"مسارات" يطلق الدورة الخامسة من البرنامج التدريبي "التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات"

الأحد 19 أغسطس 2018 12:05 م / بتوقيت القدس +2GMT



البيرة / سما /

أطلق المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات) الدورة الخامسة من البرنامج التدريبي "التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات"، وذلك في مقرّي المركز في البيرة وغزة عبر نظام "الفيديو كونفرنس".

ويرمي البرنامج إلى تدريب مجموعة من الباحثين/ات على مهارات التفكير الإستراتيجي، وتحليل وإعداد السياسات، ووضع خطط عمل إستراتيجية تتعامل مع قضايا مختلفة، وتعوض النقص في توفر مهارات وقدرات بحثية، خصوصًا لدى الجيل الشاب. وينقل هذا البرنامج الباحث من مستوى البحث الأكاديمي والخاص بالتشخيص والتوثيق والفهم إلى إطار البحث التطبيقي القائم على التخطيط ووضع برامج العمل التنفيذية، وليس فقط البحث العلمي التقليدي.

كما يهدف إلى تعزيز التفكير الإستراتيجي بشأن آفاق حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتعزيز المشاركة الديمقراطية والسياسية للشباب، من خلال الاستمرار في تعزيز وتنمية التفكير الإستراتيجي لدى الشباب ومشاركتهم في بلورة واقتراح الخيارات والبدائل المتاحة أمام الفلسطينيين، إضافة إلى تطوير المهارات الوظيفية لمجموعة جديدة من الكوادر البحثية الشبابية، بما يسهم في تطوير الإنتاج الفكري الجاد والمهني.

وافتتح البرنامج هاني المصري، مدير عام مركز مسارات، منوها إلى أنه في دورته الخامسة استفاد من خبرات وتجارب الدفعات السابقة، وراكم على إنجازاتها، داعيًا المتدربين/ات إلى إبداء الملاحظات والاقتراحات من أجل تطوير البرنامج ليساهم في سد ثغرة يعاني منها الفلسطينيون في مجال السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي. وأعرب عن الشكر لجميع من ساهم في تطوير البرنامج، لا سيما فريق الإشراف والتدريب، وطاقم "مسارات" في البيرة وغزة، ومصمم منصة التعلم الإلكتروني عبد المنعم صالح.

وقال المصري إن اختيار المقبولين/ات من بين عدد كبير من المتقدمين المتميزين كانت عملية صعبة، بسبب الإقبال الواسع على الالتحاق بالبرنامج والمنافسة الشديدة، ما أدى إلى زيادة العدد عما كان مقرر له، وهذا يدل على أن البرنامج يلبي حاجة حيوية للمجتمع الفلسطيني، ويكسب المشاركين/ات مهارات تمكنهم من تطوير أدائهم، ما يشكل نموذجاً يدفع آخرين للتقدم لهذا البرنامج.

وتطرق خليل شاهين، مدير البرامج  في المركز، إلى ما حققه البرنامج منذ اطلاقه، حيث تخرَج منه العشرات من الباحثين والباحثات ممن يمتلكون أدوات ومهارات التفكير الإستراتيجي وتحليل وإعداد السياسات والدراسات المستقبلية، والعديد منهم يعمل في مؤسسات القطاع العام والبلديات والمؤسسات البحثية والأهلية، الأمر الذي يساهم أيضا في تطوير أداء هذه المؤسسات.

ودعا شاهين المشاركين والمشاركات إلى الاستفادة من جلسات التدريب الوجاهية، والعمل على تطوير معارفهم وقدراتهم من خلال بيئة التعليم الافتراضي التي يوفرها البرنامج. وأشار إلى دور منتدى الشباب للسياسات الذي بات يضم العشرات من خريجي البرنامج من الجنسين، وينشط في إنتاج العديد من أوراق الموقف والسياسات المنشورة على موقع "مسارات".

بدوره، قال سلطان ياسين، عضو مجلس أمناء مركز مسارات، منسق البرنامج، إنه تم قبول 39 متدربًا/ة وفق معايير عدة من أصل 160 متقدما/ة من الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48، وبين أنه تم تصميم البرنامج ليتم تنفيذه من خلال بيئة التعلم المهجن (Blended learning)، من حيث وجود لقاءات وجاهية "صفية" – لقاء وجاهي واحد في الأسبوع، ولقاءات إلكترونية تتيح للمتدرب التفاعل معها عن بعد وتلقي التغذية الراجعة والإشراف من قبل المدرب، بواقع 180 ساعة تدريبية على مدار ثمانية أشهر، ومثلها من خلال بيئة التعلم الافتراضي، إضافة إلى تنظيم طاولات حوار مستديرة متخصصة طيلة فترة تنفيذ البرنامج.

