هل تبدأ اسرائيل حربها الشاملة على غزة الجمعة القادمة؟؟

الأربعاء 18 يوليو 2018 06:55 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل تبدأ اسرائيل حربها الشاملة على غزة الجمعة القادمة؟؟



القدس المحتلة/سما/

   تزعم وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية تتعرض لضغوط شعبية لشن عدوان واسع جديد على قطاع غزة، بحجة استمرار إطلاق البالونات الحارقة من القطاع باتجاه البلدات الإسرائيلية القريبة من السياج الأمني. ورغم أن قيادة جهاز الأمن الإسرائيلي يعارضون شن حرب جديدة ضد غزة، بحسب تقارير عديدة في الصحافة العبرية، إلا أن هذا لم يمنع المسؤولين في الحكومة، بدءا برئيسها بنيامين نتنياهو، من تصعيد وتيرة التهديدات بشن عدوان ضد غزة.

ولوّح المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، اليوم الأربعاء، بأن "الأيام القريبة المقبلة ستقول إذا كان الهدوء سيسود أم سنتجه إلى تصعيد سريع وواسع". وأضاف أن "ثمة شكا ما إذا كانوا في غزة يدركون هذا الأمر، لكن الصبر الإسرائيلي انتهى"، وأن إسرائيل نقلت تحذيرات إلى حماس عن طريق عدة أطراف بينها مصر والأمم المتحدة.

وبحسب ليمور، فإن قيادة حماس تعتبر التهديدات الإسرائيلية غير جدية، وأن التدريبات العسكرية هدفها التخويف وحسب، وأن إسرائيل تنظر إلى جبهتها الشمالية، مع سورية ولبنان، فقط ولا تريد حربا مع غزة. وتابع أن "الإجماع بين صناع القرار هو أن مخزون الفرص أمام حماس انتهى".

وفي الوقت الذي تشدد فيه إسرائيل من حصارها على القطاع، آخرها تقليص كمية المواد الغذائية التي يتم إدخالها للقطاع، زعم ليمور أن "إسرائيل ما زالت لا تريد الحرب. ولهذا السبب حاولت إسرائيل بكل طريقة لجم هجمات حماس، التي بدأت بمظاهرات عنيفة عند السياج، وتلتها عمليات على طول الحدود، وإرهاب الطائرات الورقية والبالونات في الاسابيع الأخيرة".

واعتبر ليمور أن "المواجهة وشيكة"، لكنه أشار إلى أن "إسرائيل مقتنعة أن حماس لا تريد حربا واسعة". رغم ذلك، حمّل ليمور حماس مسؤولية نشوب حرب، بقوله إن "ثمة شكا ما إذا كانت حماس ستقوم بتراجع إستراتيجي، ومن هنا الاحتمال الكبير بأنه إلى جانب العوامل اللاجمة فإننا نقف أمام مواجهة في صيف 2018".

الوضع قابل للاشتعال

الغالبية الساحقة من المحللين العسكريين والأمنيين في وسائل الإعلام المركزية في إسرائيل لا تتفق مع تحليل ليمور. وكتب محلل الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، أن كثرة التهديدات الإسرائيلية "تحقق العكس وتعمل كسهم مرتد. هل بدل إظهار قوة إسرائيلية يظهر رئيس الحكومة ووزير الأمن وعمليا قيادة الجيش أيضا ضعفا. والأبرز في تهديداتهم أنهم يبثون رسالة مفادها ’أمسكوني’".

ورأى ميلمان أنه منذ الثلاثين من آذار/مارس الماضي "تدير حماس معركة ذكية تستند إلى تقديرها أن إسرائيل لا تريد حربا وحتى أنها تخشى الحرب. وحماس أيضا لا تريد مواجهة عسكرية لكنها تدرك أنها أمام فرصة ذهبية لاستغلال التصعيد من أجل تحقيق إنجازات سياسية – اقتصادية: أن ترفع الحصار وتضخ المليارات إلى غزة، لتخفف ضائقة السكان وتسمح لحماس بتحسين قدراتها العسكرية".

واتهم ميلمان الحكومة الإسرائيلية بأنه "ليس لديها رؤيا أو إستراتيجية، وإنما يوجد تكتيك دفاعي فقط، بإعادة الهدوء والحفاظ على الستاتيكو (الوضع القائم) الذي ساد قبل ثلاثة أشهر ونصف الشهر".

