لحياة زوجية ناجحة.. الفتاة البالغ الرشيد الأصلح للزواج

الإثنين 27 أغسطس 2018 01:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
لحياة زوجية ناجحة.. الفتاة البالغ الرشيد الأصلح للزواج



وكالات / سما /

إذا كان الله عز وجل قد شرع الزواج وجعله ميثاق غليظ ورباط مقدس لضمان استقرار الحياة الزوجية وحماية الكيان الأسري من التصدع والانهيار وبعد أن تعالت مؤخرا الأصوات التي تنادي بالمطالبة باستصدار قانون لرفع سن الزواج من 18 إلى 21عام أى بلوغ سن الرشد. فإن غايه ما نود توضيحه أن الفتاة البالغ الرشيد هي وبلاشك الأصلح للزواج من الفتاة القاصر حيث أن للزواج مقومات يجب توافرها ومسئوليات يلزم تحملها مما يتطلب ضروره مراعاة السن المناسب لزواج الفتاة حتي تكون مؤهلة لأداء دورها بكفاءة كشريكة حياة في مؤسسة زوجية ناجحة حيث ثبت أن زواج القاصرات في كثير من الحالات يؤدي إلى مواجهه العديد من المشكلات الاجتماعية نتيجة زواجهن في سن مبكرا وقبل بلوغهن لسن الرشد وإذا كانت الدراسات الاجتماعية قد أكدت أن المرأة هي التي تتحمل النصيب الأكبر في تغيير نمط الحياة الزوجية إلي الأفضل فإن أساتذه علم النفس الاجتماعي قد أفادوا بأن ذلك يرتبط ارتباطا وثيقا بمدي اكتمال النضج العقلي والعاطفي للفتاة وأيضا اتزانها الانفعالي وتوازنها النفسي وذلك غالبا مايتوافر وجوده في الفتاة ذات الشخصية السوية بعد بلوغها لسن الرشد. هذا ما أكده د.سيد حسن السيد الخبير الدولي للإتيكيت وآداب السلوك بوسائل الإعلام والمحاضر بالمراكز التدريبية المتخصصة في علم الإتيكيت ولتوضيح أهمية رفع سن الزواج إلى 21 عام يقدم لنا هذا الأسبوع د.سيد حسن السيد النصائح التاليه:-

1 _ زواج القاصرات أصبح من الظواهر السلبية التي قد تفشت في بعض المجتمعات بسبب المفاهيم الخاطئة المتوارثة والتي يجب أن تتغير فكم من رجال يفضلون الزواج من فتيات قاصرات لكونهن الأكثر حيوية ونشاط وأنوثة متدفقة تزيد من متعتهم الجسدية وإشباع رغبتهم الجنسية ولكن هؤلاء الأزواج سرعان مايكتشفون أن حلاوة الروح أفضل من جمال الخلقه ورجاحة العقل خير من فتنه الجسد. إن الزوجه لم تخلق لمجرد إشباع الرغبه الجنسية للزوج دون غيرها من الحاجات النفسية والاجتماعية التي يحتاج الزوج لإشباعها، كما أن الزوجة أيضا من حقها كأنسانة إشباع تلك الرغبات والحاجات ولاسيما أن هناك نوع من الأزواج لايعرفون الفرق بين عالم الإنسان وعالم الحيوان في العلاقات الزوجية. إن دور المرأه في المجتمع لايقتصر على كونها زوجه وأم مهمتها الانجاب فقط حيث أنها أيضا تشارك الرجل من أجل النهوض بالمجتمع فقد استطاعت أن تؤدي دورها بجداره في هذا المجال بعد أن تعلمت وحصلت على أعلي الدرجات العلميه وتقلدت أرفع المناصب القيادية فضلا عن مشاركتها للرجل في الحياة السياسية ورغم ذلك فإنه هناك ثقافة خاطئة عن الزواج مازالت راسخه في أذهان البعض وهي تزويج الفتيات في سن مبكرة دون استكمال التعليم مع كثره عدد المواليد وهذا المفهوم سائدا في بعض القري بنسبة أكبر من المدن مما أدي إلي ارتفاع معدل الزيادة السكانية ومايصاحب ذلك من مواجهة المجتمع لعديد من المشكلات منها كيفيه توفير احتياجات تلك الزيادة السكانية من طعام وتعليم وصحه ومسكن ومن المشكلات المترتبه علي عدم تنظيم النسل مع انخفاض دخل الأسرة هي الآثار السلبية التي تنعكس علي الأبناء خلال تنشئتهم الاجتماعية من حيث التقصير في رعايتهم والعناية بهم وعدم تربيتهم التربية المجدية فضلا عن تسربهم من التعليم مع عدم متابعتهم وارشادهم ممايعرضهم للانحراف السلوكي حقا إن الأم هي المدرسه التي تعد الأجيال الصالحة الصاعدة التي تبني حضارات الشعوب وتلك حقيقه مؤكده إلا أن مقومات شخصية الفتاة التي تصلح لأن تكون زوجة وأما ميثالية قد اختلفت عما كانت قديما نتيجه تأثر العديد من الفتيات الآن بالمفاهيم المغلوطة عن الزواج التي أفرزتها المتغيرات العصرية والتي أدت إلي تراجع التواصل والترابط الاجتماعي بين جيل الفتيات الحالي وجيل الأمهات والجدات اللاتي كن يؤهلن الفتيات قبل الزواج منذ الصغر بتوعيتهن وتعريفهن بالواجبات والحقوق الزوجية وكيفية إداره المنزل والتدبير المنزلي وتربية الأبناء وكيف يمكن المحافظه علي الكيان الأسري كما أن الزوجات قديما كانت تلجأن إلي الأمهات والجدات كمصدرا للمعرفه للاستفادة من نصائحهن في حل جميع المشكلات الزوجية وذلك ماتفتقده الآن الزوجات ولاسيما القاصرات اللاتي لا تفقهن شيئا عن الحقوق والواجبات الزوجية مع فقدانهن القدرة علي تحمل مسئوليات الزواج وذلك هو جوهر المشكلة.

