هارتس : يجب على "إسرائيل" الإصغاء لما يقوله السنوار

الأربعاء 13 يونيو 2018 06:19 م / بتوقيت القدس +2GMT
هارتس : يجب على "إسرائيل" الإصغاء لما يقوله السنوار



عكا للشؤون الإسرائيلية

كتب شاؤول هرئيلي - هآرتس :-  حماس لا تريد تكرار الأخطاء التي ارتكبتها منظمة التحرير الفلسطينية وما يقوله السنوار حاليا من تصريحات سيصبح الواقع الصعب الذي ستضطر "إسرائيل" قريبا إلى التعامل معه.

 لقد كتب كمية لا بأس بها عن الضرر الذي تسببت به حماس للمصلحة الوطنية الفلسطينية كما أملتها وإدارتها منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات ومحمود عباس منذ العام 1988. سواء في الانقسام والسيطرة على قطاع غزة التي تمس بمكانة م.ت.ف كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، كما اعترفت بذلك الجامعة العربية في 1974 والأمم المتحدة في أعقابها و"إسرائيل" في 1993، أو الحفاظ على صورة النزاع في كل ما يتعلق بـ "حق العودة" – مثلما تم التعبير عنها في أحداث الشهر الماضي والتي سميت بـ "مسيرة العودة".

إضافة إلى ذلك يمكننا رؤية الكثير من الألوان الرمادية في تصريحات رئيس حماس يحيى السنوار الذي يسوي الصف مع موقف م.ت.ف أيضا في هذه المسألة. ولكن احتمالية تطبيقها لتصل الى اتفاق مرتبطة أساسا بـ"إسرائيل" والولايات المتحدة، التي تقف بدون شرط الى جانبها.

حماس مثل م.ت.ف لم تتنازل في أي يوم عن إيمانها بحق العودة. ولكنها بقيادة السنوار الحكيمة تريد السير في اعقاب م.ت.ف والحصول على مقابل عن التنازل عن تطبيق حق العودة لإسرائيل على شكل دولة فلسطينية مستقلة الى جانب "إسرائيل". لموقفه، هو لا يستطيع العودة وتكرار ما اعتبر بالنسبة للفلسطينيين خطأ استراتيجي لـ م.ت.ف – الاعتراف بـ"إسرائيل"، التنازل عن 78 في المئة من الوطن، التنازل عن حق العودة والموافقة على نزع سلاح فلسطين والموافقة على تبادل اراضي تحافظ فيها "إسرائيل" على الأغلبية الساحقة للإسرائيليين الذين يعيشون وراء الخط الأخضر، الموافقة على الحفاظ على 80 في المئة من القدس الموحدة كعاصمة لإسرائيل، دون الحصول مسبقا على موافقة واضحة من "إسرائيل" على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها شرقي القدس وتسوية مشكلة اللاجئين بواسطة العودة الى دولة فلسطين وإعطاء التعويضات.

 وقف إطلاق النار الاخير عزز موقف حماس كعنوان لقطاع غزة سواء في نظر "إسرائيل" ومصر، اللتان لم تسعيا الى "تبييض" التفاهمات بواسطة السلطة الفلسطينية، أو في نظر الفلسطينيين وكذلك الإسرائيليين. طالما أن "إسرائيل" تعمل على الحفاظ على الجمود السياسي وقضم ما بقي من صلاحيات م.ت.ف، لن يكون بعيدا اليوم الذي ستتحول فيه مطامح رئيس حماس السابق خالد مشعل (حماس تريد فرض رعايتها على شؤون الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده وتحمل المسؤولية الوطنية في إطار القيادة الفلسطينية)، الى الواقع الصعب غير القابل للتسامح المطلوب من "إسرائيل" التعامل معه.