حماس تدير حواراً مباشراً مع الجمهور الإسرائيلي بالعبرية

الثلاثاء 03 يوليو 2018 12:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
حماس تدير حواراً مباشراً مع الجمهور الإسرائيلي بالعبرية



القدس المحتلة/سما/

بقلم: تسفي برئيل – هآرتس

حاليا لا توجد مفاوضات مباشرة بين حماس و"إسرائيل"، لكن المفاوضات تجري في الأيام الأخيرة، بشكل غير مباشر، بواسطة الأمم المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية والعديد من الدول الأوروبية.

ووفقا لصحيفة "الشرق الوسط" فقد طرحت هذه الجهات على حماس ثلاثة اقتراحات مختلفة، يحاول كل منها ربط حل الأزمة بالالتزام بوقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية لغزة، مقابل إعادة الجنود الإسرائيليين.

حماس، حسب التقرير، ما زالت غير راضية. وهي تفصل بين إعادة الجنود خلال صفقة كاملة لتبادل الأسرى، وترفض اقتراح تقديم المساعدات الإنسانية إلا إذا كانت جزءاً من خطة واسعة لتطبيق تعهدات إعادة إعمار القطاع.

هذه الاقتراحات تمر بغربلة مسبقة في "إسرائيل" ومصر قبل وصولها إلى حماس، وإذا لم تكن هذه هي المفاوضات، فكيف يمكن لنا تعريف المفاوضات؟.

في الوقت ذاته، تجري بشكل علني محادثات مفتوحة ومباشرة بين كتائب القسام، الذراع العسكري لحماس، وبين الجمهور الإسرائيلي. المنصة هي موقع الانترنت باللغة العبرية التابع لحماس، وفيه تشرح الحركة نضالها، وتتحدث عن انتصاراتها على العدو الصهيوني.

العبرية غنية، والصياغة دقيقة، والأخطاء اللغوية لا تثير الاستهزاء، والرسالة واضحة. مثلا أحد الاعلانات الأخيرة، التي تم عرضها في الموقع قبل نحو أسبوع بعنوان "بين نفق ينازع الموت ونفق نابض"، الذي تستخف فيه حماس بالمتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي "الذي يبدو أنه لا يقول الصدق، على الأقل في أمر بسيط لكنه مهم جدا. هو ينسى الإشارة إلى أن الأنفاق التي يتم تفجيرها ليست سوى أنفاق محروقة، خرجت من قيد الاستخدام قبل أربع سنوات. 

إلى جانب السؤال الذي تطرحه هذه الفقرة عن نوعية تقارير المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، والسؤال الذي يثور حول نوع الانفاق التي يقصفها الجيش الإسرائيلي، فإن ما يثير حب الاستطلاع هو الجهد الذي تقوم به حماس للتحدث باللغة العبرية مع العدو. هل تعتقد أن الجمهور الاسرائيلي يهتم بقراءة تصريحاتها وشروحاتها أو مبادئ عقيدتها؟ هل يعتقدون في حماس أنه مثلما نشطاؤها والسكان في غزة بشكل عام يتابعون بحرص وسائل الاعلام العبرية، وأن الجمهور الاسرائيلي أيضا يرغب في قراءة ما يكتبه الطرف الآخر؟.

أيضا المقال حول الانفاق مصوغ بعبرية منمقة تحتاج إلى مستوى عال لفهم المقروء، من خلال استخدام تشبيهات تقتضي معرفة تاريخية بحرب فيتنام يقارن كاتب المقال نتائج حرب فيتنام والصدمات التي نقشتها في وعي الأمة الأميركية مع نضال حماس ضد "إسرائيل".

المضمون هو الموضوع الهامشي، لكن المستوى العالي للعبرية يقود الى عدة استنتاجات: الكاتب يعتمد جدا على قدرة القارئ العبري المتوسط على التأثر من النص العبري المعقد والمتنوع، وهو يريد إثارة الانطباع من عمق تمكنه من العبرية. الاحتمالان يمكنهما جعله يفقد جمهور قرائه المحتمل. يجب الأمل بأن تكون المفاوضات غير المباشرة التي تديرها حماس و"إسرائيل" بلغة أكثر وضوحا وفهما.

في الوقت ذاته، من المسموح التفكير بأهمية ودرجة تأثير الدعاية عن طريق لغة العدو، التي يتحدث بها المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي بالعربية وحماس بالعبرية. في الطرفين تعتبر اللغة الأم هي مصدر أكثر ثقة من استخدام اللغة الأخرى، وفي الطرفين يعرفان ترجمتها بشكل جيد.