرعية في القطاع.

وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن قيادة «حماس» تعتبر شروط عباس «تعجيزية»، خصوصاً ما يتعلق منها بسلاح جناحها العسكري، وقدراته المتعلقة بالأنفاق والصواريخ وغيرها، وأكدت أن قيادة الحركة أبلغت المسؤولين المصريين برفضها التنازل عن سلاحها وممتلكاتها العسكرية.

وتابعت المصادر ذاتها أن الحركة تنظر في إيجاد بدائل للتعامل مع الوضع المعقد سياسياً، في ظل التعنت الإسرائيلي في التماشي مع المقترحات التي وضعت للتوصل إلى اتفاق تهدئة، وتراجعها عن بعض البنود التي كان قد تم الاتفاق عليها بشكل مؤقت.

وأشارت المصادر إلى أن الموقف الإسرائيلي جاء تزامناً مع مؤشرات إلى تراجع في الرؤية المصرية للوضع الفلسطيني، وتحديداً ما يخص إنجاز المصالحة قبل ملف التهدئة، وذلك تماشياً مع نظرة الرئيس محمود عباس، وهو أمر شكّل مزيداً من التعقيد في المواقف والرؤى لدى «حماس».

ويؤكد صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، أن حركته فقدت الأمل من إمكانية نجاح المصالحة، في ظل وجود الرئيس محمود عباس، قائلاً في لقاء متلفز مع فضائية «الأقصى»، التابعة للحركة: «لا أمل في أن نتصالح مع شخص يعزل غزة، ويبيع القضية»، في إشارة إلى الرئيس الفلسطيني. واتهم البردويل عباس بأنه يريد الهيمنة على القرار الفلسطيني، وبأنه يضغط على مصر لربط قضية التهدئة بإنجاز المصالحة، وشدد على أن الحركة «ذاهبة إلى كسر الحصار عن غزة، سواء وافق عباس أو لم يوافق على ذلك»، وأضاف: «غزة لن تتسول رفع الحصار عنها، ورجالها سينتزعونه بدمائهم».

واتهم هذا القيادي في «حماس» الرئيس عباس بأنه رفض كل مباحثات الفصائل، وأفشل الجهود المصرية لإنهاء حصار غزة، وتابع أن عباس ضغط على الجانب المصري لربط التهدئة بالمصالحة والتمكين.

ودعا البردويل الشعب الفلسطيني والفصائل إلى رفع الغطاء عن أي إجراء سيتخذه الرئيس عباس بتمثيله الفلسطينيين، سواء في الأمم المتحدة أو غيرها، قائلاً: «يجب أن نطرق كل الأبواب لرفض أن يمثل محمود عباس الشعب الفلسطيني، نحن لا نعترف بكل ما تنازل عنه أبو مازن، ويجب ألا يذهب مستريحاً إلى الأمم المتحدة»، وأضاف: «واضح أننا أمام شخصية تعاكس المنظمة (منظمة التحرير) وحماس والجبهات وكل الفصائل الفلسطينية؛ إذن ليس من حقه أن يمثل الشعب الفلسطيني».

وتتزامن تصريحات البردويل مع شن وسائل إعلام حركة حماس حملة إعلامية كبيرة ضد الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية، إذ عادت إلى استخدام مصطلحات كانت تستخدمها في الفترة التي تزامنت وتلت استيلاء الحركة على قطاع غزة، مثل «سلطة التنسيق الأمني»، في إشارة إلى تنسيق السلطة الفلسطينية وإسرائيل أمنياً.

واستضافت وسائل إعلام «حماس» في الأيام الأخيرة شخصيات فلسطينية وعربية ودولية غير مرموقة، ولكنها سياسية من نواب وأعضاء أحزاب ذات شعبية ضئيلة، في إطار حملتها لتجنيد رأي عام معارض لعباس، فلسطينياً وعربياً ودولياً.

وسلطت الضوء في لقاءاتها مع تلك الشخصيات على تصريحات الرئيس عباس حول رؤيته للسلام مع إسرائيل، محاولةً استغلال رفض تلك الشخصيات السياسية لأي مفاوضات مع إسرائيل، من خلال مهاجمة فكر الرئيس الفلسطيني.

وتحاول «حماس»، من خلال وسائل إعلامها، جر تلك الآراء لصالحها، بشأن النزاع حول شرعية منظمة التحرير الفلسطينية من جهة، والرئيس عباس من جهة أخرى، خصوصاً في ظل حالة النزاع بين «حماس» و«فتح» على ضرورة أن يكون وفد المنظمة هو المسؤول عن أي تهدئة مع إسرائيل، كما جرى إبان مفاوضات حرب 2014.