2 _ الزواج في مرحلة المراهقة ودون اكتمال النضج العقلي والعاطفي مع استمرار انشغال الجيل الحالي بعالمهم الافتراضي نتيجه استخدامهم الدائم لشبكات التواصل الاجتماعي لدرجه الادمان ومايترتب عليه من آثار سلبية باتت تهدد الحياة الزوجية وأصبحت من الأسباب الرئيسية لارتفاع نسبة طلاق الزوجات ولاسيما القاصرات وذلك وفقا لما أكدته مراكز البحوث الاجتماعيه. ورغم حملات التوعية المستمرة لمنع زواج القاصرات فإن الأمر يتطلب ضرورة إعاده النظر في القانون الحالي الذي يبيح الزواج لمن بلغ سن 18عام بأن يتم رفع سن الزواج إلى 21 عام حيث أن سن الرشد هو الأنسب للزواج وتحمل الفتاة لمسئولية تكوين أسرة والقدرة علي القيام بأداء الواجبات الزوجية مع تنظيم النسل وممارسة الأمومة بوعي وادراك بأهمية دورها كأم نحو أبنائها _ إلا أن بعض المعارضين لرفع سن الزواج إلي21 عام يعللون رفضهم بأن ذلك سيترتب عليه لجوء البعض للزواج العرفي كنوع من التحايل والالتواء علي القانون إذا تم صدوره وهذا التعليل علي سبيل التعميم قد جانبه الصواب حيث ثبت أن هناك أسباب كثيرة أخرى غير ذلك للزواج العرفي منها عدم الرغبه في إعلان الزواج لأن هناك زوجة ترغب في استمرار صرف معاش عن والدها المتوفي أو إصرار زوجه علي الاحتفاظ بأبنائها من زوج آخر طلقت منه أو لرغبه أحد الأزواج في عدم إعلان زواجه من زوجة أخري ومن الأسباب الأخري للزواج العرفي هو وجود فوارق كبيرة طبقية أو اجتماعيه بين الزوجين ويخشي من افشاء ذلك. لذا فإنه إذا تمت الموافقه علي رفع سن الزواج إلى سن الرشد يمكن إضافة نص صريج في ذات القانون يجرم الزواج العرفي إذا تم علي سبيل التحايل بتاريخ لاحق لتاريخ القانون الصادر مع تشديد العقوبة علي المخالف علي سبيل الردع.

3 _ إذا كان قانون الأحوال الشخصية لايبيح للشخص القاصر التصرف في أمواله الخاصة ولايحق له ادارتها بنفسه أو القيام بإجراء أيه تعاقدات قانونية فكيف يمكن للقاصر دون بلوغها لسن الرشد القيام بإدارة شئون الأسرة وتحمل مسئولياتها وتربية الأبناء التربيه السليمة وهل يجوز أن يكتب بوثيقة الزواج بجانب اسم الزوجه أنها البكر الرشيد وهي لم تتجاوز 18 عام فضلا عن أن زواج الفتاه قبل سن الرشد يحرمها من أن تعيش أهم مرحلة من مراحل حياتها الطبيعية وهي المراهقة وللعلم فإن معاملة المراهق تحتاج إلي نوع من الصبر والحكمه من جانب المحيطين به فهل أزواج المراهقات سيتفهمون ذلك وأن للمراهقات حاجات نفسية يحتاجن إلي اشباعها ومنها الرغبة في إثبات الوجود وتكوين صدقات مع أقرانهن في ذات مراحلهن العمرية هذا إلى جانب إحساسهن الدائم بالزهو وحب الظهور وتقليد الآخرين والتهافت علي مستحدثات الموضات وعدم قبول النصح بسهولة وقد تزداد لديهن حدة العناد في كثير من المواقف مع ميلهم إلي التحرر والانطلاق والترويح عن النفس فضلا عن رغبتهن في الخروج للتنزه والتسوق بصفه مستمره لذا فإنه غالبا ماتشعر الفتاة المتزوجة وهي في مرحله المراهقة أي القاصر بأن الزواج بالنسبة لها مجرد قيد يعوق سير حياتها الطبيعيه وخاصه إذا كان الزوج غير متفهما لطبيعه تلك المرحلة التي تمر بها زوجته المراهقة ومن هنا تبدأ المشكلات التي تهدد تلك الزيجات بالانهيار. إذا كانت الفتاة قبل سن الرشد بالغة وصالحة فسيولوجيا للزواج والإنجاب فأنها غير مهيئه نفسيا لتحمل مسئوليات الزواج واستقرار الحياة الزوجية.

