العسر السمعي أسباب ووقاية

الخميس 14 يونيو 2018 03:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
العسر السمعي أسباب ووقاية



وكالات / سما /

يعتمد إدراك الإنسان لعالمه على المعلومات التي يستقبلها عبر الحواس (السمع، البصر، الشم، وغيرها)، وحدوث أي خلل في واحدة أو أكثر من هذه الحواس ينجم عنه صعوبات في هذا المجال، وسوف نركز اهتمامنا في هذا المقال على النقص في حاسة السمع، هذا العجز يقود إلى صعوبات عديدة ومتنوعة، فحاسة السمع هي التي تجعل الإنسان قادرا على تعلم اللغة، وتؤثر على تطور السلوك الاجتماعي والنفسي، وكذلك تمكن الإنسان من فهم بيئته ومعرفة المخاطر الموجودة بها وتجنبها.

كلما ابتدأت عملية التأهيل السمعي في جيل مبكرة أكثر، تقل تبعات وتأثيرات النقص السمعي على تطور المجالات المختلفة الأخرى للأشخاص أصحاب العسر السمعي.

وظائف السمع:

اكتساب اللغة بشكل طبيعي

القيام بعملية الاتصال

الشعور بالأمان في البيئة

تمييز أصوات منبهة

التواجد المكاني

مبنى الأذن:

للأذن ثلاثة أقسام وهي، أذن خارجية وأذن وسطى وأذن داخلية.

الأذن الخارجية:

تتكون من الصوان و قناة السمع التي تؤدي إلى طبلة الأذن، وطبلة الأذن عبارة عن غشاء رقيق يفصل بين الأذن الخارجية والأذن الوسطى، وتحوي جدران قناة السمع على غدد تفرز مادة الشمع او الصمغ.

الأذن الوسطى:

عبارة عن فراغ مهوّى يحوي عظيمات السمع الثلاث: المطرقة والسندان والرّكاب، وداخل فراغ الأذن هناك أنبوب يسمى البوق (قناة استاخيوس)، هذا البوق يصل بين فجوة الحلق الأنفي وفراغ الأذن الوسطى(فجوة الحلق الأنفي هي القسم الذي يصل بين الحلق الخلفي وبين فراغ الأنف).

الأذن الداخلية:

تتكون من عضوين أساسيين: عضو السمع (القوقعة) وعضو التوازن.

القوقعة : تحتوي على شعيرات، هم بالواقع خلايا حسية، وظيفة هذه الشعيرات هي التقاط الحافز السمعي ونقله عن طريق عصب السمع الى المخ.

عضو التوازن : يتكون من قناة التوازن وممر، نفس العصب يقوم بنقل الحوافز الصوتية وحوافز التوازن إلى المخ.

قرب الأعضاء من بعضها والعلاقة العصبية بينها تفسر أحيانا العلاقة بين الخلل في السمع والخلل في التوازن.

خلال عملية السمع تشترك كل من: الأذن الخارجية والأذن الوسطى والأذن الداخلية.

عصب السمع: يقوم بنقل الحافز السمعي من الأذن الداخلية إلى مركز السمع في المخ.

مراكز السمع في الدماغ: مناطق في غشاء المخ يتم فيها تحليل الأصوات وتعطي معنى للأصوات والكلمات.

أسباب رئيسية للعسر السمعي:

الوراثة

تلوث وفيروسات أثناء الحمل (مثلا، الحصبة الألمانية، C.M.V).

أمراض معينة (مثلا، مرض السحايا).

نقص الأكسجين أثناء الولادة.

التهابات متكررة بالأذنين.

حوادث (كدمات جسدية).

الانكشاف المتواصل للضجيج.

تصنيف الضعف السمعي من حيث المرحلة التي حدث خلالها هذا الضعف أو الفقدان السمعي:

ضعف أو فقدان السمع أثناء الولادة أو في مرحلة ما قبل اكتساب اللغة، وفي هذه الحالة تتأثر جدا قدرة الطفل على اكتساب اللغة والكلام والنطق، لأن الطفل لم يتعرض لسماع اللغة في الجيل المبكرة أو الجيل الحرجة لاكتساب اللغة.

ضعف أو فقدان السمع في مرحلة ما بعد اكتساب اللغة، وفي هذه الحالة التأثير السلبي على تطور اللغة يتأثر من المستوى اللغوي للطفل قبل الإصابة، وعلى مدى التأهيل السمعي الذي يتلقاه الطفل بعد الإصابة.

تصنيف الضعف السمعي من حيث مكان الإصابة في الجهاز السمعي:

عسر سمعي توصيلي:

أساسه خلل بعمل الأذن الخارجية أو الأذن الوسطى، مثل، تراكم شمع الأذن، خلل بمبنى عظيمات السمع، خلل بغشاء الأذن والتهابات أذنين متكررة، عندما يتراكم الشمع بالأذن الوسطى، يحدث خلل بحركة غشاء الأذن وعظيمات السمع، ولا يتم نقل الصوت بقوة كافية للأذن الداخلية، وبشكل عام، يمكن معالجة عسر السمع التوصيلي بوسائل طبية أو جراحية.

