الحياة اللندنية: قلق فلسطيني من «صفقة» أميركية تنقذ غزة وتفصلها عن فلسطين

الإثنين 11 يونيو 2018 10:09 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الحياة اللندنية: قلق فلسطيني من «صفقة» أميركية تنقذ غزة وتفصلها عن فلسطين



الحياة اللندنية

يراقب الفلسطينيون في قطاع غزة عن كثب، ومن دون رفع سقف أحلامهم أو توقعاتهم، الحراك والتطورات الجارية في إسرائيل والإقليم وعلى المستوى الدولي لإيجاد حلول للأوضاع الكارثية غير المسبوقة في القطاع.

ويخيم التشاؤم، أو على الأقل عدم التفاؤل، بقرب انفراج أزمات مفتوحة على المجهول منذ سنوات طويلة، من بينها الحصار الإسرائيلي، والانقسام الداخلي، والعقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية على القطاع، والكهرباء والمياه، والصحة والتعليم، والبنى التحتية والبطالة والفقر وحرية الحركة.

وعلى أهمية الحلول الإنسانية والاقتصادية، يخشى مليونا فلسطيني في القطاع من أن تفرض إسرائيل والولايات المتحدة عليهم حلولاً إنسانية أو اقتصادية بعيداً عن حل سياسي ينهي احتلالاً إسرائيلياً دام 51 عاماً، ويحقق لهم حلم العودة والحرية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

ويسود القلق في صفوف الفلسطينيين رسمياً وحزبياً وشعبياً من أن تكون خطط «إنقاذ غزة» أو تقديم إسرائيل أي تسهيلات للقطاع في إطار تنفيذ «صفقة»، سيعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على أرض الواقع، وأن يتم فصل القطاع عن الضفة ، وإقامة كيان مستقل فيه تحت حكم «حماس»، على رغم أن الحركة تنفي بشدة التساوق مع الصفقة أو هذه المشاريع المشبوهة.

ويرى كثير من الغزيين والنخب في القطاع أن الخطط الدولية والعربية وغيرها المطروحة على الطاولة حالياً لا تلبي حقوقهم والحياة الطبيعية التي ينشدونها، ومن بينها خطة وضعها منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف على طاولة الحكومة الإسرائيلية.

وقلل مصدر أممي في حديث إلى «الحياة» اللندنية، إنه «لا يوجد أي شيء حقيقي أو ملموس حتى الآن لدى الأمم المتحدة أو ملادينوف».

وشدد على أن «أي حل أو خطة يجب أن تحظى بموافقة الأطراف الثلاثة الرئيسة، وهي إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر» فضلاً عن «حماس» التي تحكم قبضتها على القطاع.

وأكد أن «أي حل، حتى ولو كان إنسانياً، يجب أن يكون في إطار حل سياسي شامل وعادل ومستنداً إلى قرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة».

ولفت المصدر إلى أن «هناك مسارات وجهات تبحث عن حلول للأزمات الإنسانية في القطاع، من بينها دول قريبة وأخرى بعيدة نسبياً تربطها علاقات قوية مع إسرائيل وحماس».

وكانت صحيفة «معاريف» قالت الأسبوع الماضي: إن «ملادينوف يعد خطة كبيرة لبناء مصانع وبنية تحتية لإعادة إعمار القطاع من أموال سيتم تجنيدها من الدول المانحة».

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية للصحيفة: إن «ملادينوف يعمل من دون توقف لإنجاز تلك الخطة التي ترتكز في معظمها على الخطة التي وضعها الحاكم العسكري الأسبق المنسق الجنرال يوأف (بولي) موردخاي (المنتهية ولايته قبل أكثر من شهر)، والحديث يدور عن إقامة مصانع وبنى تحتية في غزة وأيضاً في سيناء بأموال يتم تجنيدها من المجتمع الدولي».

وأشارت «معاريف» إلى أن «ملادينوف تربطه علاقات وطيدة مع شخصيات إسرائيلية، من بينهم وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، لكن الموقف الشخصي لليبرمان بأنه لا جدوى من إعادة بناء قطاع غزة، ولن يقف حائلاً أمام خطة ملادينوف».

وأوضحت الصحيفة أن المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر «الكابينت» سيبحث عدداً من المبادرات، من بينها خطة ملادينوف.