«لقاء ثلاثي» بعد غد في القاهرة يجمع فتح وحماس بإشراف مصري لإعلان جدول تنفيذ المصالحة

الخميس 02 أغسطس 2018 09:41 ص / بتوقيت القدس +2GMT
«لقاء ثلاثي» بعد غد في القاهرة يجمع فتح وحماس بإشراف مصري لإعلان جدول تنفيذ المصالحة



غزة / سما /

أكدت مصادر فلسطينية  أنه في حال تمكن المسؤولون المصريون المشرفون على ملف المصالحة، من تقريب وجهات النظر حول ورقة تنفيذ المصالحة التي قدمت أخيرا بين مواقف فتح وحماس، في اجتماعاتهم المنفردة مع الطرفين، سيصار إلى عقد اجتماع للطرفين بعد غد السبت في القاهرة، للإعلان عن الشروع في ملف المصالحة، بالتوافق على كثير من نقاط الخلاف السابقة.
ويوم أمس عقد الوفد القيادي الرفيع المشكل من قيادات وازنة من حركة حماس، لقاءاته مع المسؤولين المصريين، بعد أن وصل هذا الوفد تباعا من غزة والخارج، برئاسة صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.
وركز الاجتماع على جسر الهوة بين مواقف الطرفين حول ملفات خلافية، التي وردت في رد رسمي مكتوب سلم إلى الجانب المصري، خلال اللقاء الطويل الذي عقد مساء أول من أمس ودام لعدة ساعات، وخلال الاتصالات واللقاءات التي عقدها المصريون أخيرا، وجاءت في ضوء الورقة التي قدمت مؤخرا، وتشمل أربعة مراحل لتطبيق باقي بنود اتفاق المصالحة.

نقطتا خلاف متبقيان

وحسب المعلومات المتوفرة فإنه لم يبق سوى نقطتين خلافيتين مهمتين، هما ملف دمج موظفي غزة، حيث تقترح مصر حلا لهم سيجرى تنفيذه خلال وقت قصير، حال وافق الطرفان، إضافة إلى ملف الأمن، الذي على الأرجح سيتم إرجاء تنفيذه لمرحلة لاحقة، لكن بعد أن يجري الاتفاق على أسس حل هذا الملف، الذي يشمل توحيد أجهزة الأمن، وفق ما ورد في اتفاق القاهرة عام 2011.
وعمليا جرى حسم ملف «تمكين» الحكومة، وهو بند طالبت حركة فتح بتنفيذه بشكل فوري، كمرحلة أولى وأساسية، من عملية البدء في تطبيق المصالحة، وفق التحرك المصري الجديد، ليكون أساسا لسيطرتها على كل الوزارات بما في ذلك عمليات الجباية، للانتقال للمرحلة الثانية الخاصة بحل مشكلة موظفي غزة المعينين من قبل حماس.
وفي الأساس خصصت جلسة الحوار التي عقدت أمس بين المسؤولين المصريين وقادة حماس، لإطلاع وفد الحركة على ما دار خلال لقاء وفد فتح، خاصة وأن مسؤولي جهاز المخابرات المصرية، وضعوا بعد اللقاء الأول مع فتح «رؤية تقريبية» بين مواقف الحركتين، مستمدة من الورقة الأخيرة لتنفيذ الاتفاق.
وأعلنت حماس أن وفدا من الحركة برئاسة العاروري، وصل مساء أول من الثلاثاء إلى القاهرة ويضم أيضا موسى أبو مرزوق وحسام بدران وعزت الرشق، لينضم إليه وفد غزة المكون من خليل الحية وروحي مشتهى، الذي وصل قبل ثلاثة أيام، بناء على دعوة مصرية.
وتجرى الترتيبات حسب ما علمت «القدس العربي» حاليا في القاهرة، لعقد «لقاء ثلاثي» يجمع مسؤولي جهاز المخابرات المصرية مع وفدي فتح وحماس، السبت المقبل في حال نجحت جهود القاهرة خلال الساعات المقبلة في إقناع وفد حماس بملاحظات فتح على الورقة الأخيرة، التي تتماشى مع مضمون الاتفاق.

وفد حماس سيبقى بالقاهرة

وفي هذه الحالة سيمكث وفد حماس القيادي في القاهرة حتى السبت، ومن المحتمل أن يتم الدفع بقيادات أخرى للمشاركة في الاجتماع المقبل، على أن يعود وفد فتح برئاسة عزام الأحمد وعضوية كل من روحي مشتهى وحسين الشيخ، ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج من جديد للعاصمة المصرية.
وقال مسؤول في فتح إن وفد الحركة أبلغ بموعد عقد «اللقاء الثلاثي» في نهاية لقائه الطويل الذي استمر لعدة ساعات، مع مسؤولي جهاز المخابرات المصرية، مؤكدا أن وفد الحركة حمل «مقترحات إيجابية»، لإنهاء الخلاف وتطبيق المصالحة بشكل كامل.
ويشير إلى أن التدخل المصري الحالي، يستند إلى أسلوب وطريقة عمل جديدة، لم تكن معتادة من قبل، وتشمل التوصل خلال اللقاءات إلى وضع حلول شاملة وكاملة لجزئيات الخلاف، لضمان عدم تفجر الخلافات خلال التطبيق بين فتح وحماس، على غرار المرات السابقة.
وأكد المسؤول في فتح لـ «القدس العربي»، أن مؤسسة الرئاسة الفلسطينية شرعت باتصالات مع أطراف عربية وإقليمية مؤثرة، منذ عدة أيام من أجل دفع جهود المصالحة الحالية.
وفي سياق متصل، رفضت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار أول من أمس الثلاثاء، اقتصار حوارات المصالحة على فتح وحماس، وأكدت على ضرورة ألا تكون الحوارات الجارية في القاهرة «حوارات ثنائية»، وأن تشمل مشاركة القوى والفصائل الفلسطينية كافة، داعية إلى أن تكون مرجعية أي مصالحة هي اتفاقية «الوفاق الوطني» الموقعة في القاهرة في عام 2011.
وشددت الهيئة في بيان لها، أن تلك الاتفاقية تقوم على أساس الشراكة الكاملة في كل المؤسسات الوطنية، وعلى رأسها مؤسسات منظمة التحرير، وتشكيلها وفق مخرجات بيروت، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وثمنت الجهود المصرية المبذولة في إطار وقف عدوان الاحتلال ودعم المصالحة وكسر الحصار عن غزة، كما ثمنت جهودها المبذولة لدعم شعبنا وإنهاء معاناته الإنسانية.
ودعت إلى رفض الإجراءات المفروضة على قطاع غزة لـ «تعزيز صمود شعبنا في وجه صفقة القرن»، ولدعم مسيرة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.

المصدر : «القدس العربي»