صندوق "محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية:

حماية 1200 نوعا من الكائنات الحية المهددة بالانقراض بالعالم

الخميس 31 مايو 2018 06:21 م / بتوقيت القدس +2GMT
حماية 1200 نوعا من الكائنات الحية المهددة بالانقراض بالعالم



ابوظبي – د.جمال المجايدة -

شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الامارات ، المحاضرة التي استضافها مجلس البطين -مساء أمس- بعنوان «أعمال إنسانية مبتكرة للحفاظ على الكائنات الحية»، والتي ألقتها رزان خليفة المبارك، الأمينة العامة لهيئة البيئة في أبوظبي.

وفي بداية المحاضرة، استعرضت ، مجموعة من المخاطر التي تهدد البيئة والصحة العامة، ودور البشر في استنزاف المحيط البيئي، مضيفةً أن حصيلة الأحياء المهددة بالانقراض تدل على أن البشر تسببوا في أكبر موت للأحياء منذ انتهاء عصر الديناصورات.

وثمنت دور صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية في رفع مستوى الأهمية بأنواع الكائنات الحية عبر توفيره كل سبل الدعم لذوي العلم والشغف بالحفاظ على الكائنات الحية، إذ قدّم الصندوق دعماً مالياً لنحو 1800 مشروع، نفذه سكان محليون في 170 دولة في العالم.

وقالت رزان المبارك "نحن في الإمارات نصنع فارقاً ملموساً للحفاظ على حياة النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض، ليس على المستوى المحلي، بل على الصعيد العالمي»،  

وسلطت الضوء على المبادرات الاستثنائية لـ " صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية "، مشيرة إلى أنه ساهم في المحافظة على أكثر من 1200 نوعا من الكائنات الحية المهددة بالانقراض في 170 دولة حول العالم، فيما ارتفع إجمالي قيمة المنح التي قدمها منذ تأسيسه إلى 60 مليون درهم. حماية البيئة  وتطرقت المحاضرة إلى جهود دولة الإمارات في مجال حماية البيئة وأهمية جهود المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض، مضيفةً: «أن دولة الإمارات اتخذت العديد من الخطوات، من بينها تأسيس هيئة البيئة - أبوظبي والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى ومستشفى الصقور وبرنامج إطلاق الصقور ونادي صقاري الإمارات وتربية المها العربي وإطلاقه وإعادة توطين المها الإفريقي في جمهورية تشاد، وغيرها، ومن هذا المنطلق تم إنشاء صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية.

وأضافت أن القاطرة التي توفر للصندوق الموارد اللازمة عبارة عن وقف جارٍ استثماره في الأسهم والسندات والعملات وصناديق التحوط ومشاريع التمويل متناهية الصغر، موضحةً أن ريع هذا الوقف يبلغ نحو 1.5 مليون دولار سنوياً، ويذهب بالكامل لدعم مشاريع المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض.

ولفتت إلى أن صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية يركز على المحافظة على الكائنات الحية بغض النظر عن نوعها وحجمها وموقعها، موضحةً أن الصندوق يقدّم الدعم للأفراد والجهات من خلال شبكة إلكترونية تربط نشطاء البيئة بممولي تلك الأنشطة.

خطر الانقراض

ودعت رزان خليفة المبارك الجمهور للانضمام إلى جهود صندوق محمد بن زايد، للمحافظة على الكائنات الحية في حماية التنوع الحيوي والحد من انقراض الأنواع في العالم، مشيرةً إلى تحوّل الصندوق الذي أُسس في أكتوبر من عام 2008 إلى إحدى أهم المنظمات المانحة للمساعدات الصغيرة الموجهة للحفاظ على الأنواع، إذ أسهمت المنح التي يقدمها لدعم المشاريع في إنقاذ العديد من الأنواع من الانقراض.

وبينت المبارك أن منهجية عمل الصندوق تقوم على العمل الخيري الدقيق والسريع بلا بيروقراطية، حيث تجاوزت الهبات التي قدمها حول العالم منذ تأسيسه في 2008 وحتى الآن 17 مليون دولار ممولة من برنامج وقفي تبلغ قيمته 27 مليون دولار وازدادت خلال 10 سنوات إلى 30 مليون دولار.

وأوضحت أن الهيئة تمكنت في السنوات القليلة الماضية من إنقاذ المها العربي والإفريقي من الانقراض، وأسهمت في زيادة أعداد الحبارى حول العالم.

وفي سياق متصل، نوهت المحاضرة بتقديرات تشير إلى أن إجمالي الكائنات الحية في العالم يبلغ 10 ملايين نوع، لافتةً إلى أن مظاهر المدنية قد توهم بأن ما يجري في البيئة حوّلنا من انقراض للكائنات لا يؤثر فينا كبشر، مشددةً في هذا الصدد على أن البشر بحاجة ملحة إلى الحفاظ على النظام البيئي والتعامل بجدية من التحديات.

تناقص أعداد كثير من الكائنات الحية

وأضافت المبارك أن الإحصاءات تفيد بتناقص أعداد كثير من الكائنات الحية على سطح الأرض تدريجياً، مشيرةً إلى انخفاض عدد الحيوانات البرية إلى 50 في المئة خلال الـ40 عاماً الماضية.

وانخفاض عدد الحشرات الطائرة بنسبة 75% خلال الـ25 عاماً الماضية وانخفاض عدد النمور من 100 ألف إلى 40 ألفاً في السنوات الـ4 الماضية فقط، موضحةً أن الشهرين الماضيين شهدا فقدان آخر أنواع الحيوانات من فئة وحيد القرن القاطن في القطب الشمالي، ما يوجب التكاتف العالمي لوقف نزيف خسارة الكائنات الحية.

وأكدت الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي أن الطبيعة تعد منجم الاكتشافات الدائم للبشر، فيما أسهمت الاكتشافات العلمية وتوظيف النظام البيئي بكل ما فيه من كائنات في تطوير علاجات أفادت البشرية، بينما تعد البيئة مصدراً للإلهام والثقافة والفن ومنبعاً روحانياً.



1

2