4 _ إن الحكمة من رفع سن الزواج إلي 21 عام من الناحية النفسية والاجتماعية هو اكتمال تكوين شخصيه.الفتاه التي تستطيع أن تستقل بتفكيرها وسلوكها بما يمكنها من أن تتصرف بوعي وحكمة في شئونها الخاصة وشئون زوجها وأبنائها دون اندفاع أو تهور كما أنها تستطيع التحكم في نفسها بكظم الغيظ وأن تلتمس الاعذار لمن تتعامل معه داخل أسرتها وكذلك المحيطين حولها سواءا من أهل الزوج أو أهلها أو الأقارب مع الاحتفاظ بالخصوصيات الزوجيه وعدم السماح لأحد لاختراقها وذلك يصعب حدوثه في سن المراهقه لأنه يتسم بالاندفاع وعدم النضج العاطفي مما يجعل الزوجة القاصرر تواجه العديد من المشكلات التي تبدا بالخلافات والمشاحنات الزوجية بينها وبين الزوج وعن أهمية رفع سن الزواج من أجل تطوير الذات فإن ذلك يتيح الفرصة للفتاة لاستكمال الدراسه الجامعية دون الانشغال بمسئوليات الزواج حيث أن حصولها علي مؤهل عالي له مردود ايجابي بعد الزواج ينعكس أثره علي أسلوبها في تربية الأبناء فضلا عن تمكنها من تحقيق ذاتها وأحلامها في حياتها العملية كما أن الفتاة البالغ الرشيد المتعلمه والمثقفه تختلف عن الفتاة القاصر في طريقه التفكير والاهتمامات والآراء عند الحكم على الأشخاص وأيضا في حاله اتخاذ القرارات التي تحتاج إلي تروي وعدم اندفاع.

5 _ حقا أن الفتاة البالغ الرشيد هي الأصلح للزواج من القاصر فكم من زوجات قاصرات أنجبن أطفالا وهن مازلن أطفالا أو مراهقات وفي حاجه إلي أن يعشن تلك المراحل العمرية دون تحميلهن بمسئوليات زواج تفوق حد طاقتهن غالبا ماقد تؤدي إلى طلاقهن - ليت أولياء أمور الفتيات الفاصرات الراغبون في تزويجهن يتخلصون من مفاهيمهم الخاطئة المتأثرة بالأقوال والأمثال القديمة التي مازال يتم ترديدها وهي: ( البنت لازم تتستر قبل مايفوتها سن الزواج - ظل راجل ولاظل حيطه - زواج الندامه ولاقاعده الخزانه) لعل هؤلاء يتذكرون جيدا قول رسول الله ( صلي الله عليه وسلم): "النساء شقائق الرجال".

6 - إذا كان بعض أولياء الأمور يتسرعون في زواج فتياتهم مبكرا خشية من العنوسة فإن قاعدة الخزان ( عدم زواجهن) أفضل من زواج الندامة إذا تسبب في طلاقهن بعد انجاب أطفال وللعلم فإنه لم يعد هناك وجود لكلمة عنوسة في قاموس حياة العديد من الفتيات الآن بعد حرصهن علي المحافظه علي حيويتهن ورشاقه قوامهن ونضاره بشرتهن كما أن أنوثة الفتاة لايجب أن يتم عرضها معرض السلع التي يتم تداولها في الأسواق حيث أن الممنوع مرغوب إذ أن الأنوثة التي تكمن في قوة شخصية الفتاة وجاذبيتها وحيائها وحواراتها الجادة المهذبة الخالية من الخضوع بالقول خير من أنوثتها التي تظهر سحر جمالها، حقا إن زواج القاصرات يعتبر عودة لعصر الجواري الذي كانت فيه المرأة تباع وتشتري في الأسواق وهي مسلوبة الإرادة كزواج بعض الرجال المسنين من فتيات صغيرات مقابل سداد حفنة من المال لولي الأمر لذلك فقد آن الأوان لرفع سن الزواج إلى سن الرشد حتي لاتحرم الفتاة من حقها في قبول الزوج المناسب أو رفضه إذا كان اختياره غير سليم.