وأضاف ياسين أن هذا البرنامج يقدم نموذجًا رياديًا لتنمية مهارات التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات ليس في فلسطين فحسب، بل على مستوى المنطقة العربية، مضيفًا أن البرنامج يعطي للمركز فرصة لتعزيز دوره كمركز للتفكير الإستراتيجي، وفرصة أخرى للمتدربين/ات لإنتاج أوراق تحليل سياسات وتقدير موقف وأوراق حقائق بما يعالج القضايا العامة والخاصة التي تتعلق بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.

وبيّن صلاح عبد العاطي، مدير مكتب "مسارات" في غزة، أن هذا البرنامج يشكل فرصة للتعلم وتبادل الخبرات، واكتساب مهارات جديدة في مجال رسم السياسات والتفكير الإستراتيجي، معربًا عن أمله بأن يساهم هذا البرنامج في تجديد الفكر السياسي الفلسطيني من خلال تنمية التفكير الإستراتيجي لدى الشباب ومشاركتهم في بلورة واقتراح الخيارات والبدائل، بما يخدم بلورة إستراتيجات فلسطينية جديدة وفي إعادة بناء المؤسسات الوطنية على أسس ديمقراطية.

ودعا عبد العاطي المشاركين/ات إلى الاستفادة مما توفره جداريات التدريب متعددة المحتوى من فرصة كبيرة لامتلاك معارف ومهارات جديدة، سواء خلال الجلسات الوجاهية، أو جلسات التفاعل الإلكتروني، مؤكدا على أهمية الالتزام بروح العمل الجماعي في تطوير أوراق السياسات والحقائق خلال فترة البرنامج.

وأكد عماد أبو رحمة، المستشار في مركز مسارات، على أهمية البرنامج في رفد البيئة البحثية والسياساتية الفلسطينية بباحثين/ات على درجة عالية من امتلاك المعرفة والمهارات في مجالات التفكير الإستراتيجي وإعداد أوراق الموقف والسياسات والحقائق، وهو أمر كان يفتقر إليه المجتمع الفلسطيني رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها القضية الفلسطينية وتحتاج إلى إجابات وحلول سياساتية.

ونوه أبو رحمة إلى الاستعداد الدائم لدى مركز مسارات وفريق الإشراف والتدريب لتقديم المساعدة والدعم في مجالات البحث والسياسات والقضايا الإدارية والفنية لتمكين المتدربين/ات من تحقيق أقصى قدر من الاستفادة من البرنامج.

وعرض ياسر الحطاب، خريج البرنامج في غزة، وعضو منتدى الشباب للسياسات، تجربته خلال فترة الالتحاق بالبرنامج عام 2017، منوها إلى حرص مركز مسارات على مشاركة الباحثين والباحثات من الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48 في البرنامج، الأمر الذي يعزز الهوية الوطنية الجماعية ويوفّر فرصة للحوار على أسس من التعددية واحترام الرأي الآخر وتعزيز روح العمل الجماعي، والتعرف على هموم واحتياجات التجمعات الفلسطينية في إطار وحدة الأهداف والمصير المشترك.

ونوه إلى أهمية ما يقوم به منتدى الشباب للسياسات، حيث يوفر الفرصة لاستدامة إنتاج الخريجين/ات من أوراق تقدير الموقف وتحليل السياسات، معربا عن أمله بالتوفيق للمشاركين/ات في البرنامج في دورته الخامسة ليشكلوا بعد التخرج إضافة جديدة إلى عضوية ودور المنتدى.

وكرس اليوم الأول من البرنامج لاستعراض أهداف البرنامج وجداريات التدريب متعددة المحتوى، وأبرزها: السياق الوطني والتفكير الإستراتيجي، النظام السياسي الفلسطيني، الصهيونية ومنظومات السيطرة، السياسات العامة والباحثين الشباب، التفكير الإستراتيجي ومناهج الدراسات المستقبلية، تحليل الجمهور والسياسات، المصادر في تطوير بحوث السياسات، صنع وتحليل أوراق السياسات، تطوير أوراق تقدير الموقف، وأوراق الحقائق، وتنظيم المحتوى الإلكتروني في حملات الدعم والمناصرة.

كما جرى التطرق إلى منهجية التدريب القائمة على المشاركة الفاعلة في إطار بيئة تعلم تفاعلية مبدعة من خلال الجلسات الوجاهية وجلسات التفاعل غير المتزامن الإلكتروني، والالتزام بروح العمل الجماعي، إضافة إلى تدريب المشاركين/ات على بيئة التعلم الافتراضي خلال فترة البرنامج.