حالنا والخان الأحمر! بقلم ماجد سعيد

الجمعة 06 يوليو 2018 12:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
حالنا والخان الأحمر! بقلم ماجد سعيد




جميعنا يعرف قصة "اشبعناهم شتما وفازوا بالابل"، هكذا تبدو اليوم قصتنا نحن الفلسطينيين أيضا مع إسرائيل.
تنديد واستنكار شديدا اللهجة، وتحذير ووعيد لعواقب ما تقترفه ايدكم بحق الشعب والقضية وتخطيكم للخطوط الحمر، هل هذا ما تبقى لدينا كي نجابه به عدوان إسرائيل على القضية والحلم؟ ولماذا لا تلتفت الينا الأخيرة ولا تقف عند تحذيراتنا وتهديداتنا؟ الم يعد لنا هيبة؟ ولماذا تراجع فعلنا الرسمي والشعبي ولم يعد يحسب له حساب؟
في الخان الأحمر جيش الاحتلال يعود ليقترف جرائم التهجير التي اجادها بحق الفلسطينيين، بهدف الوصول الى ما يعرف بالقدس الكبرى التي تمتد على طول السفوح الشرقية لجبال القدس وصولا الى البحر الميت لتشطر بذلك الضفة الغربية الى نصفين، وتفتح ذراعيها نحو الشرق بما تحويه من مطار دولي وسكك حديد وجسور تربط إسرائيل بجيرانها العرب.
المخطط ليس جديدا، فقد اثير زمن إدارة كلينتون تحت ما يسمى E1، واجبرت إسرائيل حينذاك على تجميده بعد الرفض الفلسطيني القوي والتهديد بوقف المفاوضات التي سرعان ما انهارت واشتعلت بعدها انتفاضة الأقصى.
اليوم عادت إسرائيل ووضعته على طاولة التنفيذ، فالوقت الذي تعيشه من قوة ودعم أميركي وما يقابله من ضعف وتشرذم فلسطيني وغياب عربي وتآمر دولي لم يمر سابقا، وربما لن يمر.
لا احد ينكر ان هناك خطوات تحققت على المستوى الدولي، لكن القوة المقابلة من الاحتلال واعوانه سرعان ما تعاود الانتصار علينا ونحن ما زلنا نحتفل بانتصارنا، لا توجد لدينا الاستراتيجيات الواضحة، نتعامل برداد الفعل اكثر من التخطيط، ونطوي صفحة جولة من الصراع على قضية ما حققنا فيها تقدما وكأنها أنجزت وانتهت قبل ان تصرعنا إسرائيل في الجولة التالية.
الحالة الفلسطينية الرسمية بما فيها الفصائل اليوم غارقة في محاولات إيجاد نفسها، بعد ان اتسعت الفجوة بينها وبين الجمهور، الثقة تزعزت وبشكل كبير، فاذا ما استثنينا المؤطرين في الأحزاب ومن تربطهم المصالح معها فاننا نجد ان العلاقة الداخلية اهتزت ولم تعد كما كانت قبل عقدين مثلا والسبب ان التوجهات باتت تختلف لدى الجانبين فيما زادت مشاهد الاصطفافات لدى الفصائل على حساب القضايا الوطنية والداخلية.
هذا القول لا يعني جلدا للذات بقدر ما هو توصيف لما نحن فيه، فماذا نحن فاعلون؟
علينا إعادة بناء العلاقة الداخلية بالوحدة وعلى قاعدة قبول الاخر وبشكل يتيح للجميع ان يكونوا في دائرة الفعل والتوجه الى المواطن ودعمه، علينا ان نقوي بيتنا الداخلي بالضرب على يد الفاسدين والمفسدين، علينا ان نقوي بيتنا الداخلي بإصلاحات تعيد ثقة المواطن بقيادته التي عليها ان تكون قريبة من شعبها، وبعدها يمكن لمن في الخان الأحمر ان يعتمدوا علينا في صد أي عدوان للاحتلال.