عسر سمعي حسي عصبي:

عسر سمعي حسي عصبي نتيجة خلل بالأذن الداخلية و/أو بعصب السمع، هذا النوع يصعب تصحيحه، حتى لو كان مستوى العسر السمعي عميقا ومن نوع حسي عصبي، تكون هناك بقايا سمع، وهذه البقايا هي الأساس للتأهيل السمعي (اذا لم تتم عملية زراعة القوقعة)، لذلك ينصح باستعمال المعينة السمعية.

عسر سمعي مختلط:

يحوي عسرا سمعيا توصيليا (تضرر الأذن الوسطى) وعسرا سمعيا حسيا-عصبيا (تضرر الأذن الداخلية).

تأثير العسر السمعي على التطور في المجالات المختلفة:

- المجال التعليمي: تجسيد الطاقة التعليمية، طموحات وتحقيقات في المجال المهني.

- المجال اللغوي والاتصال: اكتساب اللغة بالشكل الطبيعي، وجودة الاتصال ومفهوم النطق والكلام.

- المجال الاجتماعي-العاطفي: تطوير علاقات ومهارات اجتماعية، وتكوين مبنىً ناجحا للحياة العائلية.

مؤشرات تثير الشك لوجود عسر سمعي لدى الطالب في الصفوف الابتدائية:

يسأل الطالب بأوقات متقاربة: ماذا؟

لا يتجاوب عندما نتكلم معه من الخلف.

يلفظ بعض الأحرف بشكل مشوش ويسمع كلمات جديدة بشكل مشوش.

يوظف قدراته بشكل أفضل أثناء الاتصال المباشرمقارنة بالاتصال ضمن مجموعة أو في ظروف ضجيج.

إجاباته عامة، غير ملزمة وأحيانا لا تمت بعلاقة للموضوع.

يبدو متعلقا بوجه المتكلم لفهم المضمون.

يميل إلى إهمال المعلومات والملاحظات التي يتم تمريرها شفهيا.

هناك شعور بأن الطالب "ليس معنا دائما“.

يطلب مساعدة من الطالب الذي بجانبه لفهم تعليمات المعلمة.

الاكتشاف المبكر لضعف السمع:

يكون دماغ الطفل في الأشهر الأولى من حياته أشبه بالإسفنجة، وهو يتعلم اللغة بسرعة كبيرة، وإذا لم يعرف الأهل في وقت مبكر بوجود مشكلة في سمع الطفل ولم يقدموا له مساعدة فعالة، فأن أفضل سنوات تعلم اللغة والاتصال مع الآخرين ستضيع عليه، وكلما بدأ التدريب الخاص مبكرا ازدادت قدرة الطفل على تعلم اللغة وبالتالي الاتصال مع الآخرين.

يجب على الأهل أن يراقبوا بعناية العلامات التي تظهر ما إن كان الطفل يسمع بشكل طبيعي أم لا، والمظاهر السلوكية التالية قد تساعد الأهل على اكتشاف أية صعوبات أو مشكلات في السمع لدى الطفل:

0 – 3 أشهر: هل يجفل الطفل عند سماعه أصواتا عالية مفاجئة؟

3 – 6 أشهر: هل يهدأ عند سماعه صوت أمه؟، هل يدير الطفل عينيه ورأسه بحثا عن مصدر الصوت؟، هل يستجيب لمناغاة ومكاغاة الوالدين؟

6 – 10 أشهر: هل يستجيب عند المناداة عليه باسمه؟، هل يستجيب بشكل مناسب عندما نقول له كلمات مثل "لا او باي" ؟.

10 – 15 شهر: هل يستطيع تقليد نطق مقاطع وكلمات بسيطة؟، هل يشير إلى الأشياء أو الأشخاص المألوفين إذا طلب منه ذلك لفظيا؟.

15 – 18 شهر: هل يستجيب الطفل بشكل صحيح للتعليمات اللفظية البسيطة؟، وهل يستطيع الطفل نطق بعض الكلمات؟، هل يستطيع أن يحدد مصدر الصوت (إذا ناديته وأنت في غرفة أخرى هل يحضر إليك؟).

وأخيرا...

طرق للوقاية من معظم حالات الإصابة بضعف السمع:

ضرورة إجراء الاستشارات الطبية قبل الزواج وخاصة عند وجود ضعف سمع وراثي في العائلة.

ضرورة تطعيم الفتيات للحصبة الألمانية.

العناية بالأم الحامل وعدم تعرضها للأشعة أو لتناول أدوية معينة خاصة في الأشهر الأولى من الحمل بدون استشارة الطبيب.

تطعيم الأطفال ضد الأمراض الفيروسية المعدية حسب قوانين وزارة الصحة.

الحرص على مراجعة الطبيب المختص عند الإصابة بالتهابات أو بامراض الأذن لتقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب.

عدم التعرض المتواصل للأصوات أو الضجة العالية، والعمل على استخدام السدادات الخاصة عند التعرض للضجة العالية المتواصلة.

تجنب استخدام أو وضع مواد غريبة في الأذن لهدف التنظيف أو غير ذلك.

تجنب الصفعات واللكمات أو الوقوع على الأذن.

الحذر من استعمال بعض الأدوية لفترة طويلة بدون استشارة الطبيب.