وتابع أن "الوضع قابل جدا للاشتعال، لدرجة أن ثمة شكا في ما إذا يوجد أحد في الاستخبارات الإسرائيلية والحكومة أو بين الخبراء بإمكانه أن يقدر ما إذا كانت وجهة الأمور نحو تهدئة أم حرب. والإجابة على ذلك قد تكون يوم الجمعة المقبل. إذ تراجع إطلاق البالونات الحارقة في نهاية الأسبوع، فإنه بالإمكان أن يعود الهدوء إلى بلدات النقب الغربي. لكن إذا استمرت الحقول والأحراش بالاشتعال، سيضطر المستوى السياسي، الذي بدأ يفقد برودة أعصابه، إلى أن يأمر الجيش الإسرائيلي بشن عملية عسكرية أخرى. شن حرب".

رائحة انتخابات في الجو

اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن الحكومة الإسرائيلية "تخشى قول الحقيقة للجمهور في البلاد: الطائرات الورقية والبالونات خلقت مشكلة أمنية لبلدات غلاف غزة، وهذا تهديد ينبغي معالجته بمثابرة وحزم. لكن الحرائق التي تشعلها الطائرات الورقية والبالونات، لم تخدش مواطنا إسرائيليا واحدا حتى الآن، ويحظر أن تكون ذريعة لحرب".

وأضاف أن "المستوى السياسي سقط رهينة تصريحاته المنفلتة، ومن دون تغيير في توجهه، نقترب بصورة خطيرة من حرب ليست ضرورية مع حماس. دوامة من الظروف تدفع إسرائيل إلى هذه الزاوية: توترات داخلية بين الأحزاب الثلاثة التي تقود السياسة الأمنية للائتلاف، الليكود والبيت اليهودي ويسرائيل بيتينو؛ تغطية إعلامية ميلودرامية وضغط شعبي".

لكن هرئيل لفت إلى أنه "لا يوجد على ما يبدو ولو شخص واحد في القيادة الأمنية الذي يعتقد أن الطائرات الورقية الحارقة تبرر الخروج إلى حرب... لكن السياسيين يقرأون الاستطلاع، التي تدل على إحباط كبير من استمرار الحرائق في غلاف غزة، ويشعرون أن الأرض تهتز تحت أقدامهم. وعلى غرار جولتي القتال الأخيرتين في غزة، ’عامود السحاب’ في العام 2012 و’الجرف الصامد’ في العام 2014، فإنه هذه المرة أيضا تقف في الجو إمكانية انتخابات قريبة".

وأشار أيضا إلى أن أجهزة الأمن تحذر أمام الحكومة الإسرائيلية، منذ أكثر من السنة، من "خطر نشوء أزمة إنسانية في القطاع، وتوصي بخطوات اقتصادية لتخفيف الوضع هناك. وقبل ذلك وضعت أجهزة الاستخبارات ’إنذارا إستراتيجيا’ أمام المستوى السياسي بشأن إمكانية عنف شديد في المناطق (المحتلة)".

ورأى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند، في مقاله الأسبوعي في "يديعوت أحرونوت"، اليوم، أن ثمة ثلاثة استنتاجات من الوضع الحالي في غزة وسبل مواجهته: "الأول، أن دولة غزة تحت حكم فعلي لحماس هو وضع معقول بإمكان إسرائيل التعايش معه؛ الاستنتاج الثاني، أن تناقض المصالح بيننا وبين حكومة غزة ليس كبيرا جدا، ولذلك بالإمكان التوصل إلى تسوية تخدم الجانبين، وبشرط أن نعترف بأن إعادة إعمار غزة تنفذه الحكومة هناك وليس من وراء ظهرها؛ الاستنتاج الثالث، أن هدف الخطوات مقابل غزة يجب أن يكون تسوية تشمل وقف إطلاق نار كامل، تبادل أسرى ومساعدة في إعمار القطاع، وذلك أيضا من أجل أن يكون التفاتنا إلى ما يحدث في الشمال في الحد الأقصى".

من جهتها نفت وحدة الزواري التي تطلق الطائرات الورقية الحارقة تجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، أن تكون قد أوقفت إطلاق تلك الطائرات.

وقالت الوحدة في بيان لها، إنه لا صحة لتلك الأنباء، وأن الشبان خرجوا صباحًا ليلقوا الطائرات لأنهم لا يتلقون أوامرًا من أحد، وأن المقاومة السلمية مستمرة حتى نيل مطالبهم بفك الحصار.

وأضافت "إن الفصائل في غزة لن يقفوا حائلا بيننا وبين مقاومتنا السلمية".