العرب في معادلة الموقف الفلسطيني من صفقة القرن ..محمد حجازي

الأربعاء 27 يونيو 2018 12:09 ص / بتوقيت القدس +2GMT
العرب في معادلة الموقف الفلسطيني من صفقة القرن ..محمد حجازي



يبدو أن القضية الفلسطينية ستبقى خاضعة مرة ثانية للمعادلة القديمة التي تقول ، بمقدار ما يكون الموقف الفلسطيني واضحا وقويا في مواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية  ، بمقدار ما يكون العرب داعمين إلى حد ما  للموقف الفلسطيني .

منذ أن بدأت معالم صفقة القرن بالظهور من خلال قرار الرئيس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل و الاعتراف بشرعية الاستيطان و موقفه من الأونروا ، في مخالفة لرأي ومواقف الإدارات السابقة ، خشي الفلسطينيين أن يكون العرب ومن خلال التسريبات الأمريكية و الإسرائيلية ، أن يكونوا قد أخلٌوا بالمعادلة التي تقول نحن مع ما يريده الفلسطينيون ، إلى أن أتت القمة العربية في الرياض في 15 إبريل الماضي  لتطمئن الفلسطينيين بشان قضيتهم و خاصة مواجهة صفقة القرن ، كانت قمة الرياض قمة القدس بامتياز أعطى العرب الرئيس أبو مازن ما يريدحيث أكدت القمة على المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت عام 2002 .

التأكيد العربي على  قيام دولة فلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية ورفض قرار الرئيس ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها ، شكل ضربة قوية للموقف الأمريكي ، تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري كانت واضحة في هذا السياق حين قال : رفضنا كل العروض التي تنتقص من المبادرة العربيةللسلام،  في إشارة لصفقة القرن وقال أيضا نحن لا نستطيع فرض شيء على الرئيس أبو مازن ، وحدد موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية ، وبخصوص قطاع غزة قال : دولة في غزة لن تكون، ومصر لن تسمح بذلك في إشارة أيضا لمحاولات بعض الأطراف لعقد هدنة طويلة الأمد بين حماس و إسرائيل مقابل مساعدات ومشاريع ، وفي نفس السياق تأتي مواقف المملكة الأردنية الهاشمية .

  في تصريح   لكوشنير مستشار الرئيس الأمريكي وصهره" للمنبر " قال أن جميع الزعماء العرب الذين قابلناهم طالبوا بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية التي تحوي المسجد الأقصى ، ومن خلال ما سبق نستطيع أن نسجل أن الموقف الفلسطيني الرسمي و التحركات على الصعيد الدولي في مجلس الأمن الدولي و في الأمم المتحدة و القمة الإسلامية ساهم إلى حد ما في إنضاج المواقف العربية إزاء ما يريده الفلسطينيون .

من الواضح أن صفقة القرن تواجه معارضة عربية ودولية  تشكل للفلسطينيين حدا أدنى مقبولا في هذه المرحلة ، وأن فرص إفشال هذه الصفقة باتت أكبر من فرص نجاحها ،ولكن تبقى  نقطة ضعف عناصر مواجهة صفقة القرن هو الانقسام الفلسطيني ، إسرائيل و على لسان نتياهو عندما التقى بكوشنير و غرينبلات قال إن اللقاء تمحور وبشكل خاص حول قضية غزة  وكان هناك توافق بشأن رؤية إسرائيل للتعامل مع غزة يشأن حل المشكلة الإنسانية ، ومن خلال التتبع للتصريحات الإسرائيلية و الصحافة العبرية نلاحظ ان هناك شيء ما  يطبخ لقطاع غزة ، وهذا ما دفع وزير خارجية مصر للـتأكيد على رفض مصر لفكرة دولة غزة ، أي بمعنى آخر فصل قطاع غزة عن مسار القضية الفلسطينية ، ويبدو أن هناك من العرب من يسعى   لإبرام صفقة بين حماس و إسرائيل ، و الأصوات التي نسمعها بين الحين و و الآخر من بعض أعضاء في حركة حماس ليست بعيد عن ذلك .

محاولة تجزئة المسار السياسي الفلسطيني في مواجهة صفقة القرن ، بات في هذه المرحلة يشكل خطورة كبيرة على مستقبل القضية الفلسطينية ، التسلل من بوابة الإغاثة الإنسانية لغزة و المساعدات والحديث عن بعض المشاريع، بالرغم من ما  يعيشه قطاع غزة من مستويات عالية منالفقر و البؤس والأهم هو انعدام الأمل للغزيين في العيشبحياة كريمة .  ما هو إلا مقدمة لفصل القطاع عن القضية الفلسطينية و المس بوحدة الفلسطينيين السياسية و بالتمثيل السياسي لمنظمة التحرير ، و الحديث أن هذه الإجراءات ما هي إلا قضايا إنسانية فقط وهم مطلق ، السياسة حاضرة بقوة في هذا المشهد .

توجه الفلسطينيون في قطاع غزة إلى الشمال في مشهد درامي يؤكد على حق عودتهم إلى أراضيهم و أملاكهم وأن حل كل مشاكل القطاع هو بالتوجه نحو الشمال للتأكيد على وحدة النظام السياسي الفلسطينيين، وليس الجنوب إي التوطين في سيناء كما تريده إسرائيل  . يبقى حل المصالحة و إنهاء الانقسام ووحدة المؤسسات ، إلى جانب استعادةالحياة الديمقراطية لدى الفلسطينيين هو الخيار الأفضل لحل كافة مشاكل القطاع المتأزمة وهو الحل الأقل كلفة بالنسبة لحركة حماس . 

فاوض الرئيس أبو عمار الإسرائيليين وبعده الرئيس أبو مازن بدون أي نتائج وكانت الإضرار  كبيرة ، فما بال حركة حماس أن تعيد الكرة وتقع في مستنقع المفاوضات سواء مباشرة أو غير مباشرة تبقى في النهاية   تهدف إلى إخراج حركة حماس من حالتها الوطنية .