عندما يفشل نتنياهو في ردع غزة للمرة الالف..محمد النوباني

الأحد 15 يوليو 2018 10:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
عندما يفشل نتنياهو في ردع غزة للمرة الالف..محمد النوباني



لم تكد الجولة الاخيرة من المواجهة العسكرية بين المقاومة الفلسطينية في غزة وجيش الاحتلال أن تتوقف بوساطة مصرية بناء على طلب اسرائيلي على ما يبدو حتى اعلن في الكيان الاسرائيلي عن البدء في اجراء مناورات عسكرية تحاكي حربا شاملة على الجبهتين الشمالية والجنوبية. في أعتقادي ان التزامن بين توقف القتال على قاعدة العودة الى التفاهمات التي انهت حرب ال ٢٠١٤ عكس فشلا اسرائيليا ذريعا في فرض قواعد اشتباك جديدة على المقاومة في غزة من ناحية واثبت للقاصي والداني بان المقاومة الفلسطينية عندما تثبت قاعدة عنوانها الجديد قصف بقصف وصاروخ بصاروخ فانها حقيقة لا قولا فقط قد ردعت الجيش الاسرائيلي وشلت من مقدرته على شن الحرب الشاملة رغم تواضع امكاناتها.

وهذا ما دفع بشاهد من اهلها( مزراح هتيخون) للقول بان حماس هي التي كسبت الجولة وبان نتنياهو قد خسرها للمرة الالف تعبيرا عن ادراك متعاظم في اوساط قطاعات لا يستهان بها من الاسرائيليين بان قوة الردع الاسرائيلية قد تاكلت ولن يغير من هذه الحقيقة لا التهديد بشن الحرب الشاملة على جبهتين في ان واحد ولا الضربات الجوية التي تشنها على اهداف في سوريا والتى لم تفلح هي الاخرى في وقف مفاعيل النصر الاستراتيجي الذي يحققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه على عملاء اسرائيل من العصابات التكفيريةعلى امتداد الجغرافيا السورية.

أن ما تحاول حكومة نتنياهو التغطيه عليه وصرف الانظار عنه هو ان ميزان القوى الاستراتيجي في المنطقة على ضوء تعاظم القوة العسكرية لمحور المقاومة في سوريا ولبنان والعراق واليمن لم يعد يسمح لها بشن حربا واسعة النطاق وعلى عدة جبهات في ان واحد لانها ببساطة شاملة ومتعددة الجبهات ستطال العمق الاسرائيلي بكميات هائلة من القذائف والصواريخ متعددة الأحجام وقوية جدا من حيث الفاعلية التدميرية مما لا قبل لاسرائيل على تحملها .

ولتوضيح الامر اكثر فان اسرائيل صممت نظريته الامنة استنادا الى مرتكزين اساسين الاول الحرب الخاطفة والثاني الحرب خارج الحدود معتمدة على دعم امريكي وعسكري غير محدود ضمن لها التفوق النوعي على الجيوش العربية وتحقيق الانتصار السريع والخاطف في حروبها . وغني عن القول بان تصميم النظرية الامنية الاسرائيلية على هذا النوع كان ينسجم مع طبيعة الكيان الصهيوني الاستيطاني الذي خدع اليهود واستجلبهم الى فلسطين من بلدانهم الاصلية موهما اياهم بان العيش في فلسطين سوف يضمن لهم الامن اولا ومستوى المعيشة المرتفع ثانيا ولذلك فان انهيار الامن وتعريض حياتهم لخطر وجودي في حروب مدمرة او استشاعرهم بذلك سوف يدفعهم لمغادرة اسرائيل والعودة الى البلدان التي قدموا منها الامر الذي سيفضي الى انهيار المشروع الصهيوني برمته. من هذا المنطلق فان سر تزامن المناورات الجديدة التي تحاكي حربا اسرائيلية على جبهتينن مع فشل نتنياهو الاخير في غزة رغم كل ما صاحب ذلك من تصريحات نارية لنتنياهو لا يدل مطلقا على ان اسرائيل تنوي الدخول في حرب شاملة ليس لان الجبهة الداخلية الاسرائيلية غير جاهزة لمثل هكذا حرب فحسب بل لانها تدرك وهذا هو الاهم بانها لا تسطيع الانتصار فيها وقد تنهي وجودها من المنطقة. وبالتالي فان الهدف الوحيد من هكذا مناورة تحاكي مواجهة على جبهتين هو تخويف سوريا ومحور المقاومة ومنعهم من الحذو حذو غزة بالرد على الاعتداءات الجوية الاسرائيلية مما سيؤدي لو حصل الى انهيار كامل في قوة الردع الاسرلئيلية ولكن هيهات فزمن العربدة قد ولى والتاريخ سوف يصحح نفسه  .